حصري من القاهرة- موقع بصراحة يحاور الناقد الفنّي الجريء طارق الشناوي ويسأله عن عادل امام، ميريام فارس، سمية الخشاب، عمرو دياب ، ايناس الدغيدي وكثيرين غيرهم

موقع بصراحة سافر الى القاهرة واجتمع بالناقد العربي الكبير طارق الشناوي الذي كان لزميلتنا سهى الوعل لقاءاً مطولاً معه ، تحدثا خلاله وبكل صراحة وشفافية عن الوسط الفني .

تجاوز لقاؤنا مع الأستاذ طارق الشناوي عام 2010 ورجعنا سوياً لقضايا فنية تخص عام 2009 أيضاً.. فطالت جلستنا وخرجنا معه بآراء مهمة لناقد مهم ومخضرم لديه ما يكفي من الثقافة الفنية ليشبع تساؤلات الجمهور ويفتح عينيه على بعض الغموض الذي يشوب بعض الأعمال وبعض القضايا الفنية..

وأخذنا منه وعداً بأن يكون لنا معه موعداً ثابتاً في نهاية كل عام نتحدث فيه عن أبرز القضايا و الأعمال الفنية..

إليكم الحوار المطول مع الناقد الفنّي المصري الكبير الاستاذ طارق الشناوي:

 بدايةً ماهي أسباب عدم إصدارك مجلة ورقية أو حتى إلكترونية تحمل اسمك رغم لجوء عدد من الصحفيين والنقاد الكبار لهذه الفكرة ؟

أن تكويني الذهني والنفسي لا يسمح لي بأن أضيع طاقتي في القيام بأي مشروع .. ربما أحتاج لأن أجلس مع نفسي وأفكر في ذلك و لكن لا املك هذه الطاقة..
أنا أحب أن أكتب مقالة أو عموداً، كما انني أهتم أكثر بأن أنقل خبرتي وطاقتي لغيري وهو ما أعتبره ديناً وواجباً، عليّ القيام به الآن وذلك من خلال تدريسي النقد الفني لطلاب كلية الإعلام في جامعة القاهرة. هذا واجبي وواجب أي صحافي قضى سنوات في الكتابة الصحفية والذي يتمثل في العطاء.. كما أنني أكتب في عدد من الجرائد الورقية والإلكترونية أيضاً.. من ضمنهم جريدة الدستور التي كانت ورقية إلا أنه ومنذ أن أغلقتها الدولة من حوالي الشهر تحولت إلى صحيفة إلكترونية ومازلت أكتب فيها..

ولكن ألا يشجعك الربح المادي الذي من الممكن أن تكسبه من افتتاحك لجريدة إلكترونية تحمل إسم طارق الشناوي صاحب القلم الذي ينتظره يومياً آلاف الناس ؟
بصراحة لا تشغل بالي هذه الأمور.. المال لا يشغل بالي .. و”لعلمك” أنا أكتب في أفقر الصحف المصرية وهي (الدستور) و (صوت الأمة) لناحية المقابل المادي الذي تدفعه للصحفيين…
حتى عندما عُرض علي أن أستمر بالعمل مع صاحب جريدة الدستور الجديد بأجر يفوق أجري الحالي بأربعة أضعاف رفضت لأنه كان سيضع قيوداً على ما أكتبه لذا أصبحت أكتب في الموقع الإلكتروني للـ”دستور” المستقل تماماً عن المطبوعة بدون مقابل لأن الجريدة الورقية لم تعد بنفس القوة وبنفس مستوى الحرّية…
أما بشأن رئاسة التحرير فهذا منصب أفضل عليه أن أنقل خبرتي وعلمي للآخرين وذلك حققته من خلال التدريس في الجامعة لأنني أرى أن منصب رئاسة التحرير في الغالب يكون وجاهة أكثر منه عطاء.. وبالفعل عُرضت علي رئاسة تحرير جريدة “صوت الأمة” منذ سنتين أو ثلاث إلا أنني رفضت.

