خاص- شيرين عبد الوهاب موهوبة على المسرح وممثلة زائفة على صفحات المجلات وفي البرامج الحوارية.. والنتيجة تراجع جماهيري أكبر بعد كل تصريح

أحب أن أسمع صوت شيرين عبد الوهاب عندما تغني، فصوتها عذب جداً وحساس للغاية، وأعرف أن كبار الفنانين يشيدون بها وبصوتها عندما يتكلمون عن أجمل أصوات الجيل الحالي… ولكنني في المقابل لا أحب مشاهدتها في برامج حوارية، فعلى قدر محبتي لها وهي على المسرح، أكره أن أشاهدها تتحاور لأنها حين تفعل، تُفقد الحوار قيمته في كثير من الأحيان وتجاري المذيعين و المذيعات الذين يجري غالبيتهم خلف تحقيق “خبطة” اعلامية تزيد من نسبة متابعة برامجهم ضاربين بها وبصورتها الراقية عرض الحائط .. فالربح المادي عندهم وعند المحطات التي تدعمهم هو اهمّ من سمعة الفنان و رأي الناس به والذي من الممكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، فيرفع فنان و يُسقط آخر!

مشكلة شيرين أنها تحب أن تبرّر، في حين أنه يمكنها ببساطة أن تتكلم بثقة ولا تعطي لأحد حق سؤالها عن المبررات.. ولكنها تبدو لي دائماً “مزعزعة” ومرتبكة وغير واثقة من نفسها ولو أنها تحاول ايهامنا بذلك، وكلما أطلّت في لقاء اعلامي ، برّرت باستماتة مقاصدها حول أمور كثيرة صرّحت بها في لقاء سابق فتجدها متوّرطة من جديد من حيث لا تدري….

و أعترف أنني أزعل عليها كثيراً لأنها موهبة تستحق أن تجتهد أكثر وان تتعب أكثر على نفسها وتقيّم مجهوداتها، وإذا وجدت أنها تستطيع فعلاً السيطرة على ما تتفوه به جينها فقط توافق على اجراء مقابلات وحوارات، ولكن في المقابل إذا اكتشفت انها غير قادة على السيطرة على ما تتفوّه به من “حماقات” فعليها الابتعاد والتقليل من الظهور الإعلامي والاكتفاء بالوقوف على المسرح والغناء فقط وإمتاع الناس بصوتها الجميل جداً.

وليس عيباً أبداً أن تكون الفنانة شخصية تفضّل الصمت لأنه ببساطة سيجنبها الكثير من المطبات والهفوات والاهم انه سيجنبها تراجعاً في جماهريتها بعدما خذلت الجمهور في أكثر من لقاء وأكثر من مناسبة ، كما أن الصمت سيضيف اليها شيئاً من الغموض الذي يولد الاثارة والتشويق فيزيد تعلق جمهورها بها ورغبته في البحث داخل قلبها وعقلها من خلال أغنياتها.

ولست هنا لأتحدث عن خلافها العلني ووصفها المهين لتامر حسني مثلاً ، أو خلافها المبهم مع أصالة أو مشكلتها مع عالم الفن أو… أو.. أو، لأنها مشاكل سخيفة لا تفسد بالودّ قضية بالرغم من اعتقادنا انه لا يصح افتعالها والتحدث عنها من الأساس..

ولكن موضوعي اليوم عن تطوّر الأمر لدرجة اهانة شيرين للفنّ والتلاعب بأهداف الرسالة الفنيّة السامية واللعب على وتر الوطنية والتعصّب والحرية !

فمن بين كل ما يمكن لشيرين تسجيل موقف ضدّه ورفضه، كانت الجزائر- بلد المليون شهيد – ضحيتها هذه المرّة ووترها الحساس الذي اعتقدت أنه يمكنها النجاح في اللعب عليه وكسب الارباح من خلاله!
فشيرين لم تلتزم بأقلّ الاخلاقيات الانسانيّة والعربيّة القوميّة، فخرجت وبعد مرور وقت طويل جدا على انتهاء الخلاف الحادّ بين مصر والجزائر اثر لعبة كرة قدم، لتشعل نيران الفتنة من جديد، ولتفتح بخبث، ملفات قديمة باتت في مهبّ الريح، معلنة رفضها الغناء في الجزائر، التي نسيت شيرين أنّها تصالحت مع دولتها ، اي مصر، و تناست ما كشف عن انّ الخلاف ما كان سوى تدبيرة كيديّة من النظام السّابق، هو نفسه، الذي تسابقت هي وزوجها في الأمس القريب، الى الاستعراض امام كاميرات الصحافة وهم يحملون العلم المصريّ و ينادون باسقاطه واسقاط الريّس!

