تقرير مصوّر – من مهرجان الجونة السينمائي، ستيفاني عطالله لبصراحة: احد لم يسرق مني الضوء، انا اخترت الانزواء بعد كريستال
شكّل حضور الممثلة اللبنانية ستيفاني عطا الله في مهرجانَي البحر الأحمر السينمائي الدولي في السعودية والجونة السينمائي في مصر ثقلاً في نوعية المشاركة وبهاء الإطلالة، لا سيّما وأنّه أتى بعد النجاح المدوّي الذي حقّقه دورها في مسلسل “كريستال” ونقلها الى المقلب الآخر من النجومية على مساحة الوطن العربي.
وما استضافة القيّمين على المهرجانَين للممثلة اللبنانية سوى اعتراف لأهميّة فنانة لا تنفكّ تحصد الإعجاب والمتابعة والتقدير في أدوارها الدرامية على الشاشة الصغيرة كما على الشاشة الكبيرة التي حصدت من خلالها جائزتَين عن دورها في فيلم “إيمان” الذي يجول حول العالم ويحطّ في مهرجانات سينمائية دولية ذات مستوى عالمي.
لكنّ أخبار ستيفاني لا تتوقف عند حدود المهنة ومتاعبها ونجاحاتها، فللقلب شأن آخر يرافق الممثلة كيفما توجّهت ويستأثر بالاهتمام في غالبية لقاءاتها الاعلامية ومناسباتها الاجتماعية. ولعلّ أجمل ما يميّز ستيفاني تلك الابتسامة التي لا تفارق ثغرها حتى في أوّج إرهاقها. وكان لموقع “بصراحة” فرصة اللقاء بالممثلة النشيطة على أكثر من صعيد بمناسبة حضورها مهرجان الجونة السينمائي الذي غطّى الموقع فعالياته على امتداد أعماله وعروضه، وقد عاد الى متابعيه بهذا الحوار العفوي الخارج عن الرسميّات.
– بعد مشاركتك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في ظهور لافت، ها أنت تتألقين مجدّدًا في مهرجان الجونة في مصر. ما هو تقييمك لمشاركة الفنان اللبناني في هذا النوع من المهرجانات؟
لعلّها مشاركة مهمة وجميلة الى درجة ان لا ينبغي اعتبارها تحصيلاً حاصلاً كما يدّعي البعض انطلاقًا من مبدأ أن أيّ مهرجان لن يختلف عن سواه. فأنا أرى الأمر عكس ذلك تمامًا ما يجعلني أستفيد وأتعلّم من كلّ لحظة تمرّ في أيّ مهرجان أحضره، سواء عبر الاجتماع بشخصيات كنت أحلم باللقاء بها وبناء خطّ تواصل معها، او عبر حضور أفلام تغنيني من الناحية الشخصية كما المهنية، لذلك فإنّ تواجدي في هذه المهرجانات يحمل دلالات كبيرة ، وأنا فخورة بأن أُدعى للمرة الأولى الى مهرجان البحر الأحمر والجونة، على أمل ان لا تكون الأخيرة. كذلك لا يجب ان ننسى موقع الممثل اللبناني في السينما العربية، مع تمنٍّ خاص بأن تتضاعف مشاركته في الصناعة السينمائية تمامًا كما يحصل في الإنتاج الدرامي.
-تمرّ ستيفاني اليوم في مرحلة ذهبية تميّز مسيرتها الفنيّة. هل يعود ذلك الى نجاحها في مسلسل “كريستال”، أم لأنّها بدأت تحصد جهود ما فات من سنوات؟
-أعجبني كثيرًا تعبير المرحلة الذهبية، فيا ليت الأمر يسري أيضًا على ما عداه من تمثيل. في الواقع انا لم أتوقّف يومًا عن العمل منذ مرحلة الدراسة الجامعية عندما اجتزت امتحان الدخول الى اليوم، ما جعل من هذا العمل أولوية في حياتي الى درجة ان تملّكني التعب من جرّائه جسديًّا ومعنويًّا، الأمر الذي أرهق المحيطين بي أيضًا. لكنني في الوقت نفسه اعتبر ان الجهد المتواصل الممزوج بالحبّ لا بدّ وأن يؤدّي الى خاتمة مرضية. لذلك أنصح جميع الذين يحلمون مثلي ويسعون الى إنجازات متقدمة بأن لا يحبطوا او يتراجعوا ، بل ان يصرّوا على عزيمتهم، علمًا بأنني لا أدعّي بلوغ الأهداف التي سعيت او أسعى إليها.
