خاص- بين الموت السريري والأمل، واقع الدراما اللبنانية وتحدّياتها على طاولة النقاش بحضور أهم الشخصيات الدرامية، الى ماذا خلُصت؟
في سياق أنشطة الدورة الخامسة والستين لـ “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” عقد النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان “الدراما اللبنانية: واقع وتحديات” وذلك مساء أمس الخميس في مركز “سي سايد أرينا”.
المتحدثون في هذه الندوة كانوا الكاتب شكري أنيس فاخوري، الكاتبة منى طايع، الممثلة ورد الخال والمخرج سمير حبشي بغياب الممثل بديع أبو شقرا الذي اعتذر عن عدم الحضور، وأدار الجلسة الصحافي محمد حجازي. كما كان حضور الرئيس فؤاد السنيورة لافتاً.
بدايةً رحب الأستاذ محمد حجازي بالمشاركين، مستذكراً تاريخ الدراما اللبنانية قائلا: “عندما كانت هناك دراما لبنانية، لم تكن هناك دراما عربية بعد والدراما اللبنانية الآن لها وجود بين الدراما العربية الأخرى ولو بشكلٍ خجول”.
بعدها توجّه للمتحدثون إلى الحاضرين، بدايةً مع الكاتبة منى طايع التي سُئلت عما إذا كان النص بخير فعلياً؟ فأجابت أن هناك كتّاباً كبار، لكن الآن تتجه شركات الإنتاج إلى تعريب المسلسلات التركية، ما يؤثّر سلباً على الدراما اللبنانية لأن التركية تنقل عادات وتقاليد مختلفة لذا يجب إعطاء فرصة للكتّاب اللبنانيين.
كذلك أكد الكاتب شكري أنيس فاخوري على كلام منى طايع مضيفاً أن إمكانات المحطات التلفزيونية اللبنانية في الإنتاج ضئيلة جداً، وهذا ما يدفعها لشراء مسلسلات جاهزة.
كما تابعت الممثلة ورد أن السبب الرئيسي هو الإمكانات المادية وغياب الدولة اللبنانية عن دعم الدراما المحلية؛ لأن الجهود الفردية غير كافية وأن الممثل اللبناني محارب لأن دينه يلعب دوراُ اساسياً كذلك انتماؤه السياسي فالجدارة ليست المعيار الوحيد. كما أكّدت أن الممثل اللبناني يقع في المرتبة الثانية لأنهم يريدون تصنيفه كمرتبة ثانية، ولكنها تراه في المرتبة الأولى لا محال. إضافة إلى أن المنتجين الأقوياء ملزمون بشروط لقبول أشخاص معينين، وهذا أمر غير صحي مبني على محسوبيات بعيداً عن الجدارة.
كذلك وصف المخرج سمير حبشي الدراما على أنها ظاهرة اجتماعية ترتبط بالاقتصاد والسياسة والفن، وفي لبنان علينا الاعتراف بأننا لسنا تركيا ولا سوريا ولا مصر، لذا علينا معرفة ذاتنا جيداً والعمل “على قدنا”. هنا قاطعته ورد قائلة إن الجميع مبدعون، ولا يجب تحطيم الممثل اللبناني لأنه يستطيع أن يكون أهم من الممثل الأميركي، فلو جوليا روبرتز تمثّل بنفس ظروف الممثل اللبناني، لعجزت عن إجادة نطق حرف واحد. كما تساءلت ورد عن شباب الدراما اللبنانية أين هم من التمثيل اليوم؟
علل المخرج سمير حبشي ذلك أنه لم يعنِ عدم وجود ممثلين موهوبين، بل على العكس يوجد، وعلى طراز عالمي ايضاً، لكن قدرنا أننا ولدنا في هذا الوطن وعلينا التماشي معه، فالمشكلة الأساسية تكمن في الإنتاج، وليس بالممثلين والنصوص.
عندها أبدت الكاتبة منى تعجبها من اختيار شركات الإنتاج اللبنانية للممثلين السوريين عوضاً عن إتاحة الفرص للممثلين اللبنانيين لتحقيق النجومية.
في الختام فُتح باب المناقشة، وكان لموقع “بصراحة” سؤال للمتحدثين عما إذا كانت الدراما اللبنانية بحالة وفاة سريري حالياً، وإن كان هناك أمل أم أننا ذاهبون للأسوأ؟
أجاب الأستاذ شكري على أن الحل يقع على العاملين في المجال الدرامي، فعليهم المتابعة في عرض أعمالهم وعدم الاستسلام للأوضاع. ونصيحته لطلاب العلوم السينمائية وطلاب المسرح هي ضرورة عرض أنفسهم ومهاراتهم بهدف التعريف عن قدراتهم وأعمالهم.