لماذا تم منع براد بيت من دخول الصين لمدة ١٧ عاماً؟
تمتلئ مسيرة براد بيت المهنية اللامعة بأفلام شهيرة مثل “Fight Club” و”Seven”، وقد نال هذا الأخير استحسان النقاد وترشيحه لجائزة الأوسكار. ومع ذلك، وسط أفلامه المثيرة للإعجاب، هناك مشروع واحد يحتل مكانة خاصة في قلبه، على الرغم من الظروف المضطربة المحيطة بإنتاجه.
تمّ إصدار فيلم Seven Years in Tibet عام ١٩٩٧، وشهد تعاون براد بيت مع المخرج جان جاك أنود، إلى جانب النجمَين المشاركَين ديفيد ثيوليس وبي.دي. وونغ. يتتبع الفيلم رحلة هاينريش هارير، متسلّق الجبال النمساوي الذي يجد نفسه مسجونًا أثناء رحلة استكشافية في جبال الهيمالايا في عام ١٩٣٩. وبعد خمس سنوات من الأسر، يهرب “هارير” ويغامر بالذهاب إلى لاسا، عاصمة منطقة التبت ذاتية الحكم، حيث يواجه نسيجاً غنياً من الثقافة والروحانية، يحميه الدالاي لاما.
طلب من “هارير” أن ينغمس في ثقافة أجنبية لفترة طويلة، وهي تجربة يتذكرها “بيت” باعتزاز على الرغم من التحدّيات. في مقابلة مع مجلة Interview، تحدّث “بيت” عن التأثير العميق الذي أحدثه الدور عليه، مؤكّدًا على كيفيّة تقديمه لفهم أعمق للحياة يتجاوز معاييره الثقافية الخاصة.
إلا أن تصوير الفيلم للاحتلال الصيني في التبت أثار جدلاً وأدّى إلى فرض الصين حظرًا على “بيت” ومنعه من دخول البلاد لمدة ١٧ عاماً واعتبرت السلطات الصينية الفيلم غير مناسب واعتبرته غير صالح للاستهلاك العام.
ولم يتم رفع الحظر حتى عام ٢٠١٤، ما سمح لـ “بيت” بزيارة الصين مرة أخرى. وتزامنت عودته مع حضوره العرض الأول لفيلم “Maleficent” في شنغهاي، حيث رافق زوجته آنذاك، أنجلينا جولي، ما سلّط الضوء بشكل أكبر على تعقيدات العلاقات الدولية والتأثير الدائم للتعبير الفني.
على الرغم من التداعيات السياسية المحيطة بفيلم “سبع سنوات في التبت”، إلا أن التزام “بيت” بالدور وتصوير الفيلم المؤثّر لرحلة هارير لا يزال يتردّد صداه لدى الجماهير في جميع أنحاء العالم، باعتباره أحد الفصول العديدة في مسيرة بيت المهنيّة، يظل فيلم “سبع سنوات في التبت” بمثابة شهادة على قوة السينما في تجاوز الحدود وإلقاء الضوء على الإنسانية المشتركة.