خاص- ماذا لو صادر فنان لبناني حرّية الصحافة المصرية؟ سؤال برسم “الهضبة”

أمّا وقد أُخليت الساحات وملأ عمرو دياب محفظته بمليون دولار أميركي او عشرة الاف دولار عن الدقيقة الواحدة كما روت الاشاعات ورحل، وفيما لململت الشركة المنظمة لحفله “التاريخي” كما رُوّج له في مدينة بيروت، نفايات جمهوره اللبناني، وأعقبت بيان الدهشة الاستفزازي الذي تطاولت به على حريّة الصحافة اللبنانيّة ببيان أقبح من ذنب، جئنا برسالة حقّ تقال الى من سكت عن الحقّ واستعجل المغادرة كما استعجل بالغناء على مسرح فاقت ضخامة ديكوره بعض الأغنيات المشتتة من هنا، وبعض عبارات التملّق  بالجمهور اللبناني من هناك، مكافئًا ساعات انتظاره الطويلة في الشوارع وأمام بوابة عبور بالغناء له لمدة ساعة ونصف الساعة فقط، يناديه واجب إحياء حفل زفاف في نفس الليلة وفي المحيط المجاور، لمحاسن الصدف.

لا، ليس بتلك اللغة المتعجرفة تُعامل الصحافة اللبنانية أيّها المتعهّد او الفنان المحترَم الساكت عن جريمة شركتك المنظٍّمة التي فاتها ان بيروت التي أعدَّتْ فيها مهرجانها قد اختيرت عاصمة الإعلام العربي لعام ٢٠٢٣، بناءً على قرار الدورة ٥١ لمجلس وزراء الاعلام العرب الذي يضمّ بطبيعة الحال وزير إعلام بلدكم، جمهورية مصر العربية.

ما هكذا تكافأ الأقلام التي ساهمت في صناعة نجوميّتكم وكانت رأس حربة في بناء نجاحاتكم على أرضها اللبنانية يوم لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي قد عرفت سبيلاً الى الحياة العامة حيث دعمت مواهبكم ومنحتكم الالقاب والجوائز، يوم كانت مقالات أهم الصحافيين تكيل فيكم الثناء والمديح، وكان حبر ماكينات المطابع يخطّ أخباركم على أغلفة المجلات الفنيّة، وداخل صفحاتها التي يبدو ان روائحها قد غادرت أنوفكم تمامًا كما غادر العرفان بالجميل والوفاء مبادئكم.

لا، ليس هكذا تقتحمون سلطة لا منّة لكم فيها بل فضلها سابق عليكم، وتعبثون بنظامها المهني وتقرّرون كما يحلو لكم ان تتطاولوا على عملها بالمنع والحذف والتدبير الصارم والإجراء الترهيبي في حدود وطن ليس لكم فيه موطئ عيش، فحلّلتم وحرّمتم ولم يبقَ أمامكم سوى قطع الرؤوس.

هلا سمعتم يومًا ان قام متعهّد لبناني بمصادرة حريّة صحافتكم على أرضكم موزّعًا الأدوار بموجب سقف شروطه القانوني؟ هل سمعتم عبر مرّ عقود من الزمن ان قام أيّ فنان لبناني بالتطاول على اعلامكم عبر وضع شروط مهينة بهذا الشكل؟ اي شروط مهزلة هي هذه؟ هل فعلت ذلك السيدة العظيمة فيروز او السيدة ام كلثوم الاسطورة عبر تاريخهما المجيد والمشرّف الذي لم تلطّخه “الأنا “الاستفزازية”؟

أو تذكرون يوم قرّرتم المجيء الى لبنان لإحياء حفلتكم بعد انقطاع ١٢ عامًا، كيف رحّبت بكم الصحافة اللبنانية، وهلّلت لمجيئكم بالأيام والساعات والدقائق، فسبقتكم الى مكان الحدث، وأشرفت عليه وأحصت المقاعد وتابعت التحضيرات عنكم وواكبت بيع التذاكر وشرعت لكم وزارة السياحة ابواب قاعة الشرف في مطارها وأنتم في بلدكم تعدّون للبيان الفضيحة الذي تآمرتم به على الاعلاميين اللبنانيين ورميتموه أمامهم عبر تطبيق الواتساب كما ترمى فتات الخبز للبطون الجائعة. فلا أيّها المُدَّعون احترام أنفسكم! نحن لسنا بمتضوّري جوعٍ الى حفلاتكم وأخباركم وزلاّتكم وخطاياكم، ولسنا بكاتبي مقالات على عجلة أسوةً بغنائكم، فإن أنتم ذعرتم من مقال يسيء إليكم في حفلتكم، فهو إدراكًا منكم بأنّ ما جئتم لتفعلوه باستخفاف تلك الليلة بجمهوركم اللبناني، وفعلتموه سريعًا عن سابق تصوّر وتصميم، قد يرتدّ عليكم من خلال الأقلام الصحافية التي لن تنصفكم، فقطعتم رأس الأفعى قبل ان تلسعكم. كافأكم الله على انجازكم، لقد حوّلتم حفلكم الأبيض الى يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية. ولكن، عذرًا  ان فاتكم انكم لو سمحتم لصحافيي “الكواليس” كما وصفتموهم مبررين خطأكم الفادح في ملحق بيانكم الثاني، بتغطية حفلكم الكريم بدل الخوف من تعرّضهم لكم سلبًا، لكنتم وفّرتم كميّة الإهانات التي جنيتم بها على انفسكم لاحقًا.

