خاص- مرض التعلّق بالنجوم والنجمات ورفض تقبّل انتقادهم، آفّة يعاني منها الجسم الصحافيّ… ونحن أوّل المعانين

 كلّ من هو داخل عالم الاعلام، اكان المسموع أو المرئيّ او حتى المكتوب، يعي ما نقصده من هذا التحقيق، ويعاني كما نعاني نحن، من هوس بعض “الفانز” ببعض النّجوم، هذا الهوس الذي قد يتخطّى الحدود كثيرًا من الاحيان، وقد يصبح مرضيًّا ولا عقلانيًّا أحيانًا أخرى.

هذه الظاهرة، لا تقتصر على أبناء العالم العربيّ، بل هي موجودة في كلّ بقاع الارض. ونحن الصحافيّون، نواجه يوميًّا، عشرات الحالات المهووسة بنجمة معيّنة او بنجم معيّن.

هؤلاء معظمهم من المراهقين والمراهقات، الذي يتعلّقون بشكل مرضيّ بنجومهم، فيحوّلونهم الى “ملائكة” وأحيانا الى “أنصاف آلهة”… فلا يقبلون بأي شكل من الأشكال انتقادهم، ولا التعليق بشكل سلبيّ على تصرفاتهم، او تصريحاتهم…ونجومهم دائما على حقّ، وينطقون بالحقيقة، ويفعلون الصواب!!

وما ان انتقدنا كليب “فلانة”، حتى نتعرّض لحرب شرسة مغرضة، قد تصل حدّ مقاطعتنا، او التشهير بنا أفرادًا ومؤسّسات. وما ان علّقنا على تصريح “فلان” او توجّهنا اليه بنصيحة، حتى تصلنا مئات الرسائل الشاجبة، المعترضة، والمتّهمة بالانحياز لـ “فلان” آخر منافس له، او بالـ “تحطّط” على نجمهم، وكأنّ بيننا وبينه ثأر قديم، او وكأنّنا نصفّي حساباتنا معه… أو، هنا تكمن المصيبة المضحكة، أنّنا نغار من نجاحه/ها، وانتشاره/ها!!

هذا الأمر موجود بحدّة وكثرة لدى “فانز” بعض النجمات والنجوم، وموجود بشكل أقلّ لدى “فانز” البعض الآخر.

وحقيقة الأمر، أنّ هؤلاء الشابات والشبّان، يتعلّقون بنجومهم الى حدّ المرض، ويقفون الى جانبهم وكأنّهم في ساحة حرب، مستعدّون دائما لمؤازرتهم ، ولتدمير خصومهم، او للتبجيل بمن يقف الى جانبهم، ومن يصفّق لهم “عالطالعة والنّازلة”.

والعيب ليس فيهم، بل قد يكون في طبيعة الانسان البشريّة. فنحن عندما نحبّ نصاب بعمى تامّ، فلا نرى الّا الناحية الايجابيّة في من نحبّ، ونضعه في مركز غالبًا ما يكون فضفاضًا عليه، وأعلى من حقيقة مركزه.

ونحن البشر، مستعدّون دائمًا للانقضاض على من يحاول أن يكشف النّقاب عن جزء من الحقيقة المرعبة التي لا نتقبّلها، بل ونرفضها قطعًا!!

وهنا لا نعمّم أبدا، اذ أنّنا كما نواجه بعض المرضى بالمشاهير، نلتقي بعدد كبير من معجبي النجوم والنجمات، الذين ان انتقدنا نجومهم، يحاوروننا في وجهة نظرنا، يطّلعون على مسببات ما قلناه، يناقشوننا برقيّ في آرائنا وتعليقاتنا، ويحاولون بـ “ديموقراطيّة” ابراز العكس، او الاقتناع بما نقول.

وهؤلاء ناضجون وواعون لحقيقة أنّنا كلّنا نخطئ، وبأنّ نجومهم ليسوا معصومون عن الخطأ ولا الخطيئة. وهؤلاء لا يهدّدون، ولا يتوّعدون، ولا يشتمون، ولا “ينفصمون” دفاعًا عن نجومهم.

لذلك، نتوجّه للجميع بكلّ محبّة… تعلّموا أنّنا مختلفون، وأنّ لكلّ منّا رأيه الخاص الذي يختلف عن رأي الآخر… كما عليكم أن تعلموا، أن نجومكم ليسوا دائمًا كما تتخيّلون، وليسوا تمامًا كما تتصوّرون…بل هم يخطؤون مثلنا تمامًا، ويحقّ لنا أن ننتقدهم كما يحقّ لهم أن ينتقدوننا…. فتقبّلوا النقد أرجوكم، وابحثوا في حيثيّات ومسبّبات ما ننشره أحيانًا عنهم… لأنّنا لا نكره أحدًا، وليس بيننا وبينهم أي ثأر ولا “ضغينة”…ناقشونا ودافعوا عنهم…ولكن بنضج!!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com