دراسة- تبادل القبلات يقلل من الإصابة بالأمراض ويفيد القلب وينشط المخّ

دعونا نتخيل معا حفلا لبعض المراهقين وسط أضواء خافتة يجلس فيه الضيوف في دائرة لممارسة لعبة “الزجاجة الدوارة” ويقول أحدهم: “ما الذي يتعين على من تشير إليه الزجاجة؟”. بالطبع عليك أن تقبل شخصا آخر. إنها لعبة ممتعة ، يتعلم فيه المراهقون الكثير.

أحد الأشياء التي تتعلمها هو أن التقبيل يمكن أن يكون أكثر إثارة من القبلة الفمية التي تعطيها لك عمتك أو خالتك. ستعرف أيضا أن القبلة ليست سلوكا صبيانيا في واقع الأمر. فكلما ازدت خبرة ستكتشف أن التقبيل فن لا يبرع فيه الجميع.

كان الطبيب هنري جيبونس في القرن التاسع عشر وصف القبلة ذات مرة بجفاء قائلا: “من الناحية التشريحية ، فإنها عبارة عن تلاحم بين عضلتين عاصرتين في حالة انقباض”. وقامت الكاتبة لانا سيرتون بجمع معلومات حول ما تنطوي عليه القبلة من معان أخرى في كتابها “خلاصة وافية للقبلات” الذي تصف فيه تحليل وتطور القبلة وكيفية تغير معناها عبر التاريخ وفي المجتمعات المختلفة وكذا في الأفلام والأعمال الفنية والأدبية.

ويظهر الكتاب أن القبلة ليست حكرا على المحبين وحدهم ، بل استخدمت ­ولا تزال تستخدم حتى يومنا هذا ­ لتحقيق العديد من الأهداف المختلفة.

فقد كان الرومان القدماء يذيلون العقود رسميا بالقبلة. والمسيحيون في القرن الخامس كانوا يقبلون بعضهم البعض بعد تلاوة “صلاة أبانا” لإظهار وحدتهم رغم السمعة السيئة التي أضفاها يهوذا على التقبيل. كما رأى النقاد أن هذا السلوك يشكل تهديدا على الأخلاقيات، واستعاضوا عن تقبيل شخص آخر في الفم بتقبيل لوح خشبي.

ورغم ذلك ، لا يشكل التقبيل جزءا من جميع الثقافات. فشعب شانجان في جنوب قارة إفريقيا يستاءون من التقبيل، ولا يجدون حرجا في التعبير عن ذلك عندما يرونه. وفي ثقافة منطقة لابلاند ، يعد التقبيل من المحرمات.

ولعل ما يثير الدهشة أن الأشخاص الذين يتبادلون القبلات بصفة متكررة أقل إصابة بأمراض المعدة والمثانة وأقل إصابة بالعدوى، حسبما أفاد بعض العلماء. كما أن التقبيل مفيد أيضا للقلب، ويخفض ضغط الدم وينشط المخ ويفرز “هرمونات السعادة” ويساعد على إدراك الذات. 

دب أ

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com