رأي – نجوى كرم الحرة بعد روتانا .. ملكة عرشها متنقّل بين سحر الفضائيات
تلاحقت الأقاويل في الأشهر الماضية ولم يبقى إلا القليل لنعرف الكثير عن شركة روتانا الإمبراطورية الموسيقية الأكبر في الشرق الأوسط والتي كانت حتى وقت قريب المهيمنة الأولى والأخيرة على السوق الموسيقية وعقود الفنانين والحفلات والمهرجانات الغنائية وحتى علاقة مدراء الأعمال بنجومهم، إلا أن الضربة الموجعة هذه المرة جاءت كحد السيف عندما ظهرت شمس الأغنية نجوى كرم في لقاء مصور لم تتجاوز مدته الدقيقة، بيد أن هذه الدقيقة خضت الوسط الفني وحولت الخيارات المتاحة أمام الجميع إلى فوضى في أساليب الإنتاج المقبلة على السوق، فنسفت كل محاولات وأوراق الشركة لتبرير الوضع المتهالك والمماطلة في إنتاج أعمال نجومها ودفع مستحقاتهم، والتهرب من إيفاء رواتب موظفيها، وعرض سيارات المدراء التنفيذيين في الشركة للبيع في أحد المزادات وبأسعار بخسة .
فجاء صوتها ليؤكد بمؤازرة الصورة وبكل حزم وبرودة ذكية، لا! لن أجدد العقد مع روتانا ولا أظن أن الإحتمال وارد. إذاً، هناك انتهت الدقيقة وهنا بدأت عشرات الإتصالات تنهال كالرصاص على هاتفها الخاص وهاتف مدير أعمالها وإبن شقيقتها الكبرى السيد طارق أبو جودة الذي فضل إغلاقه لتواجده مع نجوى في أحد استديوهات الصوت من أجل تنفيذ أغنية جديدة تغلق بها ألبومها المبصر قريبا للنور.
نجوى زمجرت من عين المؤسسة اللبنانية للإرسال وأكدت ما لم نتوقعه منها، فهذا التصريح رغم سرعته في كواليس تصوير أغنيتها الجديدة “لشحد حبك” والتي تحقق نجاحا مجلجلا منذ صدورها في عطلة العيد لن يعدو عدو الكرام.
وبكل تأكيد ، لم تقصد منه طبع اللئام فنجوى صرحت من قبل وعلى مدى الأسبوعين الماضيين أنها لن ترمي حجرا في بئر شربت منه يوما لكنها لن تقبل بقتل وقتها في الساحة الفنية التي لا يحتمل التواجد فيها أي نوع من الخمول والكسل، كثر من النقاد الفنيين اعتبروا أن شمس الأغنية أوصلت الحق المعنوي لعشرات النجوم الذين عانوا من تلاعب الشركة بفنهم وأعمالهم وجهدهم . لكن ما لا شأن للنقاد به، أن نجوى أقفلت مكتبا هاما من مكاتب العمل في روتانا وهو مكتب الهيبة المالية والإدارية وأصبحت الشركة مكشوفة اللباس أمام الجميع، خجولة الحصاد مما زرعته تجاه نجومها، خاصة عندما تكون النجمة ليست ممن يخرجون دون تحية الخروج، بل هي نجوى كرم التي لم تستطع زميلة لها في الشركة مزاحمتها على كرسي الدلال.
كيانات إنتاجية جديدة تلوح في الأفق
بعد الإشارة إلى ما تعصف بالشركة السعودية من تقلبات وانسحابات بالجملة كبارا وصغارا . لا بد أن تقوم الساحة الفنية على قائمة جديدة قريباً، تتمثل بإنشاء مؤسسات إنتاجية صغيرة وصحية. قادرة على تجنيد إنتاجها لنجمين أو ثلاثة نجوم كبار مع تبني عدد قليل من المواهب الواعدة والعمل عليها بصورة احترافية، ما يعيد التوان المفقود للسوق الغنائية منذ عقد من الزمن هذا التوازن بدأ يبتسم في وجه الجمهور، والبداية مع تهافت عشرات الإذاعات السورية واللبنانية للحصول على النسخة عالية الجودة من أغنية “لشحد حبك” التي انتشرت على شبكة الإنترنت بعد ساعات من إطلاق العمل، لتنتشر الأغنية في سيارات اللبنانيين ومرافقهم انتشار النار في الهشيم، ولتحقق نجوى من خلاله نجاحا غير مألوفا هي أولى به من قوانين الماضي الذي قيّدها.