خاص- بإطلالة بيضاء ووسامة معهودة، راغب علامة نجم فوق العادة في حفل “العلمَين”
بين راغب علامة ومصر قصة حبّ قديمة جدًّا، تعود الى زمن البدايات والنجاحات المتعاقبة في الأغنيات المصريّة التي كانت حنجرة الفنان اللبناني تنطق بها بأفضل ما يكون، حيث كسب جمهورَين (لبنان ومصري) لا يزالان يبادلانه الوفاء والعاطفة والمحبة في مراحل تطوّر فنّه مع مرور السنوات. شاهدوا الفيديو
وما حصل على مسرح “العلمَين” الجديدة ليلة أمس يؤكد ما لعلامة من معزّة وودّ في قلوب جمهوره المصري الذي استقبله بالترحاب منذ اعتلائه المسرح حتى لحظة مغادرته.
وفي حفل “العلمَين” كما في كلّ حفل يحييه راغب وكأنه امام امتحان عليه ان ينجحه بالضربة القاضية فيفرغ أجمل وأفضل ما عنده، تجلّى حضوره بقوة وسحر لا يقاوم، كيف لا والجمهور اجتاز مسافات طويلة ليشاهده ويستمتع بنجوميّته الاستثنائية وأغنياته التي كلما تعتّقت في الزمن طابت حنينًا ونوستالجيا، وبتفاعله على المسرح بما لا يترك مجالاً لاستعادة الأنفاس. وهو في كلّ ذلك لا يترك تفصيلاً يغيب عنه، حتى في الشكل أناقته تسبقه، وقد كان لافتًا ظهوره أمس بالأبيض وبالنظارات الشمسيّة ما جعل الأجواء الصيفية اكثر انتعاشًا لمجرّد النظر اليه، وما جعله ويجعله على الدوام قدوة في ابتكار خطّ خاص به يميّزه عن سواه.
من جديده الذي يتساوى قيمة وأهميّة بقديمه، اختار راغب باقة من أجمل الأغنيات، فدخل عليهم في مشهد استقبلته فيه الألعاب الناريّة، وحافظ على حيويّته وطاقته في كلّ اغنية اختارها بعناية ودقة، هو الذي اعتبر ان رصيده الفني قد فاق أعدادًا ما يضعه دائمًا أمام مهمة صعبة تجعله عاجزًا عن اختزال هذا الكمّ من الأغنيات في حفل واحد. لكنّ راغب يدرك ما يستهوي جمهوره، ويحاول قدر المستطاع تلبية رغباته بأداء اغنيات واجتزاء أخرى، لينتهي الحفل والجميع رابح.
وكان راغب قد وثّق وصوله الى مصر عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، اذ كانت بانتظاره جهات رسميّة رافقته الى الفندق حيث يدأب الفنان اللبناني عادة على التقاط صور ووقائع يشارك بها متابعيه ويشوّقهم بتفاصيل جولاته الفنيّة، من خلف الكواليس الى لحظة المواجهة المنتظرة على المسرح. فراغب فنان التفاصيل، ولعلّ هذه التفاصيل هي التي تجعله الأقرب الى جمهوره والمتربّع على عرش النجاحات ولا يريد التخلّي عنه.