في اليوم العالمي لمرض السكري… الوقاية خير من قنطار علاج

في اليوم العالمي لمرض السكري والذي يُصادف اليوم قدّر الخبراء عدد مرضى السكري هذا العام بـ 240 مليون شخص في العالم. يُعتبر السكري من أكثر الأمراض المسببة للوفاة. هذا يؤشّر إلى تحوّله من مرض إلى وباء. ان السكري من الأمراض المزمنة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة طويلة المدى فتُحدث أضراراً بالغة للأعصاب والأوعية الدموية، وينتج عنها أمراض القلب، وقصور كلوي مزمن (25% من حالات القصور الكلوي سببها مرض السكري)، تلف شبكة العين الذي يمكن ان يسبب العمى، تباطؤ شفاء الجروح، وخاصة الأطراف ما قد يوجب بترها (50% من حالات بتر الأطراف بسبب مرض السكري) أو الوفاة المبكرة. ولم يتم لغاية اليوم اكتشاف أي علاج يساعد على الشفاء منه.

من أهم اسباب مرض السكري هو عجز غدة البنكرياس (عضو يقع خلف المعدة) عن إفراز هرمون الأنسولين جزئياً أو كلياً. يُعتبر الأنسولين المفتاح الرئيسي لدخول الغلوكوز إلى الخلية التي يؤمن لها الطاقة. الغلوكوز أحد أنواع السكر ينتج عن عملية هضم الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات (المواد النشوية والسكرية) هو مصدر الطاقة الأولية في الجسم. إذا حصل خلل في عمل غدة البنكرياس ينتج عنه نقص في هرمون الأنسولين فيفقد الجسم قدرته، بالتالي، على استهلاك السكر فترتفع نسبته في الدم ويتسرّب إلى البول وهذا ما يسبّب كثرة التبول.

يُقسم السكري إلى نوعين
الأول: معروف بإسم insulin dependent يصيب الأطفال والمراهقين وبعض الرجال والنساء دون الأربعين نتيجة عجز كامل في البنكرياس بسبب خلل في إفراز هرمون الأنسولين. وأسباب الإصابة به غير واضحة، لكن يبدو ان هناك عوامل وراثية. هذا النوع يُعتمد بعلاجه فقط على الأنسولين عبر طريق الحقن.

الثاني: معروف بإسم non-insulin dependent يُصيب الأشخاص بعد الأربعين. هذا النوع يكون فيه مقدار من الأنسولين في الجسم لكنه لا يكفي لتوازن صحيح. هناك عدة عوامل للإصابة به منها العمر والسمنة. على انه للمحافظة على مستوى السكر بالدم قد يكفي أحياناً اتّباعُ نظام غذائي وممارسة الرياضة وتخفيف الوزن. وقد يُحتاج إلى علاج بالعقاقير بجرعات مناسبة. أما إذا تعذرت السيطرة عليه بالنظام الغذائي أو بممارسة الرياضة أو بالعقاقير قد يلجأ الأطباء إلى وصف الحقن بالأنسولين. وقد تبين للخبراء ان 85% من المصابين بالسكري هم من النوع الثاني.

أعراض السكري
كثرة التبول – الجوع – التعب الشديد – النوم – فقدان الوزن رغم تناول الطعام بإنتظام – تباطؤ شفاء الجروح – زوغان النظر – الشعور بالعطش الدائم – الشعور بوخز في أصابع اليدين والقدمين – جفاف الجلد والفم – ضعف الرغبة الجنسية.

أدوية طبيعيّة وأخرى كيميائيّة تُستخدم في علاج مرض السكري
الأدوية الطبيعيّة: هرمون الأنسولين أحد المشتقات الحيوانيّة يستخرج من بنكرياس الماشية (الأبقار، الخنازير). يتفاعل الأنسولين في الجسم في غضون 20 دقيقة وتبلغ ذروته في خفض مستوى السكر في الدم بعد ساعتين من حقنه وتستمر نحو 5 ساعات. قد يحتاج بعض المرضى إلى عدة جرعات خلال اليوم. وهناك الكثير من الأدوية من الأعشاب والمعادن وبعض المشتقات الحيوانيّة الأخرى.

الأدوية الكيميائيّة: هي عبارة عن أقراص أو كبسولات من مركبات يطلق عليها السلفونيليوريا، تولبوتاميد، الاستيوهيكساميد، كلوربروباميد، غليبوريد، غليبيزيد، ميتفورمين، اكاربوز، تروغليتيزون. اما كيفية عمل هذه العقاقير فليست مفهومة؛ لكن يبدو انها تحفز خلايا البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين. لا يدخل فيها أي من المشتقات الحيوانيّة أو النباتيّة أو المعدنيّة.

لا يوجد حالياً اي علاج نهائي لمرض السكري. عند التشخيص يجب تثقيف المريض واعطاؤه فكرة شاملة عن طبيعة المرض وتطوراته ومضاعفاته من قبل الطبيب المختص وافهامه ان مرض السكري مزمن لا شفاء منه لغاية اليوم، ويحتاج إلى علاج يومي دائم. وان الحالة التي يعايشها المريض يمكن استيعابها بحيث يمكن المريض ان يعيش حياة مستقرة صحياً إلى حد كبير بالوقاية واستخدام العقاقير التي تحفظ نسبة الغلوكوز الملائمة في الدم ومنع تطور المضاعفات على المدى الطويل. فلذلك من الضروري اعتماد مراقبة دقيقة للغذاء، وممارسة التمارين الرياضية وتناول الادوية الموصوفة له من قبل المختصين بشكل دوري.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com