أنا شاهدت حلقتك التي حللت عليها ضيفاً خلال شهر رمضان الماضي وسمعت تصريحك بأن 80% من العمل في الصحافة لا يحقق أي ربح مادي؟
صحيح فالمقابل الذي تدفعه معظم الجرائد متواضع جداً و بعض العمل في الصحافة يكون بلا أجر.. ولكن تبقى هناك 20% تدفعه بعض المواقع أو الصحف العربية وتحديداً الخليجية .

عندما شاهدتك في هذا البرنامج، شعرت بانك لم تكن راض تماماً في نهاية الحلقة.. فهل كان إحساسي صحيحاً؟
في الحقيقة رد الفعل حول الحلقة كان إيجابياً أكثر مما توقعت وكل من اتصل بي بعد مشاهدته لي في الحلقة أو راسلني على بريدي الإلكتروني عبّر لي عن مدى إعجابه بالحلقة وبما قلته .. أنا كنت حذراً ولم أكن فناناً أو فنانة قادماً لتصوير حلقة في برنامج تليفزيوني بغرض القيام بحروب صغيرة، بل كان لدي أشياء أهم رغبت في قولها والتحدّث عنها.. ولكن ربما اعتقدتِ بأنني لم أكن راضياً في النهاية وذلك بسبب إحساس بسيط شعرت به لأنني أملت في أسئلة أكثر عمقاً أتحدث فيها عن أشياء عديدة مهمة..

موسم عيد الأضحى السينمائي

لنتحدث قليلاً عن السينما والفن والفنانين واسمح لي أن أبدأ بموسم عيد الأضحى السينمائي و أسألك عن الفنان عادل إمام الذي قدّم فيلم (زهايمر) هذا الموسم، هل استطاع الفنان عادل إمام أن يحقق نجاحاً جماهيرياً ؟ هل ترى بأن يركز الفنان عادل إمام قليلاً على المسرح الذي لم يفشل فيه يوماً أم يكرر المحاولة مرة و أخرى مع السينما؟
أنا بالمناسبة شاهدت “زهايمر” واعتقد أنه يحمل نوايا جيدة ولكن النتائج لم تكن بقدر النوايا، أنا وجدت الفنان عادل إمام يمثّل في “زهايمر” بعد عدة أعمال كنا نرى فيها فقط عادل إمام، فهو يمثل دور مريض “زهايمر” في الفيلم وهو ليس مصاباً به فعلاً ولكنه يمثل المرض على أولاده ، وهو بالتالي يمثل أنه يمثل، أي أنه كان يمثل مرتين.
إلا أنني أرى أنه كان أمام الكاتب نادر صلاح الدين فرصة أن يقدم عملاً فنياً قوياً لكن مع الأسف دخل في تفاصيل السيناريو مما أفسد قوة العمل، ولكن وبرغم كل ذلك كان عادل إمام هذه المرة في زهايمر متميز وقام باختيار فيلم فيه دور يجسده بمساحة تمثيلية جيدة. أما بالنسبة للاستمرار في السينما فطبعاً عادل إمام ينبغي أن يستمر في كل مكان، في السينما والمسرح والتليفزيون، يجب أن يستمر كما عودنا دائماً فهو دائماً متواجد في الصيف رغم أنه هذه المرة قام بالتغيير ونزل بفيلمه في الشتاء لكن حتى مناخ القاهرة ورغم أننا في الشتاء إلا أنه ما زال صيفاً ولذلك نزول فيلم عادل إمام في الشتاء هذه المرة لم يُشعرنا بالتغيير، مشكلة عادل إمام فقط أنه ينبغي أن يفكر في أن يمثل لغرض التمثيل وليس لغرض إضحاك الناس فقط لأنه أصلاً ممثل، هو بدأ الآن في ذلك من خلال زهايمر ويجب أن يملك نصف جرأة وليس جرأة كاملة ليستمر على هذا الحال ويختار أدوار تبرز مواهبه التمثيلية .

