رأي خاص- نوال كامل نجمة الأدوار المُسانِدة التي تحكي قصة إبداع على مدى اربعة عقود
كثيرة هي الادوار الثانوية التي تجعل أصحابها أبطالاً رغماً عن أدوار لم تحمل سوى مشاهد معدودة.
في عالم الدراما، يتحوّل بعض الممثّلين الثانويين او في ادوار مساعِدة الى أعمدة للعمل، حيث يتجلّى تأثيرهم في الأدوار الثانوية التي يلعبونها على مدى عقود من الزمن.
واحدة من هؤلاء الممثلين، الممثلة اللبنانية “نوال كامل” التي أغنت كل المسلسلات التي شاركت فيها خلال مسيرة مشرّفة وناجحة.
بدأت نوال مشوارها الفنّي قبل أكثر من أربعين عامًا، ومنذ ذلك الحين، لم تتوقّف عن لفت الأنظار بأدوارها المتميزة والمتنوعة، فهي تمتاز بقدرتها الاستثنائية على تحويل نفسها إلى شخصيات مختلفة بكل دقة وإتقان. ومن خلال أدوارها الثانوية، تمكنت من إثراء الساحة الدرامية بأداء و ادوار لا تُنسى.
تألّقت نوال في العديد من الاعمال التي كان لها الأثر الكبير في الدراما، فلا يمكننا أن ننسى مسلسل “العاصفة تهب مرتين” هذا العمل الذي يُعدّ رمزاً و مرجعاً للدراما اللبنانية، حيث تألّقت من خلال تجسيد دور سعاد بائعة الهوى، ما جعلها تحجز مقعداً مبرماً بإسمها من ثم شاركت في العديد من الاعمال التي جعلتها في مصاف المبدعات من بينها دورها في مسلسل “مش أنا” و “خمسة ونص”، فكرّت سبحة إنجازاتها وأصبحت نوال كامل واحدة من أبرز الوجوه في دراما اللبنانية و”غولة” الأدوار على شتى اختلافها وتنوّعها ما جعلها محل اهتمام النقّاد والجمهور على حد سواء.
لم تتوقف نوال عند هذا الحدّ، بل استمرت في تقديم أدوار ذات هدف و رسالة، فكل عمل حمل لها شخصيةً وتأثيراً مختلفاً، حيث نالت إشادة النقاد وحصدت العديد من الجوائز الفنيّة على مرّ السنين.
مؤسف ان نوال كامل لم تحظَ بأدوار بطولة خلال مسيرتها الطويلة، فهذه حال درامانا العربية، حيث توكل البطولات للشابات حصراً او لصاحبات شبكة العلاقات والمعارف، فيتجاهل المنتجون واصحاب المحطات المواهب الحقيقية التي تستحق الدعم والادوار الكبيرة. وحين تتقدّم الممثلة قليلاً بالسن تُلزم باختيار دور الام او الادوار المساعدة والثانوية في حين يستثمر الغرب بصاحبات الخبرة على حساب سنّهن او مظهرهن وشكلهن وتنتج لهن الاعمال الخاصة على عكس عالمنا العربي حيث لا تقدير للموهبة او الخبرة بل التقدير حصراً للجمال والشكل وعدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حالنا المزرية هذه الايام.
كعادتها تطل نوال في كل سنة من خلال الأعمال الدرامية الرمضانية، فها هي تبدع في شخصية الحجة “رجاء” في مسلسل “ع أمل” في دور حمل لها الكثير من التحدّيات والتميّز، حيث أمّن أداؤها وتفاعلها والرسالة التي تقف خلف إطلالتها، نكهة مختلفة للمسلسل ومحطة رئيسية لمجريات الاحداث.
باختيار أدوارها بعناية وتقديم أداءات مذهلة، أصبح لا غنى عن نوال كامل في عالم الدراما، حيث تستمر في تحدّي نفسها وتقديم أدوار مثيرة ومعقّدة تجسد مدى موهبتها واحترافها في عالم التمثيل.
وها هي على مدار سنين خبرتها، تتنقّل من عمل لآخر تاركة خلفها بصمة نجاح وتألّق.
أثبتت نوال أن الأدوار الناجحة ليست بعدد الصفحات وكبر المشاهِد ولا بضخامة الإنتاج والإشادات. فيكفي أن تخفي الأدوار خلفها موهبة وشغفاً تماماً كالتي تمتلكها نوال، لضمان نجاح حقيقي.
نوال كامل لك منا كل التقدير والإحترام.