خاص- محمد عبده لم يتمالك دموعه وهو يكشف هذا السرّ… وهكذا رافق وديع الصافي
في لقاء إنساني صريح “من القلب للقلب”، تحدّث الفنان السعودي، محمد عبده، عن العديد من محطات حياته الفنية والإنسانية وذلك خلال إستضافته في برنامج بودكاست “BigTime” الذي يقدّمه الإعلامي المصري عمرو أديب عبر شاشة “Mbc”، وشاركته في تقديم الحلقة الفنانة أصالة نصري.
خلال اللقاء لم يتمالك محمد عبده دموعه عندما تحدّث عن والده الراحل منذ سبعين عاماً، مشيراً أن والده خرج ولم يعد بعد أن أصيب بمرض جلدي خطير وذهب للعلاج في العيون الكبريتية على حدود اليمن ولكنه توفي هناك ولم يعلموا بخبر وفاته إلا بعد مرور ثمانية أشهر من رحيله. لافتاً الى صورة وحيدة لوالده كانت معلقة على الحائط في منزلهم وهو صغير (سنتين) وكان ينظر اليها يومياً ولكن اختفت الصورة فجأة وأخبروه أنه تم حرقها بحجة أنه لا يجوز أن يكون للميت صورة، مشيراً انه منذ أشهر قليلة تمكّن من الحصول على صورة نادرة لوالده بالصدفة وإكتشف انه يشبهه في الشكل.
أما عن أول أجر حصل عليه، فلفت عبدو أن قيمته كانت ١٣٠ ريال، مضيفاً أنه إبن الإذاعة، والتحق بالعمل فيها عام ١٩٦٢ كمغني في برنامج أطفال، كما شارك في الكورال وراء مطربين كبار في ذلك الوقت مثل وديع الصافي، وتعلمّ أشياء كثيرة، أهمها الرقابة الذاتية وكيف يغني وأهمية ما يقدّمه للجمهور.
وأضاف محمد عبده إنه عانى كثيراً في بداية حياته لأنه كان من أسرة فقيرة، قائلاً: “عشنا أياماً صعبة لا نجد الطعام خلالها في المنزل. وكانت والدتي رحمها الله تنصحني دائماً بضرورة عمل مشروع بعيدا ًعن الغناء”، لأنها كانت تخاف عليه وتنزعج من نهايات بعض الفنانين، لافتاً انها كانت محقّة في كلامها ونصائحها لذلك فإن جميع المشاريع والإستثمارت التي يقوم بها حالياً من أجل والدته.
اما عن أول حب في حياته فإعترف “عبده” أنه أحب فتاة من طبقة أرستقراطية وهو فقير، وإستمر هذا الحب حتى توفيت… مضيفاً “أحبتني أكثر من أمي”. لافتاً أنه تزوّج بعد وفاة حبيبته، وهي في حياتها تزّوجت غيره لكنها كانت تعرف أنه يحبها. وكشف عبده أن معظم الأغاني التي غنّاها كانت لها حتى بعد وفاتها. مشيراً إلى أنه كان يرسل لها رسائل بريد ويهديها أغنياته تعبيراً عن حبه. مشيرا الى أنها أجمل فتاة في الدنيا بنظره. ومن أبرز الأغنيات التي أهداها إياها “الرسايل” و “ما في داعي”.
ورداً على سؤال حول حجم ثروته أجاب عبده: ” انا والدي فقير لذلك أعد النقود ومن لا يعد النقود يكون والده ثرياً”. وأضاف أن لديه ١١ مليار على عدد أولاده الذين وصفهم بثروته الحقيقية.
كما كشف أنه يستثمر ثروته في أصول ومشروعات عقارية وصناعية ويمتلك أكبر ٢ كومباوند في بريطانيا.
وأضاف “عبده” إن أولاده هم من يُديرون أعماله الاستثمارية وعلى رأسهم ابنه عبد الرحمن الذي انتهى من تحضير شهادة رسالة الدكتوراه في المحاسبة القانونية وبدر المتخصص في الموارد البشرية.
كما تحدّث “عبده” عن زواجه عام ١٩٧٨ من سيّدة من أسرة فقيرة، أنجب منها ابنته الأولى “نورا”، ثم رزق بإبنة اخرى ثم فتاة ثالثة ثم الرابعة لكن في داخله كان يريد ان يُرزق بصبي، وكان يدعو ربه ان يرزقه بـ”ذكر” ووهبه الله عبد الرحمن ثم بدر وأولاده الآخرين.
مشيراً ان إبنته “نورا” لديها اليوم العديد من الأبناء إضافة الى أحفاده الآخرين.
كما روى “عبدو” أحد المواقف الطريفة مع ابنته نورا التي علّمها من خلاله أهمية “الإنسان” كإنسان عندما ذهب اليها بسيارة قديمة الى المدرسة، بينما كان الجميع يرحب به لأنه فنان وإنسان بالدرجة الأولى.
وبطريقة لطيفة، تحدّث “عبده” رداً على سؤال عمرو أديب وأصالة، عن سبب احتفاظه بهاتف محمول قديم حتى الآن، قائلاً إن هاتفه يظل معه بإستمرار ولا يضيع منه أبداً ويتحمل الصدمات، مشيراً أن أولاده يستخدمون أحدث الأجهزة الهاتفية. كما أشار أنه يمتلك أيضاً سيارة من الطراز القديم ويرفض ان يتخلى عنها لافتاً انه يصرف نقوده على أمور مفيدة وليس على شراء السيارات، بينما أولاده يمتلكون سيارات فخمة ومن الطراز الحديث.
كما تطرّق محمد عبده في حواره إلى أول لقاء جمعه بالفنان الراحل عبدالسلام النابلسي والشحرورة صباح، قائلا: “كنت أعاني من اللوزتين وسافرت إلى لندن في سن الشباب من أجل استئصالها وقابلت عبدالسلام النابلسي وصباح. وقدمني لهما أحد الأصدقاء كشاب صاعد وأخبرهما بالعملية، وقال له حينها عبد السلام النابلسي ان صوته سيتغير بعد العملية بينما لم تؤيده صباح.”
وبعد الإنتهاء من العملية أراد ان يطمئن على صوته فقام بغناء موال من طبقة صوتية عالية جداً، فأصيب بنزيف في الأحبال الصوتية وإضطر الى دخول المستشفى من جديد للعلاج. وطلب منه الطبيب ان يتوقف عن الغناء حتى يتجاوز ٢١ عامًا، لذلك بدأ مسيرته الفنية في التلحين والغناء بطبقة صوتية منخفضة.
وتعليقاً على غنائه لمدة خمس ساعات متواصلة في حفلاته أشار محمد عبده ان الجمهور الذي يدفع نقوده ليأتي ويستمع إليه من حقّه ان يغني له لفترة طويلة. وسط إشادة أصالة بصوته الذي يستطيع أن “يلمع” ويبرز من جديد مهما كان متعبًا.