هل تعتقد أن طرح فيلم (محترم إلا ربع) في هذا الموسم مع الأسماء الكبيرة المنافسة ضربة قاضية للفنان محمد رجب بطل الفيلم والذي يحمل البطولة المطلقة للمرة الثالثة أو الرابعة فقط؟
أنا لم شاهد الفيلم بصراحة .. ولكن بالنسبة للمرات السابقة فإن نجاح محمد رجب كان دائماً محدوداً وهذا محير.. فهذه بطولته الثالثة أو الرابعة ولكنه ورغم نجاحه المحدود إلا أنه لم يفشل كما حصل مع الفنان ماجد الكدواني مثلاً في عام 2005 عندما قام ببطولة فيلم (جاي في السريع) ففشل الفيلم مما جعل المنتجين يتوقفون عن المغامرة به و إعطائه بطولة أخرى رغم مرور كل هذه السنوات بعكس محمد رجب الذي لم يفشل رغم نجاحه المحدود مما شجع المنتجين لإعطائه أكثر من بطولة.. لو كان الفنان لديه كاريزما جماهيرية فهذا الأهم مهما كانت الاسماء التي تنافسه سواء عادل إمام أو أحمد حلمي أو السقا.. فمثلاً في عام 2002 نزل محمد سعد بدور “اللمبي” أول بطولاته على الإطلاق أمام نجم الشباك وقتها محمد هنيدي بفيلمه “صاحب صاحبه”، فنجح سعد وحقق أعلى الإيرادات فيما لم يحقق هنيدي أي نجاح يُذكر.. ولذلك عندما يكون لدى الفنان قوة جذب جماهيرية فليس من المهم الأسماء التي تنافسه لأنه سيبرز..

هل صحيح أن اتحاد النجمين أحمد السقا وخالد صالح في “ابن القنصل” قوة لا يستهان بها في هذا الموسم؟

طبعاً هي قوة لا يستهان فيها لأن خالد صالح ممثل قوي وأعتقد أن أحمد السقا بعد أكثر من هزيمة في “ابراهيم الأبيض” ومن بعده “الديلر” في شباك التذاكر حيث كانت الخسائر قوية سيحفزه هذا الفيلم أن يُرينا فيلماً جيداً.. أنا لم أشاهد الفيلم إلى الآن ولكنني أتوقع ان اشاهد فيلماً جيداً.

الفن والفنانين

دعنا ننتقل لأبرز قضايا الفنانين ولنبدأ مع سمية الخشاب، هل تعتقد أن غمضة عين بسيطة عن التمثيل قامت بها سمية كلفتها نجاحها الذي تعبت عليه عدة سنوات وأرجعتها خطوات للخلف؟
أنا أرى أن سمية الخشاب أصبحت في مأزق وترفض أن تواجه نفسها.. فهي في تراجع منذ عام 2009 سواء في السينما أو التليفزيون ولا تريد أن تعترف أنها لم تعد في المركز الأول.. فغادة عبد الرازق منافستها التقليدية تفوقت عليها وسبقتها بخطوات.. بينما سمية تقوم بتبديد طاقتها في شيئين وهما اهتمامها في عمل أخبار وأحاديث في الجرائد والمجلات وتفكيرها في الغناء الذي لاتريد أن تعترف أنها فشلت فيه فشلاً ذريعاً.. رأيي أنها لا تصلح كمطربة ولكنها موهوبة في التمثيل وأرى أن لديها شيء ما من الجري وراء ما تقدمه غادة عبد الرازق، بدليل أنها الآن تعمل مع السبكي في فيلم بمشاركة سعد الصغير في الوقت الذي سينزل فيلم غادة مع السبكي وهو فيلم “بون سواريه” ..
سمية يجب أن تفكر في طاقاتها وما يليق بها ويناسبها ويجب أن تبتعد عن ما يقدمه غيرها..

عندما أطلت سمية الخشاب مع وفاء الكيلاني في بدون رقابة وعندما سألتها عن نقد حضرتك كتبته عنها أجابتها سمية بأنك كتبت هذا النقد بدون أن تشاهد ما كتبت عنه وأكدت لها بأنك اعترفت لها عندما اتصلت بك لتحدثك بشأن هذا النقد بأنك لم تشاهد فعلاً.. بغض النظر عن انتقادك لسمية هل أنت من الممكن أن تكتب أي نقد بدون أن تشاهد؟

