رأي خاص- هل أنصفت الالقاب الفنيّة بعض النجوم وظلمت سواهم؟
كانت الألقاب ولا تزال مصدر خلاف واختلاف في الوسط الفنيّ بتنوّع فئاته. هي ليست ظاهرة وليدة عصرها، بل نهج ثابت تنقّل بين الأزمنة السالفة واللاحقة بفرق واحد وبسيط فقط، وهو ان فناني اليوم يطلقون الألقاب على انفسهم ويختارون ما طاب لهم منها حتى ولو كانت ملك غيرهم ما يقودهم الى صراع بارد وخفيّ تصيب سهامه جمهورهم، فيما تنعّم فنانو الأمس بألقاب استحقوها عن جدارة وأُسقطت على قياس مواهبهم ونجاحاتهم الاستثنائية، حتى لو صودف أحيانًا ان تربّص أحدهم بلقب الآخر ممنّيًا النفس به.
قد يظنّ البعض بأنّ الصراع القائم حول لقب “صوت مصر” بين الفنانَتَين شيرين عبد الوهاب وأنغام مجرّد تناتش على أحقيّة لقب، فيما هو أبعد من ذلك بكثير، إنه في نظر البعض صراع على الوجود في معرض الغياب، وهو لدى البعض الآخر سيطرة على القمّة ما بين الصعود والهبوط، لا بل هو غريزة “الأنا” وتفاخر بها.
غير ان ما تشهد له اليوم الساحة الفنية المصرية، كانت قد شهدت بمثله ساحات الدراما السينمائية، عندما نشب خلاف شرس بين النجمتَين نبيلة عبيد ونادية الجندي على لقب “نجمة مصر الأولى” انتهى بتراجع الجندي مطلقةً على نفسها “نجمة الجماهير”. إنّها الدوامة نفسها، تتغيّر الوجوه وتبقى الألقاب في مشهدية ضبابيّة يتنازع عليها صانعوها.
وقد شهدت الساحة الفنيّة على ألقاب كثيرة كـ ملك الرومانسية – ملكة الاحساس – ملك وملكة الاحساس – الأسطورة – ملكة المسرح – الزعيم – سيدة الشاشة العربية – السوبر ستار، ملكة الإغراء، سلطان وسلطانة الطرب وغيرها العشرات التي لا تُعد ولا تحصى من الألقاب.
في هذا الإطار، سجّل الممثل المصري يحيى الفخراني تقدمًا بشأن الموضوع المُثار، إذ انتقد الالقاب التي تُطلق على مواطنه عادل إمام، من بينها “الزعيم، أو الأستاذ”، مشيرًا إلى أن اسم عادل إمام وحده عنوان للنجاح، مؤكدًا انه لا يؤمن بالالقاب بل الإسم الناجح وحده يكفي.
الخلاف المتفجّر حاليًا بين أنغام وشيرين على لقب “صوت مصر”، يذكّرنا عندما تمّ اسناد لقب “سيدة الشاشة العربية” للممثلة فاتن حمامة، فعبّرت زميلتها ومواطنتها الممثلة مريم فخر الدين عن انزعاجها الشديد من اللقب وقالت في احدى مقابلاتها “اذا كانت فاتن هي سيدة الشاشة امّال احنا ايه؟ عبيد؟”.
كما كشفت بسنت ابنة الفنانة الراحلة هند رستم عن كواليس خلاف والدتها مع الفنانة فاتن حمامة بعد منح الأخيرة لقب “سيدة الشاشة”، فأكّدت بسنت ان أدوار فاتن حمامة لا يعلى عليها، لكن التعميم يضيع بمجهود ناس آخرين ما ينعكس على الجمهور الذي ينقسم حول الموضوع. وأكدت بسنت ان والدتها هند رستم كانت ضد لقب “ملكة الإغراء”، لأنها قدّمت أفلامًا قوية جدًا لا تستطيع أي فنانة ان تقدّمها كفيلم “صراع في النيل”.
بإختصار أن الخلاف على الألقاب ليس بجديد على الساحة الفنيّة ولكن اسناد الألقاب لفنان مُعين سيظلم باقي الفنانين وسيطيح بمجهود سنوات من العمل فيبقى حكراً على الفنان الذي “سبق وشمّ الحبق” فيتفوق بلقبه على سواه ممن ربما تفوّقوا عليه بالموهبة والجماهيرية، فهل انصفت الالقاب نجوماً وظلمت سواهم؟