–مع اقتراب أفول العام ٢٠٢٣، ما هو أجمل ما تحقّق في عام ستيفاني، وفي المقابل ما هو الإنجاز الذي لم تكن راضيةً عنه؟
على الصعيد المهني قد يكون أجمل ما تحقق في العام ٢٠٢٣ هو مسلسل “كريستال” الذي دخل سريعًا الى قلوب المشاهدين ما جعلني أفتخر بالإنجاز الذي بلغته من خلال الدور الذي لعبت، و الأمر ينطبق على الفيلم العالمي “إيمان” الذي صوّر في جزيرة قبرص وجال المهرجانات الدولية وحصدت بفضله جائزتَين. وفي المقابل ما لم يرضني خلال العام نفسه يرتبط بأمور شخصية لم أكرّس لها الوقت الكافي بسبب عجز مني، لكن الآوان لم يفت بعد علنّي أنجزها في السنة الجديدة.
-ما أبرز ما تتمنينه لنفسك على الصعيد المهني والشخصي بحلول العام ٢٠٢٤، وهل سنراك خلاله عروسًا؟
على الصعيد الشخصي جلّ ما أتمناه هو ان أخصّص وقتًا مضاعفًا لأصدقائي الذين ابتعدت عنهم كثيرًا في الآونة الأخيرة بسبب انكبابي على عملي، بعكس أفراد أسرتي الذين لم يغيبوا عني أثناء التصوير، والأصدقاء عادة يحتاجون الى وقت ثمين، فكيف برفاقي الذين يتحملون نمط حياتي. أمّا في موضوع الزواج فأعتقد بأنّك سترينني عروسًا، (مكررةً بابتسامة) أعتقد ذلك. وفي الشق المهني، أستعدّ لفيلم عالمي ضخم يستحقّ المشاركة فيه، فأنا ممّن يعشقون العمل السينمائي.
– يبدو انجذابك الى الأفلام السينمائية على حساب ميلك الى الانتاج التلفزيوني واضحًا.
أكنّ للسينما غرامًا كبيرًا لكن للدراما معزة خاصة ومهمة أيضًا في نفسي. وأؤمن بأنّ لا شيء يوازي دخول الممثل الى قلب المشاهد ومنزله كالأعمال التلفزيونية، حتى لو تفاقمت تجاربه السينمائية. لكنني في المقابل أحرص على ان أخوض العالمَين معًا في كل سنة، فأقدّم فيلمًا “بفشّ الخلق”، ومسلسلاً ضخمًا يجذب المشاهد على مدار حلقاته.
– بعد انتهاء مسلسل “كريستال”، سجّل غيابك إعلاميًّا في الوقت الذي سرقت فيه الممثلة باميلا الكيك الأضواء من نجاح العمل عبر عشرات المقابلات التي أجرتها. أين كنتِ؟
⁃ لا أحبّذ كثيرًا عبارة “سرقة الأضواء” خاصة بعد نجاح كبير وباميلا استحقّت هذا النجاح، لأنها قدّمت أداءً رائعًا باعتراف الجميع. ما حصل انني بقرار شخصي اخترت الانزواء قليلاً في المنزل بعد انتهاء المسلسل، وسط عائلتي وأصدقائي، علمًا انني ظهرت في بعض المقابلات الحوارية لا سيّما على قناة سعودية، وعبر لقاءات حصرية في لبنان. لكنّني في كلّ ذلك اعتبرت ان المرحلة تستدعي مني الاهتمام بعائلتي اكثر من الظهور إعلاميًّا على قاعدة “كل شي بوقتو حلو”.
لمشاهدة مقابلة الممثلة ستيفاني عطالله مع موقع “بصراحة” على هامش مهرجان الجونة السينمائي: اضغط هنا