زافين قيومجيان يبحث عن سيدة أنجبت ستة أطفال وتفكر في السابع

يبحث زافين في حلقة هذا الاثنين من برنامجه “سيرة وانفتحت” على شاشة المستقبل عن سيدة عاملة في المدينة، محامية ممارسة أو مهندسة مدنية، تحت سن الأربعين، أنجبت ستة أطفال، وتفكر في السابع… فهل من أمل في أن يجد هذه المواصفات في امرأة لبنانية واحدة، وأين؟

حلقة خاصة لمناسبة عيد الأم وسؤال عن أفضل اختيار لأصعب هدية: زافين يسأل مشاهديه عن هدية الأم في عيد الأم: هل فعلا أنّ جملة ” ينعاد عليكِ” تكفي كما تقول كل أم لأطفالها؟

ولأنّ “الكلمات لا تكفي”، زافين يستضيف أيضا اثني عشر طالبا وطالبة من “المسابقة الوطنية السنوية الخاصة بفن الخطابة” باللغة الإنكليزية، التي أقيمت الأسبوع الماضي تحت عنوان “الكلمات ليست كافية”.

ثماني جامعات لبنانية تسابقت للفوز بأفضل خطاب، والرابح سيتوجه إلى بريطانيا لقضاء أسبوعين ومنافسة زملاء له من 50 دولة حول العالم: بين خبراء ومتمكّنين، من سيقدّم أجمل خطاب للأم في عيدها؟

وفي الحلقة حديث مع الطالب معتز العسراوي، الذي مثّل لبنان العام الماضي في الدورة العالمية للمسابقة السنوية في لندن، وفاز بالمرتبة الأولى متفوّقا على طلاب لغتهم الأمّ هي الإنكليزية.

ملخص حلقة الأسبوع الماضي “14 آذار في التاريخ”
إذا كان لا بد من يوم تاريخي للبنان يختصر أحداثه بيوم واحد، فالرابع عشر من آذار يفي بالغرض.

هذا ما قاله زافين في مقدمة برنامجه “سيرة وانفتحت” الاثنين الماضي، في حلقة استعاد فيها أخبار وعناوين جريدة النهار الصادرة في الرابع عشر من آذار على مدى السبعين سنة الماضية، وكشف ما خبأته السنوات التي تنتهي بالرقم تسعة منذ العام 1959 وحتى اليوم، في لعبة تداخل فيها التاريخ بالحسابات والأرقام وآراء الضيوف.

لعب زافين بالتاريخ واسترجعه سائلا عن التشابه في الأحداث والعبر التي يمكن استخلاصها مع ضيفه الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية في جامعة سيدة اللويزة الدكتور إيلي الهندي ومجموعة من شباب الرابع عشر من آذار الذين شاركوا في مظاهرة الأحد الماضي.

بدأت الحلقة كالعادة مع فقرة “سيرة وما انفتحت” التي استعاد فيها زافين مقتطفا من برنامج ” خليك بالبيت ” الذي استضاف الصحافية أوكتافيا نصر التي شرحت كيف ساعدها كتاب زافين “لبنان فلبنان” بتخطي بعض الأوجاع التي سببتها لها الحرب. وقالت نصر، إن إحدى القصص التي ذكرها زافين في كتابه حول أم خسرت ابنتيها في الحرب اللبنانية أثرت فيها لوقت طويل، لكنها ارتاحت عندما علمت من خلال كتاب “لبنان فلبنان” أن هذه العائلة أكملت حياتها رغم الألم والحزن وأنجبت ولدين ادخلا الفرحة إلى قلبها.

نصر، التي قالت أنها أصبحت تشعر بوجع هذه الأم أكثر بعدما تزوجت وأنجبت ابنتين، أضافت أن وجع الآخر يمكن أن يؤثر فينا أكثر من وجعنا.

ولهذه المناسبة، عاد زافين بالذاكرة إلى غلاف كتابه “لبنان فلبنان” الذي يظهر عليه مسلح قرب فندق السان جورج، حيث يقف اليوم تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعرض رحلة بحث مصورة عن هذا الرجل، الذي تبين أن اسمه علي عتريس، والذي رغم تعرفه على مكان وتاريخ وظروف الصورة إلا انه لم يستطع التأكيد فيما إذا كان هو الرجل في الصورة أم لا.

