بالفيديو – مِن فائز بنجمة الجونة الفضية الى عضو في لجنة تحكيم المهرجان، وسيم جعجع في مقابلة خاصة مع “بصراحة”
ينفرد لبنان هذا العام بحضور قوي في مهرجان الجونة السينمائي الذي يمتدّ من ١٤ ديسمبر الحالي لغاية ٢١ منه، ليس على مستوى الاستضافة الفنيّة فحسب، بل على صعيد المشاركة قي قرارات اختيار الفائزين وتصنيف الجوائز من خلال انضمام المخرج اللبناني وسيم جعجع الى لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة كعضو فيها، هو الحائز على جوائز عديدة وتقدير في أكثر من مهرجان عربي وعالمي، أبرزها جائزة النجمة الفضية في مهرجان الجونة في العام ٢٠١٩، وجائزة أفضل روائي في “مهرجان تامبيري السينمائي” في العام ٢٠٢٠. وقد عرف بأسلوبه السينمائي الفريد الذي يعتمد على السرد القصصي الحيوي والمؤثر ضمن أفلام قصيرة، أبرزها فيلم “صورة جدي” (٢٠١١)، و فيلم ” أمي”(٢٠١٩)، وهو ينكبّ حاليًّا على إنجاز فيلمه الروائي الطويل الأوّل.
وعلى هامش مشاركته في مهرجان الجونة السينمائي الدولي كعضو لجنة تحكيم، أجاب المخرج اللبناني على مجموعة أسئلة طرحها عليه موقع “بصراحة” الذي يواكب المهرجان في تغطية متواصلة لأبرز فعالياته منذ انطلاقها، فتحدّث عن أهمية هذه المشاركة وعن تجاربه السينمائية وتفاصيل أخرى نستعرضها في هذا الحوار:
⁃ كيف تقيّم أهمية مهرجان الجونة السينمائي الدولي كمحطة بارزة في السينما العربية والعالمية؟
-أرى ان مهرجان الجونة كأحد المهرجانات التي تدعم الصناعة السينمائية يشكّل أهميّة كبيرة بالنسبة لجيل الشباب الذي يخطو للمرة الأولى باتجاه الإخراج السينمائي، ان على مستوى الأفلام القصيرة او الطويلة، لا سيّما انه يقدّم باقة مهمة من الأفلام العربية ، الى جانب منصة ” Ciné Gouna” التي تقدّم الدعم للأفلام التي لا تزال قيد التطوير ومرحلة ما بعد الإنتاح. من هنا يحتفظ المهرجان بدوره كفرصة للقاء جميع صنّاع السينما في العالم العربي، والمحطة الأهم في هذا الخصوص.
–كيف تنظر الى اعتراض الكثيرين على فكرة تنظيم المهرجان في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها الوطن العربي في ظلّ المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟
-من المهم بمكان تنظيم هذا النوع من المهرجانات، ليس في شِقّه الاحتفالي وإنمّا في بعده الداعم للصناعة السينمائية، خاصة وأنّ صنّاع الأفلام يعتمدون سنويًّا عليه حيث يلتقي خبراء السينما في آفاق عمل تدفع الى انطلاق عدد كبير من الأفلام. لذلك فإقامته ضروريّة ولا يجب ان تلغى في ظل ندرة المهرجانات المتخصصة في دعم الصناعة في الوطن العربي.