أنا في الحقيقة لم أشاهد حلقة سمية مع وفاء الكيلاني ولم أسمع هذا الكلام.. هي ربما سألتها عن حفلتها التي غنت فيها مباشرة مع الفنان محمد منير وقالت بأن هذه الدعوة جاءت من منير مفاجأة حيث كانت متواجدة مع الجمهور بالصدفة فكتبت أنا بأن الموضوع يستحيل أن يكون صدفة بل طبعاً كان مرتب له وسبقته بروفات ..
سمية بعدما كتبت هذا الكلام فعلاً اتصلت بي وسألتني عن هذا الموضوع.. هذه المكالمة الوحيدة التي تمت بيني وبين سمية وقتها ولم أخبرها فيها بأنني كتبت بدون أن أشاهد ويستحيل أن أقول هذا الكلام أصلاً ولكنني قلت لها بالحرف لا يمكن أن يتم الغناء المشترك على المسرح بالصدفة وبدون اتفاق ..وأنا حزين أن يصل بها الأمر لمثل هذه الاتهامات وهذه الأكاذيب..

هل أنت مع أنه يجب على غادة عبد الرازق أن تخفف من ظهورها الإعلامي ومن الأفضل أن يكون عندها فريق إعلامي متخصص يتحدث بدلاً عنها ويرد على ما يحتاج الرد.. لأنها من نوع الفنانين والفنانات الذين يردون على أي سؤال حتى على الأسئلة التي يجب على الفنان أن يتهرب من الإجابة عليها أو يضع حداً لها؟
أنا أرى أن غادة صاحبة موهبة حقيقية بأدائها الفني ولكن هي غير موهوبة فعلاً في التعامل مع الإعلام وربما تفتقد الى حب الناس لها بسبب اجاباتها لأنه ببساطة لا يوجد عقل وراء اختياراتها لإجاباتها.

إيناس الدغيدي المخرجة الكبيرة موهبة لا يستهان بها ولكن عيبها في أنها تفرض قناعاتها على الناس بالقوة سواء من خلال أفلامها أو من خلال برامجها مؤخراً.. ما رأيك؟

إيناس الدغيدي في الحقيقة موهبة يُستهان بها.. دعينا نفرق بين إيناس الدغيدي المخرجة و إيناس الدغيدي مقدمة البرامج، فإيناس الدغيدي المخرجة برأيي أنها تقدم سينما عجوزة… ليس بمعنى أنها سيدة عجوز و إنما الشاشة في أفلامها كلغة سينمائية قديمة وهذا ليس له علاقة بالعمر الزمني و إنما بمدى استيعابها للعصر ومفرداته.. فمثلاً المخرجان محمد خان وداوود عبد السيد يكبرانها في العمر كثيراً ورغم ذلك هم شباب في الإبداع..أما بالنسبة لإيناس الدغيدي مقدمة البرامج فهي تلجأ لأسلوب إسمه “علي و أنا أعلي” بمعنى أنه كلما دخلت أكثر في الجزء الشخصي فأنت حققت نجاحاً .. ولو تلاحظين فنجاحها التجاري من خلال برنامج “الجريئة” في رمضان 2009 كان واضحاً بينما في “الجريئة والمشاغبون” خلال رمضان 2010 لم تحقق أي نجاح يذكر، والسبب أن هذا النوع من البرامج الجريئة مثل عود الكبريت يشتعل مرة واحدة وبعد ذلك خلاص…

هل استطاعت الفنانة ميريام فارس أن تلبس ثوب الفوازير الذي كان لايستطيع لبسه إلا نيللي وشيريهان ولكن هويتها اللبنانية صعبت قبول الناس لهذه الحقيقة؟

أنا لا أعتقد أن الجمهور المصري لديه تفرقة متعلقة بالجنسية، ولكن مشكلة الفوازير مختلفة تماماً عن ذلك. مشكلة الفوازير أنها عندما بدأت في مصر في الستينات على يد محمد سالم وثلاثي أضواء المسرح “سمير غانم وجورج زينهم و الضيف أحمد” كانت على حال إلى أن جاء في سنة 1977 فهمي عبد الحميد فخلق حالة جديدة للفوازير مع نيللي أحبها الناس جداً وبعد ذلك تطور بها مع الزمن وأضاف الحيل والأضواء واشتغل وعمل مفردات لخيال الزمان تعبر عن خياله الجامح، وبعد وفاته ومنذ رحيله إلى الآن لم يظهر مخرج ثالث يخلق حالة جديدة للفوازير وكل المحاولات التي خلفته إلى الآن هي ترديد لما قدمه فهمي عبد الحميد.. المشكلة ليست في ميريام فارس أو جنسيتها ولكن المشكلة في رأيي إلى الآن أنه لم يظهر مخرج يقدم حالة مختلفة عما وصلت إليه الفوازير على يد فهمي عبد الحميد..