لذلك جئنا نحن مجموعة الصحافيّين اللبنانيّين المنتمين الى أرض غالبية مساحتها مرصوفة بالجبال، نقول لكم فاسمعوا، من عاش طوال حياته في فيء الجبال، ما كانت لترعبه مجرّد هضبة. صدق من قال، والقول لأمير شعرائكم “وإنّما الأمم الأخلاق ما بقيت…” والتابع في متناول ذاكرتكم انتم ان لم يذهب منكم ما بقي من أخلاق، تلك الأخلاق التي لم تمنعكم من تقديم اي اعتذار للصحافة اللبنانية بشخصكم او من خلال ادارة أعمالكم لو كنتم حقًّا غير مدركين بما فعلته شركتكم المنظمة، فأعرضتم عن مداواة فعلكم ببيان ثانٍ مررتموه بواسطة الشركة التي رميتم عليها المسؤولية بغير علم منكم ولمّعتم فيه صورتكم. فلو كنتم تحترمون الصحافة اللبنانية وحريّتها كما ذكر البيان، فكلمة واحدة منكم تكفي لردّ اعتبار، بدل مداواة الجراح ببيانات عقيمة.

وكانت الشركة المنظمة لحفل عمرو دياب في بيروت قد أصدرت بيانًا توضيحيًا بشأن الأمور المتعلقة بشروط دخول الصحافة والإعلام وجاء فيه:

“نحن على يقين بأن الفنان الكبير عمرو دياب يعتز ببيروت تاريخا حاضرا ومستقبلا ونشكر له حفله الذي انعش ليلها. بعد التواصل مع  الجهة المنظمة، تبين بأن التعهد المذكور كان موجها إلى الصحافيين الراغبين بالتغطية في كواليس المسرح فقط  .  بيروت نسمة تنعش الفن العربي، وصحافتها حرة لا توضع عليها قيود الا التي تفرضها اخلاقيات المهنة. وتؤكد الشركة أن تلك الشروط تتعلق بأمور تنظيمية بحتة لا تخص الفنان الكبير ولم يفرضها أو يطالب بوضعها.

وتؤكد الشركة تقدير واحترام الفنان عمرو دياب للصحافة والإعلام وهو العهد الذي سار عليه طوال تاريخه الفني المشرف باعتبارهم شريكا وداعما له في هذا المشوار الفني”.

أما وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال، زياد مكاري، قال في تعليق: “نأسف للجدال الحاصل والمتعلق بحفلة الفنان عمرو دياب في بيروت. وبعد التواصل مع الجهة المنظمة، تبين بأن التعهد المذكور كان موجها إلى الصحافيين الراغبين بالتغطية في كواليس المسرح فقط. نحن على يقين بأن الفنان الكبير عمرو دياب يعتز ببيروت تاريخا حاضرا ومستقبلا ونشكر له حفله الذي انعش ليلها. نؤكد بأن بيروت نسمة تنعش الفن العربي، وصحافتها حرة لا توضع عليها قيود الا التي تفرضها اخلاقيات المهنة.”

أيضًا واجه الحفل مشكلة أخرى وهي قضية عائلة المنتج الراحل جان صليبا والتي طالبت الفنان عمرو دياب بمستحقات ماليّة للراحل في ذمة النجم المصري. وبعدما تلّقت العائلة وعدًا بتسديد مبلغ مالي صغير ولكنها تفاجأت بعدم تلّقيها اي اتصال، ليخرج المنتج ربيع مقبل، منظّم حفل عمرو دياب في لبنان، بعدها ببيان ردّ فيه على تصريحات ورثة الراحل جان صليبا جاء فيه: “نوضح أنه لم يُبرم اتفاق نهائي بهذا الشأن، وبمطلق الأحوال إن أي اتفاق لن يتم تحت ضغط وتهويل الشكاوى الجزائية الافترائية الفاقدة لأي قانونية، لا سيما في ظل وجود إسقاط نهائي موقّع من المرحوم جان صليبا أمام كاتب العدل بهذا الشأن”.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com