تغطية خاصة- كلام الناس يكشف النقاب عن فضيحة الفضائح… أدوية الأعشاب تحتوي مواد مسرطنة

في لبنان، يكاد المواطن يختنق من ازدحام الاعلانات على الطرقات، على شاشات التلفزة لساعات، على الاذاعات والمجلات والصحف…وكلّ هذه الاعلانات، تسلّط الضوء على مستحضرات ومتممات غذائيّة شهيرة، للتنحيف، للتكبير والتصغير و الشدّ والنفخ والى ما هنالك.

المواطن الذي دائما هو “كبش محرقة”، يعاني اليوم من اكبر وأسوء مؤامرة صحيّة، يقودها رجال المافيا في لبنان، بلا جسيب ولا رقيب. فالقانون اللبناني في واد، والواقع المعيشيّ في واد آخر.

القانون اللبناني المسنون منذ مئات الأعوام، لا يزال جاريا العمل فيه، والثغرات القانونيّة، كما الهفوات التي يجب أن يتمّ تعديلها باتت ظاهرة للجميع، وباتت هذه “الثقوب” تهدّد الوطن بالسقوط فيها، ولكن، لا حياة لمن تنادي، فالمسؤولون المبجّلون “يتصارعون” على الكراسي والألقاب والمراكز.

ما دفعني للشعور بكلّ تلك النّقمة، هي حلقة برنامج “كلام النّاس” التي عرضت الأمس على قناة ال “ال بي سي”، والتي سلّط فيها الاعلامي النجم “مارسيل غانم” الضوء على هذه الثغرات، وعلى أدوية الأعشاب الموضوعة بين أيدي المستهلك بلا ترخيص، والتي تحتوي بحسب دراسات و تحليلات أشرف عليها فريق عمل “كلام النّاس”، على موادّ مسرطنة وقاتلة!!

أوّلا شكرا أستاذ مارسيل، لانّك الوحيد الذي تتمتّع بالقوّة والقدرة على ذكر الأمور كما هي، بلا مجمّلات و “روتوشات”…شكرا لأنّك تساهم مع فريق عملك النشيط، بتوعية النّاس وتحذيرهم، وادارة أمورهم اكثّر مما يفعل، أولئك الذين اخترناهم ليمثّلوننا ويحموننا، فلم يمثّلوا الا أنفسهم!!

ثانيا سأسرد لكم بعض الوقائع التي ذكرت فس حلقة الأمس واحكموا بأنفسكم على مدى خطورتها و بشاعتها في وطن ندّعي فيه أنّه لدينا سلطات تسهر الليل على حمايتنا:
-لا يوجد ترخيص رسمي لا للاستثمار، ولا الانتاج، ولا التوزيع، ولا التصدير ولا الاستيراد، لكلّ أدوية الأعشاب الموجودة في لبنان.
-لا آلية لتسجيل الادوية، ولا حتى لمراقبة دخولها وتوزيعها. وأفاد معالي وزير الصحة المحترم “محمد جواد خليفة” أنّه لا قانون يخوّله سحب هذه الأدوية!!…بالله عليك يا معالي الوزير، فسّر لي، كيف لا صلاحيّة لك بفعل ذلك، والأدوية غير مرخصة ولا مراقبة؟ وان لم تكن قادرا على فعل ذلك، من لديه القدرة اذا؟ وان كان النصّ القانوني الذي يعطك الحقّ بفعل ذلك غير موجود، لم لم تتقدّم طوال فترة استلامك لزمام الأمور، بمشروع تعديل للدستور أو اضافة بند او ما الى ذلك؟ اشرح لنا يا معالي الوزير!!
-بحسب نتائح التحليلات التي أشرف عليها برنامج “كلام النّاس”، فمستحضرات “زين الاتات”، “ماغريم باور”، “سيفين سليم”، “فيا أناناس”، “أمانا كاير”، وغيرها تحتوي على مواد مسرطنة، وممنوعة من الاستخدام، وتسبّب الاكتئاب الحادّ، السكتات القلبيّة، وغيرها من الأمراض التي تودي بحياة المواطن “في خبر كان”.
– اصدر معالي وزير الصحة محمد جواد خليفة قرارا بايقاف معمل متممات غذائيّة تابع ل “زين الأتات” وذلك في 8 شباط من هذا العام. ولكن هذا القرار لم ينفّذ حتى اليوم، وتمّ التلميح الى أنّ المعمل الذي يصنع هذه الأدوية، تحوّل بقدرة قادر “وهميّة” الى معمل شاي…بينما هو لا يزال يتابع أعماله في صناعة بعض المتممات الغذائيّة.
-صدر قانون يمنع بثّ اعلانات أدوية الأعشاب، فالتزمت فيه كلّ القنوات ما عدا ال “او تي في”، “ام تي في”، “ان بي ان” و “النيو تي في”….وهنا يهمّنا أن نوضّح، أن ال “ام تي في” أعلنت منذ قليل أنّها التزمت بقرار معالي وزسر الاعلام وتوقّفت منذ أول هذا الشهر عن بثّ هذه الاعلانات. وهنا أشير الى أنّ كل محطّة لم تلتزم بايقاف بث هذه الاعلانات، تساهم بشكل مباشر في أذيّة النّاس وسرطنتهم…فمن المسؤول و هل سترضخ القنوات الأخرى والاذاعات لطلب الوزير؟

وأخيرا، نودّ أن نؤكّد أن كل الوزراء المعينين والشخصيات المسؤولة عن الأمر، أكّدت لمارسيل أنّها ستعمل جديا على لملمت الأمور لما فيها من خطورة على صحّة الانسان، واعترف الجميع أن التحرّك لمنع ما يحصل تأخر كثيرا…..وهنا أودّ أن أطلب توضيحا من معالي الوزراء…. ما فائدة الاعتراف بالخطأ الذي لم يخفى عنكم يوما؟ ومن الذي يعوّض للمواطن الذي وثق بكم وبمراقبتكم للأدوية و الأعشاب التي تياع علنا في الصيدليّات؟ ومن سيرأف بحال اللبنانيّ الذي عرّض نفسه للخطر طيلة فترة تناوله لمثل هذه الأدويّة؟

اعذرونا معالي الوزراء والرؤساء والنواب والحكام، لم نعد نثق بشيء، ولم نعد نؤمن بشيء، لأنّنا البارحة شعرنا أنّكم كلّكم، كما أشار مارسيل، تعرفون من وراء منع ايقاف المصانع من العمل، ولكلّكم تعرفون من يعرقل ايقاف توزيع و نشر هذه الأدوية في الأسواق، وكلّكم تعرفون من وراء تشريع بيع أدوية غير مرخّصة، وكلّكم مسؤولون عن عدم تعديل الدستور، واخضاع هذه الأدوية لرقابة الوزرات المعنيّة، ويبقى السؤال الموجع جدا والمؤلم حتى النّخاع، هل حاميها حراميها؟