رأي خاصّ- الكليب في وادٍ والأغنية في وادٍ… افلاس فنيّ لنصر محروس، بهاء سلطان تحوّل الى كومبارس وبذلة اليانور زغيب كانت نجمة الفيديوكليب
هو بهاء سلطان الذي انطلق منذ سنوات من خلال أغنية “قوم اوقف وانت بتكلمني” وربما قبلها، والذي انطفأ بعدها وغاب فنيّا، مع بعض المحاولات غير المستقرّة وغير النافعة…عاد مؤخرا بأغنية “ومالنا” المصريّة الحزينة.
العيب ليس في الأغنية لأنّها جميلة جدا، ولا بصوت بهاء سلطان الجيّد، ولا باللحن ولا التوزيع الرائعين، انّما العيب في الكليب، او “الحدوتة” التي وقّعها وبكلّ فخر المخرج المصري الفذّ “نصر محروس”!!
الأغنية تحاكي الأزمة التي نعاني منها في مجتمعاتنا، وهي غياب الأمان، والصدق، والحقيقة، واستشراء الكذب والنفاق وعدم الثقة. وفي الأغنية يقول بهاء ما مفاده “احنا ناقصنا الأمان” و ” مش بنصدق بعض وبنكدب على بعض” والى ما هنالك من الكلمات التي تحاكي آفة اجتماعيّة هامّة.
فارتأى المخرج نصر محروس أن يحيك “ستوري بورد” بمستوى متدني جدا، لا يتناسب مع الهدف من الأغنية، ولا يليق بحجم القضيّة التي يتمّ مناقشتها…فجاء الكليب صدمة حقيقيّة لكل من شاهده…لأنّ موهبة نصر في الاخراج “ظهرت” جليّا !!
ويبدو أنّ الأستاذ نصر، لم يستمع للأغنية قبل الاقبال على تنفيذ الكليب الخاصّ بها، او أنّه بدل أن يضع “سي دي” أغنية بهاء سلطان، وضع أغنية خفيفة أخرى كـ”العوْ” مثلاً التي أنتجها منذ فترة ، تناسبها أجواء “الكباريه” وخلافه، وصاغ القصّة على أساسها!
ونحن نجزم أنّه لم يستمع لأغنية بهاء سلطان، لأنّ الكليب في واد والأغنية في واد آخر. اذ أنّنا لم نرَ بهاء الا على المسرح يغنّي في لقطات قليلة، ليصبح كومبارسا، ولتصبح الراقصة الشرقيّة خريجة برنامج “هزي يا نواعم” اليانور زغيب- ذات البذلة المفتوحة على كلّ الاحتمالات- نجمة العمل بامتياز، تليها فتيات النادي الليليّ اللواتي ظهرن وهنّ يبكين تارة، ويتمايلن تارة ، ويضعن الورود في “الفازات” تارة أخرى.
والكليب ليس مبتذلا أبدا، ولكنّه لا يمتّ بصلة لما تحمله الأغنية من توجّه، وكان بامكان نصر محروس أن يتسخدم القليل من الخيال والقليل من الابداع والقليل من الواقعية وهموم الناس والشارع علّه ينجح في تجسيد معاني الأغنية.
كما أنّنا نتساءل، لمَ رضخ بهاء سلطان لأوامر نصر وصوّر كليبا بهذه الرداءة؟؟ لا الصورة فيه جميلة، ولا الاضاءة، ولا الديكور ولا الـ”ستوري بورد” محبوكة وهي تعتبر الاهم في أي عمل مصّور ؟ اهو عامل الانتاج الذي يرزح تحت أثقاله معظم فنانو اليوم؟ وهل نشهد على ارتهان النجوم للمخرجين-المنتجين، كما رضخ سابقا بعض النّجوم لبعض الشاعرات –الكاتبات اللواتي تحكمن في تصوير كليباتهم أيضا؟
وبعيدا عن كلّ ما ذكرناه، لمَ تمّ التركيز على الراقصة اليانور زغيب، لدرجة أنّنا شعرنا أنها هي صاحبة الكليب لا بهاء؟ ولم أسدلت الستارة على رقصاتها ومفاتنها، ولم يتم اختتام الكليب بمشاهد لبهاء صاحب الأغنية والكليب؟
كما انّنا نسأل اليانور، ما الهدف من مشاركتها في كليب غنائيّ مصريّ لن يضيف اليها أيّ شيء سوى بعض العيون الجائعة الى مشاهدة مفاتن الرقّاصات اللواتي غِبن منذ فترة عن الشاشة الصغيرة ؟ ألم تفكّر اليانور للحظة انها فقط عامل الهاء وسدّ فراغ في الكليب الفارغ من الشكل والمضمون ؟ أم انها اعتقدت انها بمشاركتها هذه ولوكانت سطحية و “بايخة” قد تلفت نظر المنتجين المصريين والشعب المصري، في حين الشعب المصري منهمك في علاج الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يتخبّط بها.
باختصار، أبدع نصر محروس في افلاسه الفنيّ، وأبدع أكثر في ابراز موهبة اخراجيّة ستطيح بكافة المواهب الاخراجيّة اللبنانيّة والعربيّة…فكادراته “يا سلام” و خياله يشعرك كمشاهد ب “قشعريرة” التأمّل…أمام كليب لا يصلح حتى لأغنية كأغنية “العوْ”، فكيف بأغنية الأمان والصدق والعلاقات الاجتماعيّة؟
وعلى نصر أن يعيد ترتيب أوراقه، لأنّه في الفترة الأخيرة، ينسف اسمه الفنيّ عبر أعماله اكانت مع انتاجه “دياب” او مع هذه الكليبات التي لا طعم لها ولا لون، بعد ان بناه افضل بناء مع النجمة “شيرين عبد الوهاب” والنجم “تامر حسني” وغيرهما.
يتبع…لأنّ هذا الكليب فتح شهيّتنا وأعيننا على عدد كبير من الكليبات اللبنانيّة والمصريّة، التي لا تمتّ بصلة للأغنيات الخاصّة بها…وفضائح اخراجيّة بالجملة لمخرجينا الكرام قريبا!!