باتريسيا هاشم- الى كل مواطن يطالب بتغيير النشيد الوطني اللبناني أقول : أحبّ وطنك أكثر مما تحبّ زعيمك ، وتعال بعدها حدّثني عن النشيد الوطني

نحن شعب لبناني يستحق الابادة والحرق لما وصلنا اليه من تدّني في مستوى التعاطي مع الامور ومعالجتها.

ماذا يريد بالظبط بعض “الصعاليك” الذين يتبجّحون هنا وهناك على التلفزيونات وصفحات الصحف وبعض المواقع الالكترونية ؟؟ وكيف يسمحون لأنفسهم بالتطاول على النشيد الوطني اللبناني والمطالبة بتغييره!!؟
بل أكثر يتحاملون على لبنان وشعب لبنان ويسألون أنفسهم ان كان كل شيء واقعاً ام حقيقة مزيّفة ومزوّرة ، متجاهلين انهم هم الكذبة الكبيرة والمخذية لانهم سمحوا لأنفسهم بالتطاول على النشيد الوطني والتلاعب بكرامة هذا الوطن وعزّته…

انتم لستم لبنانيين انتم حثالة شعبه، ولا تملكون من الكرامة غير غبارها وان كنتم تعتبرون النشيد الوطني اللبناني فضيحة فأنتم عملاء ويصلح فيكم حكم الاعدام ….

من يأبه من أين استوحى لحن النشيد الوطني ؟ وفي اسوأ الاحوال لنعتبر ان الملحنّ اللبناني وديع صبرا تذاكى و”تشاطر” وسرق لحناً يقولون انه كان نشيد جمهورية الريف المغربية التي تأسست عام 1921 وانتهت في عام 1926 واعتمدت نشيد بطل الريف عام 1924 بينما تم اعتماد النشيد الوطني اللبناني عام 1927 أي بعد 3 سنوات من النشيد المغربي، فهل هذا يلغي القيمة المعنوية الكبيرة للنشيد وشدّة تعلّق اللبنانين به ووفائهم له؟؟

وخرج احد ورثة العائلة الرحبانية ليتبجّح ويدّعي انه “شال الزير من البير” معتبراً نفسه ملكاً أكثر من الملك المغربي الذي لم يدّعي يوماً انه صاحب النشيد ولم يتّهم لبنان يوماً بالسرقة والتخاذل . بل أكثر طالب الدولة اللبنانية ان تضع لحناً جديداً او نشيداً جديداً وان الامر بالنسبة لحكمته يشبه اكتشاف أي ولد ان امّه ليست أمّه .

ونحن اليوم نقول له وللمحطّة التي شرّعت له الابواب ، من بيته من زجاج لا يراشق الوطن بالحجارة ، وتاريخ أغنيات عائلة الرحباني ودون ان نعمّم على جميعها، معروف أصلها وفصلها وتاريخ استنساخها ، وهذه المحطة التي تسمح ان تفضح وطنها فقط لتحقق مكسباً دعائياً والتي كنا لا نزال نحترمها حتى الامس ، يجب ان تعيد حساباتها وتعي ان هذا الوطن أكبر وأهمّ وأعظم من مصالحها الصغيرة والمشكوك بدوافعها .

وعليك تصحيح المثل يا صديقي الرحباني الصغير، فسرقة النشيد الوطني اللبناني كما ادّعيت ليست كولد يكتشف ان أمّه ليست أمّه ، بل كالولد الذي يكتشف ان والديه ليسا والديه بل ربيّاه وكبّراه وعلّماه وآمنا به وعاشا لأجله ومستعدّان للموت لأجله ، لا يهّمنا من أين أصل وفصل النشيد اللبناني ولا يهمني ان كان مسروقاً او حتى ملعوناً فهذا النشيد يسري في عروقنا ولا يهمني كما لا يهّم ملايين اللبنانيين من أين أتى ومن هو واضعه الاصلي بل يهمني انني عشت على حبّه وسأموت على حبّه ، يهمّني ان شهداءنا ماتوا في الميدان وهم يردّدونه ، وهو كان وسيبقى دوماً رمز كرامتنا وعنفواننا وعزّتنا شئت او أبيت ، وهناك مثل شعبي يقول “مش الاهل يلي بخلفوا ، الاهل يلي برّبوا”، ، فأهمية النشيد اللبناني في قيمته المعنوية وليس النوتات اللحنية ، ومن سمح لسخافته بفتح هذا الموضوع قبل استشارة كبار المسؤولين في البلاد ، هو العميل الاول والخائن الاكبر والسخيف المطلق ، فليس عيباً ان يربي زوجان طفلاً لقيطاً ويصنعا منه رجلاً يحسب له ألف حساب بل العيب ان يخرج فنان ومحطة ساذجين ليقولا للطفل الذي أصبح رجلاً عظيماً ان هذه المرأة وهذا الرجل ليسا والديه، فهذا العهر بعينيه يا حثالة اللبنانيين …..

دعوا النشيد الوطني جانباً فالمواطنية لا تكون بنشيد أصلي او مستنسخ، بل تكون في حبّنا وعشقنا وتعلّقنا والتزامنا بما يقوله هذا النشيد، وبخوفنا على حريّة واستقلال هذا الوطن وبدفاعنا الشرس عن كل شبر منه وباستبسالنا لمنع التدخّل الاجنبي الغريب وفي عدم الاستزلام لاي حاكم ومسؤول فيسوقنا كالقطيع ، فنحارب اخوتنا في الوطن ونتصارع على السلطة ونتقاتل من اجل منصب رفيع في ادارة او وزارة ، ونبيع الوطن من أجل هذا الزعيم او ذاك، ونبيع أرضنا وعرضنا من أجل المال والزعامة. فعالج كل هذه المعضلات وأعد الامور الى نصابها واسترجع الارض والعرض والاخلاق والكرامة ، وأحبّ وطنك أكثر مما تحبّ زعيمك ، وتعال بعدها حدّثني عن النشيد الوطني !!

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com