خاص بالصور – جمعية “ع سطوح بيروت” ومسرح كركلّا في شراكة فنيّة وإنسانيّة
ضمنت جمعية “سطوح بيروت” أمسية مميّزة لأحد عروض مسرح كركلّا الراقص بعنوان “فينيقيا”، يعود ريعها لدعم نشاطات الجمعية وأهدافها الإنسانية وذلك مساء أمس الخميس ٢٧ نيسان ٢٠٢٣ عند الساعة الثامنة والنصف على مسرح كركلّا الراقص في حرش تابت.
بذلك أعادت فرقة عبد الحليم كركلّا إحياء ليالي بيروت الثقافية والفنية المنسيّة عبر عرض مسرحي راقص استحضرت فيه عاصمة التاريخ “فينيقيا”، العابقة بالبطولات وأجواء العشق، مسقطةً حواجز الأزمنة والأمكنة بين ما كان يحصل منذ ثلاثة آلاف عام وما يحصل الآن. فبين أمس يقارب حاضرًا بالأحداث ، بين حبّ آمون ابن الفرعون رمسيس العظيم لسيديروس ابنة احيرام ، وفرارها منه بحثًا عن عشقها القديم، وحبّ فضلو لليلى في إحدى قرى لبنان وهروب ليلى مع حبّها القديم، تنهار معابد وأحياء وطقوس ليبقى الحبّ لغة كل إنسان. هكذا خبطت أقدام فرقة كركلّا هدّارة وسط كوريغرافيا فولكلورية من الرقصات المزركشة الألوان والسكيتشات التي صدحت فيها أصوات من عمالقة لبنان، يتقدمهم جوزيف عازار وهدى وسيمون عبيد غناءً، ومنير معاصري ورفعت طربيه وغابريال يمين تمثيلاً.
وكانت الإعلامية داليا داغر، رئيسة جمعية “ع سطوح بيروت”، تلك الجمعية التي انطلقت من برنامج تلفزيوني لتتحوّل الى مؤسسة رعائية خيرية حوّلت العمل الإنساني عبر السنوات بين فرعيها في بيروت وباريس، الى رسالة ترسم الأمل على وجه كل محتاج بغضّ النظر عن هويته وطائفته، قد استهلّت اللفاء بكلمة رحّبت فيها بكلّ مَن شعر بنفسه معنيّاً في خدمة المجتمع اللبناني بهدف دعم العائلات الأكثر حاجة والحالات المرة المستجدّة في ظلّ الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بلبنان، وأعلنت أنّ هذا الحضور الكثيف قد أمّن بدعمه مصاريف علاج طبّي وعمليات جراحية لطفلين ووضع حجر أساس لمبادرة ستقوم بها الجمعية لاحقاً لدعم “دار السعادة” للمسنّين في زحلة منعاً لإغلاقه في وجه مَن لا ولَد ولا سند لهم. وعبّرت عن فرحها بالتعاون المثمر والإيجابي مع مسرح كركلّا الراقص والقيّمين عليه، وبعودة عروضه الباهرة إلى لبنان بعد غياب، كمَن ينتفض من تحت الرّماد ليعود زاخراً بالفرح والعزم وحبّ الحياة، الأمر الذي يميّز اللبنانيين عبر التاريخ منذ زمن “فينيقيا” حتى اليوم، والذي ينسجم مع تطلّعات الجمعية وأهدافها في بثّ الأمل بحياة أفضل لكلّ مَن يقصدونها.
حضرت العرض مجموعة من الوجوه السياسية والإعلامية والفنّية والاجتماعية وصودف وجود دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أثنى على هذا العمل الفنّي الرائع والهادف في سبيل الخير، كما صودف وجود وزير الثقافة محمد المرتضى. هذا وقد عكس مزيج المدعوّين المشهد الذي تنطلق منه الجمعية بكل نشاطاتها الخيّرة، حيث لا تمييز ولا استنسابية ولا تفرقة دينية أو تحزّب سياسي أو أفضلية طائفية، بل تقييم لعمق الحالة الطارئة وإمكانية الدعم وفق السبل وضمن الإمكانيات المتاحة.
النائب ندى بستاني أشادت عند حضورها بجهود الجمعية الدائمة بدءاً من الـ”تيليتون” وصولاً إلى هذا التعاون الفعّال والمؤثّر بين الجمعية ومجموعة كركلّا المتألّقة وأكّدت أنّها من الداعمين الدائمين لكل نشاطات الجمعية التي تزداد تنوّعاً وفعالية مرّة بعد مرّة، أمّا الوزيرة السابقة ميّ شدياق فقد هنّات على هذا التعاون المثمر الذي مزج بين رسالة الفنّ والإنسانية بقالب من الفرح والعطاء في زمن يحتاج إلى جهود الجمعيّات للوقوف عند حاجات المحتاجين لاسيما الأطفال والمسنّين.
وكانت لبعض سفيرات الجمعية ولعدد من الشخصيات الناشطة في مجالات عدّة، ثقافياً واجتماعياً وفنّياً، كلمات نوّهت بأهداف اللقاء وبالغبطة التي شعر بها الحاضرون لما حقّقه من دعم للأطفال والمسنّين.