–برأيك، أين تقف السينما العربية اليوم في منافستها مع السينما الغربية؟
– أعتقد بأنّ السينما العربية ارتقت الى مستوى متقدّم في مواجهتها مع السينما الغربية، خاصة في المهرجانات التي نلمس فيها تواجدًا عالميًّا لأفلام من مختلف الدول العربية، يتجلى ذلك على سبيل المثال لا الحصر بحضور السينما اللبنانية فيها من خلال أفلام نادين لبكي وزياد الدويري وآخرين، كذلك نشهد على مشاركة مصرية قويّة في مهرجانات من مستوى ” كان” و ” البندقية” و ” لوكارنو”، إضافة الى خرق كبير للسينما السودانية في عالم صناعة الأفلام، ظهر ذلك في فيلم “Goodbye Julia” الذي يقوم بجولة عالمية ذات أهمية على أثر انطلاقته في مهرجان ” كان” السينمائي تزامنًا مع اندلاع الحرب السودانية، وهو حاليًّا يحقق نجاحات ضخمة ويحتل صدارة العروض في أوروبا وأميركا.
–بعد ان فاز فيلم ” أمي” بأكثر من جائزة عربية وعالمية، لا سيّما منها ” نجمة الجونة الفضية”.. ها أنت تشارك في تقرير مصير فيلم جديد كعضو في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. هل تجد ان المسؤولية الملقاة على عاتقك كبيرة وشاقة؟
-هي تجربة جميلة من منطلق ان تجد نفسك فجأة تصدر حكمًا على أفلام بعد ان كنت مشاركًا في نفس الفئة عن هذه الأفلام ذات يوم، وقد يتبدّل الموقع السنة القادمة فأعود مجرّد مشارك بعد ان خضت غمار التحكيم. لعلها مغامرات نعيشها في الحياة مرات عديدة، على ان أكثر ما يجذبني في كل تلك المغامرات هو فرصة مشاهدة عدد كبير من الأفلام ومناقشتها مع متخصصين يشاركونني شغفي وحبّي للسينما. أمّا في موضوع الجوائز فأجد في الأمر تقديرًا كبيرًا لمن تمنح اليه الجائزة، لكن ما يعنيني شخصيًّا هو ان مجرّد عرض فيلمي على الشاشة يشكّل الجائزة الأهم لعطائي الإخراجي ، بغض النظر عن أهمية المهرجان .
⁃ في ظلّ الأزمات المتقلبة في لبنان، هل لا يزال الحلم بصناعة سينمائية أفضل قائمًا، وماذا عن جديدك القادم؟
-لم يمرّ يوم لم يكن فيه الوضع في لبنان متأزمًا، وأهم الأفلام التي صدرت في السينما اللبنانية كانت خلال الحرب، حيث لمعت أسماء مهمة كمارون بغدادي ، برهان علوية، سمير حبشي وآخرين، الى درجة ان هذه الأزمات لم تسبّب عائقًا أمام صناعة السينما، لذلك فالحلم لا يغيب أبدًا، والطموح بصناعة أفلام طويلة في لبنان لن يتوقّف على الإطلاق، فأجدني اليوم في طور كتابة وتطوير فيلمي الروائي الطويل الأوّل، وقد بلغت المرحلة النهائية من الكتابة ، على أمل ان يبصر الفيلم النور قريبًا.
⁃ أمّا وقد خضت الصناعة السينمائية وابتعدت عن الدراما التلفزيونية، هل تجد ان توجه المخرج نحو السينما يفقد هذه الدراما أهميتها فتصبح ثانوية في مفهومه؟
– الدراما التلفزيونية أساسية للغاية، وهي نوع مستقلّ عن تجربة السينما، وصناعة قائمة بذاتها، وهي أساسية لتسلية المشاهد كونها تدخل الى كل منزل، لذلك ينبغي ان تظلّ الدراما التلفزيونية وتحديدًا اللبنانية منها النابعة من واقع المجتمع تعكس تفاصيل هذا المجتمع من خلال القصص الانسانية التي ترويها عنه، بغض النظر عن أهمية النجوم المشاركين فيها، إضافة الى أهمية الفرص التي تمنحها للجيل الشاب كفسحة لإظهار إبداعه، ما يفرض علينا الدفاع عنها دائمًا كي تحافظ على تألقها
لمشاهدة المقابلة كاملة عبر حساب موقع “بصراحة” على انستغرام: اضغط هنا