الاعلاميّة الحرّة “بولا يعقوبيان” تصرّح: عدد كبير من السياسيّين اللبنانيّين سوقيّين، وفي عالمنا العربيّ يسهل النيل من كرامة وشرف المرأة
سعدت كثيرا، عندما علمت أنّ ضيفة الاعلامي “وسام بريدي” في برنامجه الناجح “مش غلط” ستكون الاعلاميّة والمحاورة السياسيّة، التي أعشق، “بولا يعقوبيان”. بولا امرأة صريحة، عفويّة، تذهلني في أسلوبها المتفرّد في محاورة الضيف الذي غالبا ما يكون سياسيّا أو دبلوماسيّا، امرأة ذكيّة حتى النّخاع، مثقّفة حتى العظم، لديها اطلالة خاصّة، وكاريزما قويّة تجعلنا ننتظر اطلالاتها على الشاشة الصغيرة، توقعت أن تكون الحلقة جريئة وجاءت مطابقة لتوقعاتي، فما من حلقة تحلّ فيها بولا ضيفة، الا وكانت دسمة، وحرّة ومليئة بالتصريحات العفويّة واللا متكلّفة.
أعلنت أن الاعلام اللبنانيّ، يجسّد الطائفيّة و المذهبيّة، وأنّ كل وسائل الاعلام تابعة لرجل سياسيّ، أو لزعيم طائفة، أو لمدير مزرعة، معتبرة أنّه لا مجال، في هذا الحال، لبناء وتوجيه مواطن لبنانيّ صالح!! وأكّدت أن تلفزيون “المستقبل”، الذي تطلّ عبره، أكثر المحطات تنوّعا من حيث انتماءات فريق العمل فيه الدينيّة والسياسيّة، وأنها أكثر محطة تستقبل موظّفين من مختلف الطوائف والمذاهب.
وبكلّ جرأة، أكدت أنها بقيت على شاشة المستقبل، لأنّهم طلبوا منها ذلك، رغم معرفتها أنّها لو أطلّت عبر شاشة “ام تي في” لكانت حققت، بحسب رأيها، انتشارا أوسعا، ولكانت حظيت بمنسوب حريّة أكبر، و قالت: “لا يزال غيابي عن هذه الشاشة يحز! في قلبي”!
أمّا أبرز ما جاء في اللقاء فكان:
لا مواطنيّة في لبنان، لأننا لا نزال نعاني من الانقسامات ونتخبّط في المشكلات المحليّة وتكثر بيننا الخلافات.
هناك نواب ووزراء لا يستطيعون اتّخاذ قرار فردي بالظهور على شاشة المستقبل، لأنّه عليهم أن يعودوا الى أحزابهم ورؤسائهم!
بعض السياسيّين يتصلون بادارة المحطّة ويشتكون عليّ، لأنّني أكون قد قسوت عليهم، أو ناقشتهم في أمور لا يريدون الدخول فيها.
لا يستطيع الاعلامي أن يكون محايدا وموضوعيّا، لأننا نعيش في هذا البلد ونتفاعل مع ما يحصل من حولنا!
بعض الاعلاميّين تحوّلوا الى مضلّلين للرأي العام، وليس فقط محرّضين له.
لا يحقّ للصحافي السياسي أن يتحوّل الى نجم، ولا يمكنه أن يحاول مضاهات نجوميّة اليسا وهيفا.
لا أحبّ ناحية الأبراج في شخصيّة الاعلاميّة “ماغي فرح” المثقّفة والكبيرة!
حتى اليوم، لا تزال المرأة مستعبدة، ولو كنت رجلا لكان استهدافي أصعب…ولكان تمّ تقديري على كلّ ما أنجزه من خلال شركتي ومن خلال ما أقدّمه على الشاشة، كما أنّه من السّهل التعرّض لكرامة وشرف المرأة العربيّة!
مقابلتي مع “جورج بوش”، أضرّتني كما عادت عليّ بالنّفع لأننا نعيش في دول العالم الثالث، حيث تكثر التخمينات والشكوك، وتساءلوا كثيرا عن كيفيّة وصولي للبيت الأبيض!
فرحت بمشاركتي في برنامج “ستوديو الفنّ”، لأنّها زادت من شعبيّتي، ولأنّني أحبّ أن أطلّ عبر هواء ال “ام تي في”،ومنعت من المتابعة لأن اطلالتي بحسب رأيهم تضرّ بصورتي كصحافيّة سياسيّة، ولم أرضخ لطلب المستقبل، بل “افتعلت مشكلا طويلا” و تناقشنا حتى اقتنعت أن اطلالتي أخذت حقّها وأنّه عليّ التوقّف.
عملت في تلفزيون “الحرّة” ثلاثة أشهر، وكانت أكبر غلطة في حياتي، خاصّة أن مدير القناة آنذاك كان أجنبي الجنسيّة ولم يكن يفهم ما يتم عرضه على الهواء ولا يعرف الوجوه السياسية!
عدد كبير من السياسيّين اللبنانيّين سوقيّين، ونحن في لبنان نستحق تمثيلا أهمّ، وأكثرهم بلا تهذيب، لأنّهم يتلفظون بألفاظ نابية على الهواء.
لا استطيع أن أجزم ان كانت المحكمة الدوليّة مسيّسة أم لا، ولكن عبر التاريخ، لم تتمّ محاكمة زعيم قويّ، الضعيف هو من يحاكم دائما!
هذا ما قالته بولا في اطلالتها ليل أمس، وكما عادتها، صرّحت بما يدور في رأسها، دون أن تهاب أن تجلب لها تصريحاتها “وجع الرأس” لأنّها واثقة أنّها اعلاميّة حرّة، سيّدة رأيها، وأنّنا في وطن يجب ان لا يتمّ فيه قطع الرؤوس، عندما يدلي الانسان بآراءه الحرّة، سلمت من أي شرّ بولا، ونطالبك بأن تحافظي على هذه الجرأة والثقة بالنّفس، لأنّ هذا ما يميّزك وما يجعلك تشغلين منصبا في قلوب متابعيك!
والاعلامي وسام بريدي يثبت حلقة تلو الحلقة انه متمكن يحضر ملف ضيوفه جيداً ويحاورهم في امور جدية وجريئة كثيرا ولكن بعيداً عن الاساءة والتجريح ويحاول احراج ضيوفه دون اخراجهم من دائرة اللعبة التلفزيونية