فراس ابراهيم ينتهي من تصوير درويش ويدخل في امتحان النجاح
خلافا لما جرت عليه العادة في الدراما السورية التي اعتادت ، على الدوام، أن تستمر بتصوير مشاهد مسلسلاتها حتى الأسبوع الأخير من شهر رمضان، تمكن فريق عمل مسلسل “في حضرة الغياب” للمخرج نجدت أنزور من وضع العمل بكامل مشاهده أمام الجمهور، مع أول أيام شهر رمضان الحالي.
وفي التفاصيل ، فقد عاد أنزور ومنتج العمل فراس ابراهيم ( وجه محمود درويش) ومعهما فريق التصوير والممثلين، من مصر، بعد أن أنجزوا هناك المرحلة الأخيرة من مراحل الحياة الطويلة والمريرة التي عاشها شاعر القضية الفلسطينية، درويش.
المسلسل الذي راهن كثيرون أواخر العام الماضي على احتمالية كبيرة بعدم تصويره ورؤيته للنور ، تمكن من إعادة روح درويش إلى الحياة، سائرا به في مختلف المدن التي عاشها ، من قريته “البروة” حيث طفولته ، إلى روسيا حيث انتدب إلى هناك ببعثة وفرها له دهاء ضابط صهيوني ليتخلص من خطر عاطفي على “ريتا” مصدره درويش ، إلى حيفا حيث بدأ الشعر يتسلل إلى أعماقه، فبيروت حيث بدأت تتشكل لديه نظريات خاصة به ، ففرنسا حيث تمكن من أن يفلسف كل شيء شعرا ، إلى مصر حيث أصبح للشعر معنى فنيا في هوليود الشرق، وما بين كل تلك المدن المتباعدة جغرافيا ، كانت دمشق التي تردد إليها بين الحين والحين ، بين العام والعام ، لمرات ومرات.
منتج العمل وبطله رقم واحد ، الفنان فراس ابراهيم ، عاد بعد أشهر كثيرة من النبش في شخصية هذا الرجل الخارق للزمن العربي والمكان العالمي، المعولم أصلا… عاد إلى صالون منزله ، ليبدأ رحلة أخرى تتعلق بدرويش من جهة، لكنها بعيدة عن درويش كل البعد من جهة أخرى … فراس يجلس، اليوم، ولمدة شهر، ليرى بعين المراقب وليس الممثل ، بعين الناقد وليس المنتج ، بعين المعلم الذي يصحح ورقة امتحان تلميذه … فكيف إذا كان المعلم والتلميذ هما فراس ابراهيم نفسه؟!!.
تسعة أشهر مضت من العمل المضني، وبقي ،الآن، شهر واحد لتعرف النتيجة … إنها أشبه بعام دراسي للشهادة الثانوية ، حيث يدرس الطالب لتسعة أشهر ثم يتقدم للامتحان في شهر كامل … إنها الحقيقة التي يدركها اليوم فراس ابراهيم ، ولهذا، خلد الرجل إلى الشاشة ومعه عشرات الملايين من عشاق رجل يحضر اليوم في ذروة الغياب.