خاص- قراءة في “مهرجان العراق الدولي”. ما سعت اليه شذى حسون انهار أمام أخطائها الفادحة
أرادته مهرجانًا تكريميًّا فنيًّا رائدًا في بلدها العراق ايمانًا منها بعودة السلام والأمان إلى ربوعه ما يجعله أهلاً لاستقطاب الأحداث الفنيّة وحجز مكان له على خريطتها العربيّة، لكنّ الرياح أحيانًا لا تجري بما تشتهي السفن، وما اشتهته الفنانة العراقية شذى حسون تحقّق بعضٌ منه، فيما البعض الآخر كواها بسلاح الانتقادات التي طالتها على اكثر من جبهة، تسببّت هي بافتعالها من منطلق الأداء غير الاحترافي الذي تبّنته خلال حفل التكريم الذي ترأسته تحت عنوان “مهرجان العراق الدولي”، فكانت صانعة الحدث وضحيّته في آنٍ معًا.
والارتكابات التي عرّضت شذى لحملة انتقادات شنّها ضدّها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومنصاته الإخبارية بدأت منذ لحظة افتتاح الحفل مع انطلاق النشيد الوطني العراقي حين قامت شذى بأداء النشيد تحيّة لوطنها، وإذ بها تتعثر في بعض عباراته مستبدلةً كلمات بكلمات أخرى ما لفت انتباه الحضور والمتابعين عن بعد، وجعلها محطّ سخرية فادحة لم تسلم منها وطنيتها على الرغم من الإنجاز الفني الكبير الذي سعت الى تحقيقه. لكن شذى ردّت على الهجوم الذي تعرضت له كاشفةً على ان أربعة أشهر من العمل المتواصل من دون طعام ولا نوم لا سيّما في الأسبوع الأخير قبل موعد الاحتفال، جعلتها في حالة إرهاق وارتباك وخوف ورهبة، وجلّ من لا يخطئ بحسب تعبيرها لـ “فوشيا”. ربّما تكون الفنانة العراقية على حقّ في ما بررت به فعلتها، ولكن لا بدّ من ان نتساءل فيما لو استبدلت نشيد بلادها الذي ينبغي ان يكون مخزّنًا في الذاكرة ومحفوظًا شأنه شأن سائر الأناشيد الوطنية، بأغنية من أعمالها الفنية، هل كانت ستنسى كلمتاها او تمرّ عليها كما فعلت في مهرجانها التكريمي؟.
ولم تقف الارتكابات عند هذا الحدّ، فحتى سوء التنظيم من حيث التغطية الإعلامية شبه المعدومة قد نالت حصة الأسد من الانتقادات التي طالت شخص شذى كونها رئيسة المهرجان ومؤسسته، وأوّل فنانة تقود مشروعًا فنيًّا تكريميًّا وترسّخ هويته بين مجموعة المهرجانات العربية المنتشرة على مساحة الوطن العربي. وما لوحظ خلال الحفل الذي فات الجميع موعده، غياب التغطية الاعلامية عنه سواء على محطات التلفزة العربية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث لم يخرج اي فيديو عن تفاصيل الحفل عبر المنصات الاجتماعية سوى ما ندر منها باستثناء بعض اللقطات العابرة على صفحات المكرَّمين.
لكنّ الطامة الكبرى تجلّت في بعض الأسماء المكرَّمة والتي تردّد ان شذى قد وافقت على معظمها كون الفنانين من المقرّبين منها، تعززها على المقلب الآخر عدائيتها تجاه بعض الفنانين وصراعاتها الخفية معهم ما آل بطبيعة الحال الى استبعادهم عن المهرجان الدولي الذي أتى في نسخته الأولى نسخة غير متجردة عن عواطفها وعلاقاتها كفنانة، خالياً من اسماء نجوم الصف الأول من المبدعين، على الرغم من استعانتها بلجنة تحكيم من أرقى الأسماء المتخصصة والخبيرة في شؤون القطاع الفني على مختلف أنواعه، ضمّت كلّاً من الدكتور جبار جودي من العراق، نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي من مصر، د. شذى سالم من العراق، الموسيقار نصير شمة من العراق، المخرجة إيناس الدغيدي من مصر، المنتج محسن جابر من مصر والناقد الفني جمال فياض من لبنان.
ويبقى السؤال في كلّ ما حصل بعد ان أقفل المهرجان على خاتمة لم تنصف مؤسِّسته ولم ترضِ فئة من جمهوره: “هل نجحت شذى حسّون في ردّ الاعتبار لبلدها العراق على مستوى المهرجانات الفنية التكريميّة العربيّة، ام اكتفت فقط بتلميع صورتها الفنية أوّلاً داخل أرضها العراق؟ سنضطرّ في هذه الحال لانتظار النسخة الثانية من المهرجان العام المقبل، عسى ان تأتي النتيجة على قدر الآمال والتوقعات.