بعدها انتقل زافين إلى الحديث مع الجمهور المشارك في الحلقة، فسألهم عن سبب مشاركتهم في مظاهرة الرابع عشر من آذار، فجاءت الأجوبة تعبر عن انزعاج الشباب من الحالة التي يعيشونها، وعن رغبتهم ببناء لبنان السيد الحر المستقل، وعن حلمهم بالمواطنية الصالحة والعيش المشترك.

كما أكدوا أنهم نزلوا إلى ساحة الحرية ليبرهنوا أنهم ما زالوا متمسكين بمبادئهم ووفائهم للشهداء ورفضهم للسلاح الغير شرعي وتمسكهم بالمحكمة من أجل العدالة وليس من أجل الثأر. وفي المقابل أيضاً، تحدثوا عن بعض الخيبات التي أصابتهم من قبل قياديي 14 آذار وخصوصا فيما يتعلق بسياسة اليد الممدودة التي جعلتهم يقدمون تنازلات كبيرة للطرف الآخر.

وكان زافين تمنى لو لبّى شباب 8 آذار دعوته للمشاركة في هذه الحلقة من اجل تفعيل الحوار وتقريب وجهات النظر بين الفريقين ولكن رفضهم للمشاركة حال دون ذلك. ورأى زافين أنه لا بد من وجود مساحة للتشاور والتحاور بين الجميع بعيدا عن الإعلام.

هذا الكلام أكد عليه الدكتور الهندي قائلا أن لا حل دون لقاء وحوار، وهذا يجب أن يتم عبر جمعيات مدنية ولجان في الجامعات ومبادرات من قبل المجتمع المدني، لأن دورهم مهم في العمل على المصالحة وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين، ولكن مع الأسف تمثيل هذه الفئات ضعيف في لبنان.

أما عن سؤال: ماذا بعد التظاهر؟ فقال الدكتور الهندي: “على الجميع أن يعرف أن الأمر لا يمكن أن يحل بين ليلة وضحاها وعملية إخراج السوري كانت أهون بكثير مما نحن عليه اليوم”، وأضاف أن الثورات تحتاج عادة لوقت طويل لتحقيق أهدافها ولفت إلى انه يجب على هؤلاء الشباب أن يكونوا المعارضين والناقدين لقياداتهم ولا يؤيدوهم ويتبعوهم بشكل أعمى”.

بعد الحوار مع الشباب، بدأ زافين يلعب بالأرقام ويعود بالتاريخ إلى الوراء من خلال استعراض ابرز عناوين صحيفة “النهار” في يوم 14 آذار خلال سبعين عاما. وقد لاحظ زافين مع بداية العرض التاريخي أن أبرز ثلاث أحداث كبرى في لبنان حصلت في 14 آذار، كثورة الأرز في العام 2005 وحرب التحرير التي بدأها العماد ميشال عون ضد الجيش السوري في لبنان في العام 1989 والاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1978.

بعدها بدأ استعراض تنازلي للتاريخ، مع عناوين صحيفة 14 آذار 2011 والذي كان: “أوسع مشاركة للثورة على السلاح”.

وبالعودة سنة إلى الوراء، أي إلى العام 2010، فكان عنوان النهار: “جنبلاط : ما صدر عني غير لائق بحق الأسد”.

أما في العام 2005 فكان العنوان: “صفير يحذر من الاستمرار بعرض العضلات، ولقاء مهم بين زعماء الحزب الاشتراكي والدول الأوربية والمعارضين من كل المناطق إلى بيروت: لارسن يطلب انجاز الانسحاب السوري قبل نهاية آذار”.
وهنا علق الدكتور الهندي قائلا أن منطق الاستقواء وعرض العضلات يعيد نفسه وهذا خطأ لان هذا الأمر لا يؤدي إلى نتيجة”، وأضاف:”إن منطق العددية والغلبة والاستقواء لن يجدي أو يعمّر البلد، فإذا كان هناك فئة ولو كانت قليلة تشعر بالغبن، فلا يمكن أن تقابل بالاستعلاء وعرض العضلات… من المهم جداً إعادة قراءة التاريخ والمواقف السابقة للزعماء كي نتعلم ونأخذ العبر من أخطاء الماضي”.