دراما رمضان 2010

الفنان مصطفى شعبان و أيضاً الفنانة رانيا يوسف هم فنانين ورغم وجودهما منذ عدة سنوات على الساحة إلا أنهما كانا متهمين بأنهما قُدما أعمالاً جيدة فرضتهما نجمين على الجمهور رغم أنهما شخصياً لا يتمعتان بالموهبة ولم يلقيا استحسان النقاد.. هل ترى بأنهما استطاعا هذا العام في دراما رمضان أن يُثبتا موهبتهما ويلبسا ثوب النجومية ويكونا أفضل من فنانين آخرين كثيرين راهن النقاد عليهم سابقاً؟

فعلاً مصطفى شعبان استطاع أن يتقدم عدة خطوات للجمهور هذا العام في (العار), وهو نجم لديه حضور وقدرة على التواصل ولكن ربما سينمائياً لم يحقق جماهيرية كنجم قوي ولكن هذا لا يعني أنه خرج من الدائرة.. أما بالنسبة لرانيا يوسف فلقد وجدتها متميزة أيضاً في (أهل كايرو) و أفضل من السابق.

(ذاكرة الجسد) و (قصة حب) و (أهل كايرو) مسلسلات جيدة لاقت استحسان النقاد إلا أنها حققت مراكز متأخرة قليلاً في أكثر الاستفتاءات الجماهيرية أمام مسلسلات ليس لها مضمون أو هدف مثل (زهرة و أزواجها الخمسة) فما السبب في رأيك؟
هناك شيء اسمه النجاح التجاري. فهناك مثلاً في الموسيقى يوجد “المقسوم” الذي عندما يسمعه الناس “يسلطنون” معه وهذا لا يعني أنه إيقاع أعظم أو أفضل من غيره وهذا بالضبط ما حصل مع مسلسل زهرة… فهو عمل تجاري لو قيمناه فنياً سنجد النص سيئاً ارتكز على فكرة مهمة وهي تعدد الأزواج و حرمانيته في الشرع والثغرات المؤدية له في القانون إلا أنه لم يخدم القضية. أما إخراج محمد النقلي فلقد كان من أسوأ ما يكون وكأن جميع أبطال المسلسل متخاصمون مع بعضهم ويكلمون الكاميرا ولكن بالرغم من هذا المستوى الضعيف في النص والدراما والصورة والإخراج إلا أنه مسلسل تجاري نجح في الشارع المصري والعربي ولكن يبقى هذا نجاحاً تجارياً.. أما المسلسلات الجيدة فلقد نجحت على مستوى المهرجانات وآخرها كان (أهل كايرو) في مهرجان الأردن.

الفنانة نادية الجندي مع وفاء الكيلاني أيضاً في بدون رقابة عبرت عن مدى استيائها من تحويل فيلمها (الباطنية) الذي اعتبرته من أهم أفلام السينما العربية إلى مسلسل .. أود أن أعرف رأيك في هذا الموضوع بغض النظر عن الباطنية ما رأيك في تجسيد فيلم قديم مهم حقق نجاحاً كبيراً وتحويله إلى مسلسل خصوصاً إذا كان النقل بأمانة واجتهاد وبشكل جيد قدر الإمكان؟ هل الفكرة من رأيك مرفوضة أصلاً وليبتعد صناع الدراما عن أفلام السينما مهما كان النقل باهتمام؟

