كالبركان الهادر الذي يخبو في لحظات الهيام العاطفي، هكذا تألق وائل كفوري في موسم الرياض
أحيا الفنان اللبناني وائل كفوري حفلاً فنيًا على مسرح محمد عبده أرينا في ١٨ تشرين الثاني/نوفمبر الجاري وذلك ضمن فعاليات موسم الرياض.
وقد شهد حفل وائل إقبالاً كثيفًا تدفّق الى الأرينا قبل ساعات لحجز أماكنه والاستمتاع بصوت وائل وأدائه الذي يتنافس ورومانسية أغنياته. وبعد ان اكتظت الصالة بالجمهور، افتتح وائل حفله بأغنية “خايف” التي أشاع بواسطتها الحماس منذ ان وطأ خشبة المسرح، ليعود فيحبس الأنفاس عبر مجموعة من أجمل ما قدّم طوال مسيرته الفنية، من بينها “عمري كله”، “ليل ورعد”، “لو حبنا غلطة”، “كلنا مننجر”، “البنت القوية” وغيرها الكثير من مخزونه الغنائي، القديم والجديد، مستحضرًا روح المطرب الراحل وديع الصافي في رائعته “رح حلفك بالغصن يا عصفور” التي تألّق من خلالها إبداعًا ومقدرة على ملامسة مختلف الطبقات الصوتية وسط ذهول من الجمهور الحاضر الذي لم يكفّ عن التصفيق والتهليل والهتاف طالبًا المزيد بما يشبه البركان الهادر الذي يخبو في لحظات الهيام العاطفي المتسلل من أغنيات كفوري الرومانسية، ليعود فيتأجّج في اكثر المحطات الفنية ايقاعًا لحنيًّا يسرّعه وائل بمزاج طربي لا ينافسه فيه أحد.
وقد لوحظ على مدار الحفل مرافقة الجمهور لوائل في تأدية أغنياته وكأنهم أشبه بكورس فنيّ يستقطع لحظات الصمت بالغناء، ويستبق الفنان بترداد ما حفظه منه عن ظهر قلب من دون ان يتمكّن منه الملل على قدر القيمة الفنية والعاطفية والجماهيرية التي تتمتع بها أغنيات الفنان، ومعظمها باللهجة اللبنانية التي حافظ وائل على انتمائه اليها منذ انطلاقته الفنيّة، متمايزًا عن زملائه الفنانين الذين تحكّمت اللهجة المصرية باختياراتهم الى درجة ان خلخلت أحيانًا بريق نجاحاتهم، لا سيّما في ألبوماتهم التي ترنّحت على مستوى بعض الأغنيات، بعكس النهج الذي التزمه وائل وعدد قليل من الفنانين فبرعوا بالتحكّم بأغنياتهم ما جعلها محطات تتوالى في تراتبية تكمّل بعضها البعض من دون ان تسرق من نجاحات بعضها حتى لو تجاوزتها أحيانًا.