ومن ابرز المحطات التي عنونتها الصحف في 14 آذار أيضا:
أما عنوان عام 1989: “التصعيد تراجع ولكن أزمة المرافئ لم تحل” في إشارة إلى التاريخ الذي اشتعلت فيه حرب التحرير ضد الجيش السوري.

عام 1978 عنونت النهار: “عرفات في ذكرى جنبلاط: إسرائيل تعد لعمل عسكري كبير ونحن لا نهرب من المعركة” وهذا العنوان كان قبل يوم واحد من الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

عناوين العام 2000: “إسرائيل ترد على مؤتمر الوزراء بقصف الحدود مع سوريا ولحود يحذر من قراءة معكوسة للانسحاب”.

أما في العام 1990: “الوساطة تراوح مكانها مجددا وعون يلجأ إلى وسيلة لإخراج الاتفاق من المأزق والقوات تعتبر فك الارتباط حلا جذريا وفعليا- اشتباكات بين حزب الله وأمل أوقع 4 قتلى و33 جريحا”. وهنا علق الهندي: “أريد أن أقول للجميع أن لا يزايد احد على الآخر لأنهم جميعا شاركوا بالحرب الداخلية ووجهوا سلاحهم إلى شركائهم في الوطن”.

وفي عام 1965 كان استعادة لعناوين عربية مع: “علامات استفهام حول موقف تونس وليبيا والسودان ولا جديد في الوساطة الأميركية عشية اجتماع الوزراء”.

عناوين عام 1950 كانت: “الحكومة السورية تعلن الانفصال وتمنع السوريين من السفر إلى لبنان، المجلس يصدق بالأكثرية اقتراحا بتهنئة الرئيس واتخاذ للتدابير المشددة ويسن قانونا لتعزيز حالة الطوارئ بالاعتقال المؤقت ومنع نشر أنباء- جنبلاط يطالب بإلغاء حالة الطوارئ ويدعو إلى مقاومة الفكر بالفكر- سامي الصلح وشمعون وجنبلاط والعلي والفاضل يعارضون القانون – رئيس الحكومة يرد على جنبلاط ردا قاسيا في معرض شكره للمجلس “…

بعد استعراض هذه العناوين البارزة في تاريخ لبنان والمنطقة، تحدث زافين مع الدكتور الهندي عن الأسباب التي أدت إلى الثورات في المنطقة، حيث قال أستاذ العلوم السياسية، إن سبب هذه الثورات هي عمل قيادات وزعامات الدول على بقائهم واستمراريتهم في الحكم أكثر من عملهم على بناء دول قوية ذات مواطنية وديمقراطية تهيئ الشعوب لتقرير مصيرها واستقلالها”. ورأى أن ما يحصل اليوم هو نتيجة ضغط طويل وتفاعلات عدة داخلية وخارجية دفعت بالشباب المثقف إلى الثورة ورفض الرضوخ، ولكن ما زال ينقص هؤلاء مقومات أخرى. وأضاف: “من السهل أن نقول “لا” ولكن يجب أن نعرف بعد الـ”لا” ماذا نريد، فعادة إنصاف الثورات لا تنجح وتبقى بحاجة لمقومات أخرى لتحقيق أهدافها، إضافة إلى أن الثورات في المجتمعات ذات اللون الواحد هي انجح من المجتمعات المتعددة الألوان”.

وفي نهاية الحلقة عاد زافين إلى لعبة التاريخ، من خلال استعراض ابرز الأحداث التي حصلت في السنوات التي تنتهي بالرقم 9، فبدأ مع أحداث العام 1949 وانتهى بأحداث 1999، في جردة أحداث شملت لبنان والعالم، ليتبين للجميع أن قصصا كثيرة تغيرت وقصص أخرى لم تتغير، لكن يبقى السؤال: ماذا تعلمنا من ماضينا وماذا سنعمل لمستقبلنا؟

برنامج سيرة وانفتحت
إعداد وتقديم زافين قيومجيان
يعرض الاثنين 9:45 ليلا بتوقيت بيروت | 10:45 ليلا بتوقيت المملكة العربية السعودية

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com