تغطية خاصة- النوستالجيا والدموع عنوانا حلقة الموسيقار ملحم بركات من (أغاني عمري) وفيما حاز الفنان غدي على اعجاب الموسيقار، حاز ابنه وعد على انتقاده
عرضت المؤسسة اللبنانية للارسال ليلة السبت الماضي حلقة جديدة من برنامج “أغاني عمري ” مع الموسيقار ملحم بركات و هي حلقة “الحنين” والنوستالجيا بامتياز اذ أعاد البرنامج الموسيقار الى الزمن الماضي الجميل واستفزّت حنينه اليه والى تفاصيله وكانت كل فقرة من البرنامج بمثابة صوراً تذكارية من أجمل حقبة من حياة بركات.
ولو ان الموسيقار حاول ان يعطي عن نفسه صورة “الوالي” او الرجل الذي لا يقهر ، زير النساء وقاهر قلوبهن، الا ان غناء ابنه “وعد” وصديقته “جورجيت صايغ” فضحا روح هذا الرجل الطيّب الى أبعد الحدود ، الحسّاس جداً و الحنون ، فكانت دموعه السخيّة والعفوية الاثبات الوحيد والمباشر على شخصية ملحم بركات الحقيقية .
حلقة جميلة جداً جمعت الفنّ بالقلب واستطاعت هيام أبو شديد السلسة والذكية ان تستخرج من ملحم ما قد يعجز عنه أي مقدّم آخر بعيداً عن السكوبات الفنية او المشاغبات الصحفية، فهي دغدغت عواطف ملحم بركات الانسان ففاض عليها وعلينا بكمّ لا يستهان به من المشاعر الصادقة والشفافة.
ولعّل الموسيقار لم يكن وحده نجم هذه الحلقة، بل ابنه وعد الذي أطّل لأول مرّة على جمهور والده “الخطير” جداً، فجمهور ملحم بركات لا يساوم ولا يسامح ولا يمرّر أي خطأ أو هفوة واستطاع وعد ان يستدرجنا اكثر من مرّة الى القول ” فرخ البط عوّام” و” اللي خلّف ما مات” ولو ان الموسيقار لا يزال على قيد الحياة-أطال الله بعمره- الا ان وعد يتمتّع بموهبة جميلة ولافتة كما قيّمه والده ولكنه بحاجة الى التمرين والتحضير كما قال أيضاً بالعامية “بدو شغل !” الا ان الواضح انه متأثّر جداً بوالده من حيث الوقفة على المسرح وطريقة غنائه واندماجه بالموسيقى وتأثّره بها .
وجورجيت صايغ فاجأت الموسيقار على المسرح وغنّت “بلغي كل مواعيدي” باحساس واضح وعندما انتهت من الغناء تقدّم نحوها الموسيقار و عانقها بحرارة ولم يستطع الفنانان الكبيران تمالك نفسهما فبكيا بحرارة وحرقة فكان المشهد مؤثّراً جداً تفاعل معه الجمهور في المسرح وفي البيت .
فنانون كثيرون غنّوا للموسيقار في هذه الحلقة التكريمية ان صحّ التعبير ، وكانت لافتة مشاركة الفنان “غدي” الذي أبدع غناءً وحضوراً وفضحت كاميرا المخرج طوني قهوجي اعجاب الموسيقار به فصفّق له بحرارة في نهاية الوصلة الغنائية ، ولأن الغناء امام الموسيقار صعب وشاق في آن، فلعّل الفنان غدي كان يدرك ان الغناء للموسيقار هو بمثابة امتحان، يكّرم بعده المرء او يهان، فحضّر نفسه جيداً وأبدع في تأدية أغنية “وحدي” .