يوجد مخاطرة في تحويل فيلم إلى مسلسل.. المخاطرة تكمن في الإيقاع.. فمثلاً عند تحويل (رد قلبي) إلى مسلسل كان إيقاع المسلسل مترهلاً .. والباطنية كمسلسل كان به مفردات قربته من الناس إلا أنه كان من الممكن أن يُقدم بشكل أفضل فلقد كان فاقداً للوميض الفني.. أما بالنسبة لفيلم (العار) أحد أهم أفلام السينما فعند تحويله إلى مسلسل نجح تجارياً جداً والسبب أن الناس في العالم العربي تحب مخاطبتها بأن الله يتولى كل شيء وكانت النهاية معتمدة على الانتقامات الإلهية وهذا ما قرّبه من الناس.. القيمة الأخلاقية في المسلسل كانت أعلى من القيمة الدرامية وكان ينبغي الاهتمام بالقيمة الدرامية أكثر ..

السينما والجوائز المهمة

فيلم (احكي يا شهرزاد) الذي نافس في عدد كبير من المهرجانات.. هل ترى أن قصته الأساسية التي تجسد بطولتها منى زكي لم تكن سبب نجاح الفيلم و إنما هي القصص الصغيرة داخل الفيلم التي سببت له كل هذا النجاح؟
لا أنا لا أعتقد ذلك.. فبناء الفيلم الذي كتبه وحيد حامد عبارة عن قصص صغيرة ثلاث أو أربع لها بداية ووسط ونهاية بينما قصة منى زكي هي غلاف المقدمة وغلاف النهاية وهذا في رأيي ذكاء .
في فيلم (واحد صفر) الفيلم الذي أخذ أكبر عدد جوائز على الإطلاق هل كانت الفنانة زينة الأكثر تميزاً بين أبطال الفيلم رغم أنها كانت الأصغر سناً والأقل موهبة حسب رأي البعض؟
زينة طبعاً قامت بتقديم دور جيد وكانت متميزة ولكن لو وضعنا كل أبطال الفيلم على ميزان نقدي كأداء وتمثيل ستكون إلهام شاهين و نيللي كريم الأفضل.. ولكن يبقى دور و أداء زينة متميزاً.

لماذا في زمن أفلام مثل (أولاد العم) و (واحد صفر) و (احكي يا شهرزاد) التي نافست في مهرجانات عالمية ما زلنا نرى أفلام مثل (كلمني شكراً) و (البيه الرومانسي) و (ابقى قابلني)؟
الفيلم التجاري والفيلم الفني موجودين من الماضي وإلى الآن.. بل في رأيي النسبة الأكبر ستكون للفيلم التجاري الذي يضحك على عقول الناس ومشاعرهم.. وهذا موجود في العالم كله.. ونسبة 10% أفلام جيدة تعتبر نسبة محترمة.. وأرى أنه لن ينتهي من العالم وبالتالي من السينما المصرية الأفلام التجارية لأنها جزء من الصناعة لا تستطيعين إلغاءه.. فهو يعبر عن جزء من رغبات الناس.

لماذا عندما يتم التحدث في البرامج المهمة عن أهم نجوم الكوميديا الشباب سواء من الأبطال أو البطلات لا يتم ذكر إسم ياسمين عبد العزيز, رغم أنها تفرغت كثيراً مؤخراً للكوميديا وحملت بطولات أفلام كوميدية وحدها؟

أنا في رأيي أن ياسمين عبد العزيز نجمة كوميديا حقيقية والزمن القادم سيكون لصالحها

أبرز قضايا عالم الموسيقى

طبعاً حضرتك لا يخفى عليك الخلاف الكبير بين جمهور تامر حسني وعمرو دياب.. مالأسباب الحقيقية في رأيك لكل هذا الصراع؟
هناك فرق في العمر بين تامر وعمرو .. وسبب الخلاف في رأيي هو أن عمرو دياب تعوّد على أن يكون الألفا طوال هذه السنوات.. بمعنى أن كل من جاء مع عمرو دياب وبعده كان يتلوه وبقي وحده المتفرد بالصف الأول والقمة ولكن تامر حسني جاء و أراد أن يقوم بعمل توازن .. عينه دائماً على ما يقدمه عمرو فيحاول أن يقدم مثله أو أفضل.. عينه على الجوائز التي يأخذها عمرو فيسعى ليأخذ أفضل منها..

