خاص- مواجهة محتدمة بين بسمة بوسيل وهبة طوجي على خلفية أغنية والضحيّة “المرأة التي قرّرت ان تطير”
هو فيديو واحد لم تكد تنشره الفنانة المغربيّة بسمة بوسيل عبر حسابها على “انستغرام” وتناقلَه متابعوها، حتى تحرّكت مشاعر الرأي العام والجهة الرسميّة المعنيّة بمحتوى الكليب، أي المؤلف الموسيقي الفنان أسامة الرحباني من خلال الفنان وديع أبي رعد.
وفي تفاصيل ما حدث في الساعات الماضية، فقد قامت الفنانة المغربية بعرض شريط مصوّر عبر خاصية الستوري على “انستغرام” وفيه تنشد أغنية “مين اللي بيختار” للفنانة اللبنانيّة هبة طوجي وبحوزتها منتج تجميلي خاص بها تسعى منذ مدة الى ترويجه وطرحه في الأسواق في إطار مشروع تجاري يدخلها الى نادي سيدات الأعمال.
وما ان انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حتى فوجئت بوسيل بحذف الأغنية من حسابها حيث تبيّن لاحقاً ان تطبيق “انستغرام” قد حذفه تلقائياً بسبب حقوق الملكية الفكرية المنصوص عنها ضمن التطبيق نفسه، فعلّقت مندّدةً بأنّ الكوفر (cover) الجديد قد تمّ حذفه من قبل أحد المستائين، داعية الجميع الى الاسترخاء. وعلى وجه السرعة تولّى الموسيقي وديع أبي رعد الردّ الرسمي على الردّ، متوجّهًا الى بوسيل قائلاً: “يمكنك طبعًا صناعة كوفر، ولكن كان ينبغي عليك على الأقل ذكر أصحاب الحقوق الملكية والفكرية. من هو المؤلّف؟ ومن هو صاحب الأغنية الأصلي؟ عليك احترام جميع أولئك الفنانين . إضافة الى أنّك استخدمت محتوى موسيقي للترويج لمنتج من نوع آخر. في النهاية لا يحقّ لك التسويق لمستحضر من دون براءة. توقّفي عن تضليل الجمهور.”
من جهته، قام المؤلّف الموسيقي والمنتج اسامة الرحباني بالردّ على منشور بوسيل على طريقته الخاصة، معيدًا نشر تعليق لمتابعة علّقت على الموضوع، وذلك عبر خاصية الستوري على “انستغرام”، تقول” هي أغنية لهبة طوجي، من ألبوم ومسرحية دون كيشوت من عام ٢٠١١، اي منذ ١٣ عامًا، وليست لبسمة بوسيل التي غنتها من دون حقوق ولا مهنيّة ومن أجل اعلان تجاري ضمنها. لقد اختفت الأخلاق المهنيّة، فهي لم تذكر حتى من هم أصحاب الملكيّة الفكريّة”.
وهنا يأتي بيت القصيد، اذ كيف يمكن للفنان أسامة الرحباني استنكار ما حصل من قبل فنانة ربّما سقط سهوًا لديها ان تنشر حقوق الملكيّة الفكرية سيما وانها ليست فنانة محترفة وربما تجهل قوانين وشروط غناء اغنيات لأصحاب الحقوق المعنيّين، وهي من بين كل اغنيات الدنيا، اختارت الأغنية الأكثر تعبيرًا عن وضعها الاجتماعي في الوقت الحاضر، لا سيّما وأنّها من أهل البيت وعلى معرفة وثيقة بالموسيقيين أسامة الرحباني ووديع أبي عقل، منذ اشتراكها في برنامج “ستار أكاديمي” في موسمه السادس، حيث كان الأوّل عضوًا في لجنة التحكيم، والثاني مدرّبًا في اختيار أغنيات المشتركين. ألم يكن بوسع أسامة مغفرة خطيّة بوسيل التي اقترفتها عن غير قصد منها طبعًا، انطلاقًا من موقعه كمناهضٍ شرسٍ لمعارك ابنة عمّه الطاحنة، ريما الرحباني، المدافعة عن الحقوق الفكرية لإرث الأخوين رحباني والسيدة فيروز، مانعةً أيّ فنان من إعادة أداء أيّ أغنية من أغنياتها، لا من قريب ولا من بعيد؟
وماذا عن الفنانة هبة طوجي الصامتة عما حصل؟ أوليست أغنيتها “مين اللي بيختار” لسان حال كلّ امرأة أوصدت الباب على معاناة إنسانية وقرّرت التحرّر من عبء ماضٍ سحيق، مندفعة وراء أحلامها وطموحاتها، مشّرعةً الباب على مستقبل ملوّن جديد وجميل؟ أولم يكن بإمكان طوجي ان تدعم الفنانة المغربية في حملتها النسائية ضدّ العنف الزوجي المعنوي بعد انفصالها عن زوجها الفنان المصري تامر حسني الذي عاشت وإيّاه سلسلة إخفاقات ظهرت الى الإعلام وأُعيد طمسها أكثر من مرة مع لومنا بسمة على عدم اقدامها على الاعتذار او التبرير او ذكر اصحاب الاغنية في منشورها الذي اعادت نشره بعد حذف الأول.
ربّما وقعت الواقعة بين بسمة والجبهة الرحبانيّة، والجميع بانتظار القادم من الأيّام، لا سيّما وأنّ الفنانة المغربيّة التي لاقت دعمًا شعبيًّا قلّ نظيره في التعليقات وفي اعادة تداول الأغنية، موضوع الخلاف، عادت فنشرت محتوى الفيديو عبر حسابها على :انستغرام”، فهل يكون اللجوء الى القضاء الحلّ الأخير لفضّ النزاع الفنيّ في ظاهره، والإنساني في مضمونه؟