خاص- معلومات وتحليلات وتضارب في الأقوال… من الذي قتل المصمم المصري محمد داغر؟
نأسف لما يحصل في مصر هذه الايام من أعمال شغب ومحاولات قتل وسرقة ونأسف لمستوى التعاطي بين المواطنين المنقسمين بين موال للنظام السابق ومعارض، ونأسف لحالة الفلتان الامني التي تشوّش على أسطورة اسقاط النظام في مصر…
الشعب العربي الذي كان متّهماً بالاستزلام والتبعية والالغاء على حساب المسؤول والحاكم خلال عشرات السنوات السابقة، أثبت في الاشهر القليلة الماضية انه شعب عنيد وجبار، يمهل ولا يهمل ، يحاسب قامعيه ومذلّيه وسارقيه وناهبيه وقاتليه حين تسمح له ظروفه بذلك مهما سكت عن الظلم والقهر والذّل ….
وبعد الشعب التونسي العظيم ، تمكّن الشعب المصري من التحرّر من براثن النظام السابق واستطاع في وقت قصير قلب كل المعادلات والمقاييس وبدل ان يقلب الصفحة ويتّحد ويتماسك ليقوى على كل مطبات وتحدّيات المرحلة المقبلة، انقسم للاسف وتحوّل من المطالبة الكبرى أي اسقاط النظام الى المطالبة بأطماع فردية ومناطقية وحزبية ومذهبية صغيرة بدل الالتفات الى جمع شمل الوطن واحاطة المرحلة الجديدة بالدعم والوحدة…
ونتوقّع ان يسوء الامر أكثر خاصة بعد ما شهدناه في الايام القليلة الماضية من أمور قاسية وآخرها مقتل مصمّم الازياء محمد داغر، الذي قتل في ظروف غامضة بعدما سرقت سيارته وبعض الاغراض الشخصية وكأن الامن خرج عن سيطرة الدولة المنشغلة باستحقاقات كبيرة تشكل عبءا على كاهلها.
بعدما عثر ليل الثلاثاء على مصمم الأزياء المصري محمد داغر مقتولاً بعدة طعنات في رأسه ورقبته في شقته التي تقع في شارع “البطل” في منطقة المهندسين كثرت التحليلات وتضاربت المعلومات حول كيفية تنفيذ الجريمة وهوية مرتكبيها؛ ونحن في موقع “بصراحة” سجلنا بعض التحفظات على المعلومات التي نُشرت وطرحنا بعض الأسئلة عن دقتها وصحتها وذلك بهدف تسليط الضوء على حقيقة هذه الجريمة التي هزت الوسط الفني وأهدافها، مؤكدين اننا لا نملك أي معلومات بل فقط تحليلات، ومن أهم الملاحظات:
-اتصال “محمد داغر” هاتفياً بأحد الأشخاص (تضاربت المعلومات حول هويته ان كانت شقيقته أو شقيقه أو أحد اصدقائه) بين الساعة الثالثة والرابعة فجراً أي ساعة ارتكاب الجريمة ولم يكن قادراً على الكلام، وهذا يدل على ان “داغر” لم يفارق الحياة فور طعنه بل بعد فترة، فلماذا لم يسارع هذا الشخص لنجدته؟
– سرقة سيارة “داغر”، ان كان الهدف هو السرقة لماذا تم سرقة السيارة بالتحديد، فالكاميرات المتواجدة في الشوارع ممكن ان تسهل عملية تعقب السيارة وبالتالي الوصول الى الجاني بطريقة اسرع، لذلك هنا لا بد ان نشير الى ان الهدف من سرقة السيارة هو التمويه إلى ان “داغر” غير متواجد في منزله.
-سرقة هاتف “داغر” الشخصي؛ اذا كان صحيحاً ما تردد عن سرقة الهاتف فمن هو الشخص الذي اتصل من هاتف “داغر” فجر يوم الثلاثاء ولم يكن قادراً على الكلام؟
-عدم وجود كسر لأي باب أو نافذة في المنزل؛ وكما بات معروفاً فإن احد مساعدي داغر هو من كسر الباب ودخل المنزل فعثر عليه مقتولاً، وهذا يدل على ان الجاني دخل الى الشقة وارتكب جريمته وخرج دون كسر الباب أو النافذة، وهذا يدل على ان الجاني معروف لـ “داغر” وانه هو من فتح له الباب ليدخل الى الشقة، أو ان الجاني يملك مفتاح آخر للشقة وهو من فتح الباب ودخل الى المنزل ونفذ جريمته.
-احتمال عودة الجاني مع “داغر” الى منزله ودخولهما سوياً الى المنزل، وهنا لا بد ان نتوقف حول المعلومات التي ادلى بها حارس العمارة التي يقطن فيها “داغر” بأنه عاد وحيداً الى المنزل.
-لماذا طعن الجاني “داغر” بـ “كأس ماء” (تضاربت المعلومات حول عدد الطعنات بين 3 و 4 وصولاً إلى 8 طعنات)، ولماذا لم يستعمل اي قطعة حادة أخرى كـ “سكين” مثلاً؟
-لم يمضِ فترة قصيرة على وقوع الجريمة حتى شاعت أخبار مفادها ان “الجاني هي امرأة”، وان هناك دماء تختلف عن دماء داغر في الشقة، لماذا امرأة؟ وكيف باستطاعة أحد ان يجزم بعيداً عن الفحوصات والتحاليل التي ستجريها الجهات المختصة ان هذه الدماء تخص امرأة.
-هل صحيح أن غرفة نوم “داغر” كانت بحالة فوضى وانه تم القاء كافة محتوياتها على الأرض، وهل هذا يدل على ان الجاني كان يبحث عن شيء ما؟
-معلومات عن مشادة كلامية حصلت بين “محمد داغر” واحد اصدقائه وصلت اصداؤها الى الجيران في ساعة متأخرة من الليل.
-تم ارتكاب الجريمة بين الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً، ومن المفترض ان يكون داغر نائماً في فراشه، إلا ان كل الدلائل تشير الى ان “داغر” قتل أمام مدخل الحمام حيث تجمعت كمية كبيرة من دمائه وفي ثيابه كاملة (ليس في لباس النوم)، وهنا من المحتمل أن يكون “القاتل” متواجد داخل الشقة حين عودة “داغر” وانه تفاجأ به فأقدم على طعنه.
-معلومات عن ان “داغر” طلب طعاماً جاهزاً من أحد المطاعم.
ان التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية والجهات المختصة، لم تعلن حتى اللحظة انها توصلت إلى هوية مرتكب الجريمة، رغم الحديث عن اشخاص مشتبه فيهم، وقد أعلن بالأمس عن تشريح الجثة آملين أن يتم الكشف بأسرع وقت ممكن عن القاتل وأن ينال العقاب الذي يستحقه، ولا شك في ان بعض البلطجية استفادوا من الفلتان الامني في مصر ليوسعوا نشاطاطهم الى حد القتل بهدف السرقة ونتمنى الا تطال هذه العمليات أشخاصاً بارزين على الساحة المصرية.
أخيراً، ما أشبه اليوم بالأمس، فنحن لغاية اليوم ما زلنا لا نعلم من الذي قتل المخرج اللبناني محمود المقداد، لندخل مجدداً في اتون البحث عن قاتل المصمم المصري “داغر”، فهل ستنكشف حقائق هذه الجرائم يوماً؟
نشير الى انه تم تشييع المصمم محمد داغر أمس الأربعاء، في مسجد السيدة نفسية، ووري الثرى في مقابر الأسرة بمدينة 6 أكتوبر.