ولكن ألا ترى معي أن المنتج محسن جابر وبسبب خلافه مع عمرو دياب كانت له يد كبيرة في تصعيد الخلاف كثيراً و إشعال المنافسة جداً بين جمهوريهما.. وهناك أدلة كثيرة آخرها عرضه على قناة مزيكا التي يملكها كليب تسلم تامر لجائزة أفضل مطرب في أفريقيا وفي الكليب يظهر أحد المشاهير الأفريقيين وهو يصف الفرق بين جائزة عمرو دياب وتامر حسني رغم أنه لم يذكر اسميهما إلا أنه ذكر بأن الجائزة التي تسلمها تامر هي الأفضل على الإطلاق.. لماذا يسمح منتج كبير ومخضرم مثل محسن جابر بعرض كليب مشابه على قناته حتى ولو كان يخص أحد نجوم شركته ويسمح بأن يفاضل بين جائزة فنانين عربيين شرفا العالم العربي واكتسبا جائزتين مهمتين؟

هو كصاحب شركة يراهن على النجم الذي ينتمي لشركته ضد النجم الذي تركه.. ولا أعتقد أنه سبب تصاعد الخلاف بين جمهور الاثنين فالمنافسة قائمة من قبل انضمام تامر لشركة محسن جابر. كل مافي الموضوع أنه عند يتحول الفن لتجارة يصبح الفنان كسلعة والمنتج هو الذي يتحكم.. وهو يبحث عن مصلحته مثلما أيضاً عمرو دياب بحث قبله عن مصلحته عندما وجدها في الأجر الأعلى مع غيره..

لا أعلم إن كنت قد شاهدت كليب الطفلة علا فتحي (كذبة الفيس بوك) الذي تسبب في صدمة للشارع العربي .. لماذا في رأيك محسن جابر عرض كليب مشابه على قناته؟ أين المبدأ هنا فيما ممكن أن نسمح لأنفسنا التنازل عنه أمام الربح؟
أغلب القنوات تجري خلف الإعلانات وخلف إثارة الناس والمنتج لا تحكمه أخلاقه و إنما يحكمه قانون (اللي تكسب بيه إلعب بيه) وهذا لايعني أنني أدافع عنه و إنما أنا أفسر أسباب حصول مثل هذه الأشياء.. ولكن يجب طبعاً أن تكون الأسلحة في الربح مشروعة.

أخيراً وليس آخراً.. لفتني حوار مؤخراً مع الملحن سمير صفير قال فيه بان ألبوم السيدة فيروز الأخير لا يليق بنجوميتها كما قال عن زياد الرحباني بأنه لم يقدم في ألبوم السيدة فيروز الجديد ما يحسب له واعتبر أن الإعلام صوره وفرضه مبدع على الناس فقط لأنه إبن المبدعين فيروز وعاصي الرحباني.. ما هو ردك كناقد عربي مهم على مثل هذا الكلام؟

أرفض طبعاً.. أنا في رأيي أن زياد الرحباني موهبة حقيقية. كما أرى أنه هو الذي مد في عمر فيروز لأنه أعطاها زمناً مختلفاً.. عاصي ومنصور الرحباني وعلى مدى ربع قرن حافظا على قيمة فيروز فعندما تسمعينهم معاً تشعرين أنه قد حصل مزج فلا تعودي تعرفين هل الأخوين الرحباني أخذوا من صوتها أم هي أخذت من ألحانهما بل الثلاثة قدموا لنا شجرة عربية ليست فقط لبنانية.. وفي الربع قرن الأخير قامت السماء بمنح زياد للسيدة فيروز فهو ليس فنان بالوراثة و إنما قيمة إبداعية .. و أنا شخصياً استمعت و استمتعت بألبومها الأخير معه والأغاني التي قبل ذلك أيضاَ و أرى أن كلام سمير صفير داخل تحت بند الغيرة الفنية أكثر منه حكماً حقيقياً.

لقاء مشوق وممتع مع الناقد الفني الجريء جداً طارق الشناوي استحق عناء السفر الى القاهرة ونحن نأمل ان يتكّرر هذا اللقاء سنوياً لتقييم ابرز الاعمال على الساحة الفنية العربية وتحديداً المصرية.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com