رأي خاص- جوزيف بو نصّار…كولونيل الدراما العربيّة
يُعتبر واحدًا من أبرز نجوم الدراما اللبنانية على الإطلاق، فهو ليس مجرد ممثل بل فنان برتبة ابداع.
برزت مواهبه الاستثنائية في تجسيد الشخصيات بطريقة فريدة ومبتكرة، ما جعله يلقى استحسان النقّاد والجماهير على حد سواء.
إنه المخرج، الكاتب، الممثل، المسرحي، الناقد والفنان جوزيف بو نصّار الذي تميّز بقدرته الكبيرة على تجسيد الشخصيّات بعمق نفْسي وتعقيد، حيث أنه ينسجم ويتماهى تمامًا مع دوره حد الاتحاد والذوبان.
اتقن إستخدام تقنيات التمثيل حيث كان يستعد لأدواره من خلال التعمّق في الشخصية واستكشاف أعماقها على المستوى النفسي والعاطفي.
تجلّى ذلك بشكل خاص في أدائه الأخير لشخصية الكولونيل الفرنسي “جون أرون” في المسلسل السوري “تاج”، حيث جسد تلك الشخصية بطريقة استثنائية فأدهشنا بتمثيله القوي والمؤثر الذي أظهر أبعادًا جديدة للشخصية الشريرة والمتسلطة، فتراه يتبارز مع نفسه وقدراته التي لم تخذله بتاتًا.
ملفت هو هذا الكبير، فهو ينبض موهبة ويشع تألقًا ولطالما استطاع اقحام حواسه وتفاصيله كلها بطريقة مذهلة ليخرج بنتيجة مبهرة تجعل من شخصيّته العنصر الأقوى لأي عمل يشارك به.
فاز “بو نصّار” بجائزة أوسكارٍ ختمها له جمهوره الذي لطالما أحبّه ودعمه ورافقه. وهذا الفوز لم يكن مجرد تقدير لموهبته الفنيّة بل كان تأكيدًا على مكانته كأحد أعظم ممثّلي الدراما العربية.
يقف بو نصّار اليوم وجهاً لوجه مع بطل مسلسل “تاج” الممثل القدير تيم حسن ويتناوبان على سرقة الاضواء والثناء. من الندّ الى الندّ يتصارعان على حلبة الأداء حتى بات المُشاهد الفائز الأكبر خلال الشهر الفضيل. ولكولونيل الدراما تاريخ مشرّف من ارشيف انصفه حتى اليوم وتجلّى نجم المسلسل بأبهى حلل الاحتراف فكسبت شركة الانتاج الصبّاح اخوان الرهان على عمل مصنّف “درجة اولى” لما يتضمّنه من مقوّمات خارقة تخطّت بأشواط ما يُقدّم في رمضان.
جوزيف بو نصّار الاختيار الأمثل لدور الكولونيل وما كان الدور ليأخذ كل هذه الابعاد الجماليّة لو تم اختيار اي شخصيّة أخرى، فهذا الرجل “الحرّيف” استاذ في مجاله، مثقّف يتقن الفرنسية باحتراف ويدرك قيمة موهبته المثقلة بخبرة عمر لم يكن سهلاً ابداً