فربما أغضبها نشر أخبار في عدد من الصحف والوسائل الإعلامية الجزائرية، تؤكّد مبالغتها في أجرها الذي طالبت به لتغني في الجزائر، مما جعلها تفجّر قنابل في وجه نفسها من خلال مدير أعمالها وشقيقها محمد .

وهناك سببين لا ثالث لهما لهذه الحادثة الاخيرة ، فهي إما أنها طالبت فعلاً بأجر خيالي بلغ التسعين ألف دولار مرة واحدة (أي ما يقارب النصف مليون جنيه!!!) وذلك رغبةً منها في تعويض الانخفاض الهائل في أجور فناني مصر حالياً، مما جعلها تنهار خوفاً من انقلاب الناس عليها بعد فضح الأمر، ففكرت أن تبرّر مطالبها بأنها مجرد أفكار تعجيزية لردّ أي عرض لأي عمل في الجزائر بطريقة غير مباشرة! وهو الأمر الذي لا يبدو منطقياً خاصةً أنها وبمجرد نشر صحف الجزائر لهذه الأخبار، لم تنتظر هجوم الناس عليها وردت فوراً بأنه موقف شخصي سجلته بسبب موقعة (أم درمان) الشهيرة مما يدل على أنها تشجع جمهورها للاستمرار بالمقاطعة والحقد والضغينة وإعدام كل خطة في سبيل الوحدة العربية وتصفية النفوس!

أو أنها فعلاً شخصية متعصبة ومتقلبة وغير متوازنة ، تعيش حياتها يوم كفنانة ونجمة تغلفها الحيادية والحكمة وتضبط كل تصرفاتها ، و اليوم الآخر تتحوّل الى شخص أناني متعصّب متطرّف وحقود متمسّك بموقف تم تسجيله على اثر مشكلة حصلت منذ زمن، لا يمكن تعميم الخطأ فيها كما لا يجوز بسببها قطع جسور الأخوة والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين !

في رأيي، لو اعتمدت شيرين حلّ الموقف هذه المرة بالصمت لكان هذا التصرّف الحكيم والأفضل، ولكن كما نعلم جميعاً، فالصمت حلّ شيرين الاخير وغير الوارد.. فهي كما تحب أن تُطرب الجمهور تحب أن تمثّل عليه أيضاً.. وستظل على اثر هذا التصريح -سنوات وسنوات- تمثّل تارة الوطنية على جمهورها المصري خوفاً من وصمها بالطمع والجشع وتارة الحيادية على جمهورها الجزائري خوفاً من وصمها بالتعصب والمناداة بقطع حبال الأخوة، وبدلاً من أن تكسب الاثنين، ستخسرهما معاً ، وهذا ما حصل مؤخراً، تصريحات غير موفّقة وتراجع جماهيري أكبر مع كل تصريح ….

على شيرين ان تعتذر وان تخضع لجلسات علاج نفسيّة على نفقة الدولة المصريّة، مع بعض جلسات تعلّم الأدب و أخلاقيات التعامل مع الآخر، علّها تصبح أكثر نضجا، وهي الأمّ لطفلتين، وتصبح أكثر قدرة على ضبط لسانها، وتصبح اكثر وعيا لما نمرّ فيه اليوم في العالم العربيّ، وتصبح أكثر وطنية وانتماء للدولة الأكبر-الحلم…لأنّ من يحبّ وطنه، يحبّ المنظومة العربيّة التي ينتمي اليها هذا الوطن….ومن يعي أهميّة ما يحصل اليوم، يسعى بكل الامكانات التي يتيحها له مركزه ونفوذه، حتى يعكس أجواء الألفة بين النّاس، لا أن يخلق الفتن ويأجج المشاعر السلبيّة ويلغي شعبا مليونيّا، له تاريخه النضاليّ الذي يشهد له….وكلّ ذلك من أجل نجاح أكثر، وانتشار اكبر و “لألأة” كثيرة حول اسمه!

اذا، شيرين مطالبة بالاعتذار، والا ستتعرّض لأكبر حملة مقاطعة انتصارا لدولة عربيّة ، منّا وفينا، وعلى الزملاء المصريّين ان يكونوا اول قائدي هذه الحملة واوّل الداعين اليها، كي يعلّموا ابنة بلدهم كيف تكون مسؤولة، وكيف تتصرّف بعيدا عن الحركات “الصبيانيّة” والعشوائية التي ترافقها منذ زمن بعيد، والتي أظهرتها في اكثر من محطّة خلال مسيرتها الطويلة!ا

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com