قوتهن اليومي الخبز اليابس، لم يدخلن مدرسة، لم يأخذن حماماً والدود يأكل أجسامهن، أب يتحول إلى وحش ويئد بناته الاربع وهن احياء لأنهن إناث
تحوّل الأب “س. د” إلى وحش آدمي كاسر ببلدية سيقوس بولاية أم البواقي.. هذه ليست تهمة وإنما حقيقة بأدلة بشرية توضحها الصور المرفوقة في حق فلذات أكباده الأربع البنات حسناء 12 سنة، إيمان11 سنوات، هيبة 7 سنوات ونور الهدى3 سنوات المأساة أكبر من أن يتحملها إنسان بدليل أن عمال مستشفى عين امليلة امتنعوا عن معالجة الضحايا بسبب صعوبة المهمة..
البنات كنّ برفقة والدتهن المغلوبة على أمرها في حالة نفسية وصحية حرجة، خاصة أن أمراض جلدية نادرة بلغت درجة متفاوتة من التعفن قد نخرت أجسادهن النحيفة قبل تحريرهن وبأعجوبة من طرف الأقارب من بين مخالب الأب الذي تحوّل إلى وحش آدمي تجاه بناته لا ذنب لهن سوى أنهم ولدن إناثا، وكأن عصر الجاهلية قد عاد، أيام كانت الأنثى تدفن حية خشية من العار وذلك كان أرحم – حسب أقارب من العائلة – مقارنة بأساليب تعذيب لا يتحملها حتى الحيوان والتي يمكن وصفها بالموت البطيء الذي طال الشقيقات الأربع على يد والدهن، كما علمنا من والدتهن اليتيمة أن الأب قام بسجنهن بإحدى شقق مسكنه، قوتهن اليومي الخبز اليابس، وقام بمنع البنت الكبرى حسناء وشقيقتها إيمان من مواصلة التعليم ومنع عنهن نور الكهرباء ومشاهدة التلفزيون واللعب مع باقي أترابهن، مما نجم عنه تخلف ذهني، حتى الماء لم يلمس أجسادهن منذ سنوات، الأمر الذي انجر عنه إصابة الشقيقات الأربع بمرض جلدي خطير تربى في أجسادهن النحيفة، حسب تأكيدات طبية، الأمر الذي استلزم تحويلهن جماعيا إلى مصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى قسنطينة الجامعي قصد التكفل بهن صحيا، وقد علمنا أن مصالح أمنية بدائرة سيقوس وقضائية بمحكمة عين مليلة قد فتحتا تحقيقا معمقا في القضية التي هزت كيان كل من وقف عليها بناء على شكوى رفعتها العائلة التي ناشدت الجهات المعنية من ضمنها السلطات الولائية ووزارة التضامن قصد التكفل بها اجتماعيا وإعادة البسمة إلى الشققيقات الأربع ربما انستهن سنوات الجحيم التي قضينها في غياهب سجن والدهن المقيم بحي المعلمين بوسط مدينة سيقوس.
نقلا عن صحيفة الشروق الجزائرية