هل فعلاً نُبشَ قبر ميشيل حجل بطلب من والدَيها؟

“بلّشت الحكاية”، بهذا الهاشتاغ عادت الراحلة ميشيل حجل، وصيفة ملكة جمال لبنان لعام  ٢٠١٦ وأيقونة الأمل في محاربة مرض السرطان، لتحتلّ مواقع التواصل الاجتماعي، وتُصبح في غضون ساعتين التراند على تطبيق “انستغرام”.

وفعلاً “بلّشت الحكاية” يوم السبت الماضي، عندما اتُخّذ القرار بفتح باب قبر ميشيل بعد استجابة جهات كنسيّة معيّنة لنبش النعش بطلب ألّحت عليه العائلة منذ مدّة نتيجة ظهور ميشيل في المنام على مواطنين لبنانيين وسوريين وفلسطنيين طالبة منهم فتح المَدفن، وبالفعل تمّ الأمر بوجود كاهنَين وفرد من عائلة الراحلة والمسؤول عن المدافن، ليتبيّن أنّ وجه ميشيل لا يزال على حاله طريّ الملمس بعد مرور أربع سنوات على رحيلها، فيما شعرها يغطّي نصف وجهها وحاجباها ظاهرين، علمًا أنّها دُفنت من دون شعر ومن دون حواجب، الأمر الذي يُعارض ما يؤكده الطبّ على أنّ الجسم يتحلّل بعد مضي سنة على الوفاة، فيما يتساقط كلٌّ من الشعر والأظافر في غضون ٢٤ الى ٤٨ ساعة من الرحيل.

إلّا أنّ الأمر لم يقف عند حدود اكتشاف جسدها غير المتحلّل بعد، إذ بحسَب ما كشفته صفحة تُدعى “ميشيل ” على تطبيق انستغرام، فإنّ رائحة قداسة تَفوح في محيط النعش وفي داخله، حيث النقاوة والنظافة ظاهرتين. والجميع في انتظار الكاهن ليرفع الشهادة  للسلطات الكنسيّة ولجنة طبيّة تكشف على الجثة للتأكيد على هذه النعمة فتعلنها المطرانية بشكلٍ رسمي في حال وُجدت مسبّبات داعية لفتح ملف قانوني.

وقد دَعت  الصفحة متابعي ميشيل ومحبّيها لتكثيف الصلوات والدعوات عسَى الوقائع تُرفع رسميًّا الى الجهات الدينيّة فيتمّ البتّ فيها، فتردّ ميشيل بذلك شبابًا وصبايًا كثيرين الى الإيمان بيسوع.

وكانت صفحة ميشيل الرسمية على انستغرام قد حدّدت شهرًا كاملاً يمتد من ١٧ أيّار/مايو الجاري حتى ٢٧ حزيران/يونيو القادم، يوم انتقالها الى السماء، تنشر خلاله يوميًّا فيديوهات قصيرة للراحلة رافعة الصلوات لأجلها، تخليدًا لذكراها ولأعمالها وكلماتها، معتبرة أنّ رسالتها لم تَنته بعد على هذه الأرض وأنّ روحها ما زالت حاضرة بظهور إشارات تتضاعف يومًا بعد يوم.

كل ذلك كُتب وحصل مع صمت مُطبق من قبل والديها وعائلتها ولا نعرف ان كان مجرد اشاعة او حقيقة.

من هي الراحلة ميشيل حجل، وكيف تحوّلت الى ملاك محارب لداء السرطان؟

في العام ٢٠١٦، انتُخبت ميشيل وصيفة ثالثة لملكة جمال لبنان، ولم تكد الصبية الفائقة الجمال تؤسّس لمستقبلها حتى داهمها سرطان الغدد اللمفاوية مباشرة بعد عقد خطوبتها في العام ٢٠١٨، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلتها مع مرض خبيث هزمته مرتين ليهزمها في المرة الثالثة في العام ٢٠١٩. تنقّلت ميشيل بين مستشفيات لبنان وأميركا بحثًا عن علاج غير تقليدي بعد ان استعصَى عليها العلاج الكيميائي، ولمّا لم تفلح في زرع النخاع الشوكي، قررت السفر إلى الخارج لتلقّي العلاج حيث خضعت لتقنيّة ما يسمّى بالخلايا اللمفاوية المحضرّة والمجهّزة(CAR-T-CELL Therapy). لكنّ العلاج الذي جُنّدت له حملات تبرّع كثيفة لتأمين كلفته المادية الفائقة الخيال والبالغة ما يقارب ال ٧٠٠ ألف دولارًا أميركيًّا، قادها خطيبها وأفراد عائلتها، لم يحقّق غايته المنشودة نتيجة المضاعفات التي لحقت في جسد المريضة، اذ لم تلبث ميشيل ان عادت إلى لبنان معلنة شفاءها من المرض ، حتى أصيبت بالتهاب رئوي حاد لم يهملها أكثر من أيّام قليلة، ففارقت الحياة في ١٧ حزيران/ يونيو من العام ٢٠١٩،  مستبقة برحيلها شهرًا على موعد زفافها. وقد وُصفت ميشيل طوال رحلة علاجها بالملاك المحارب الذي لم يستكن في مواجهة عدوّ ظلّ يفتك بجسدها، متحايلة عليه بمختلف أنواع العلاجات الكيميائية والفيزيائية، وبنظام غذائي اعتمدته من وحي اختصاصها في علم التغذية، وبكثير من صلوات الأمل والرجاء، وبالاستبسال امام العديد ممّن أصيبوا بالداء نفسه ، من على فراش المرض في المستشفيات،  فلم تبخل عليهم بالدعم المادي والمعنوي .

 

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com