خاص – طارق تميم يكشف لـ “بصراحة” قصصًا يحكيها لأول مرّة عن “النار بالنار” وهل يجدّد الثنائية مع ساشا دحدوح؟
توجّه موقع “بصراحة” بمجموعة اسئلة للممثل طارق تميم حول تجسيده دور “جميل” في مسلسل “النار بالنار” والذي حقق من خلاله، بعد غياب عن الاعمال الدرامية، نقلة نوعية من العالم الكوميدي إلى الدراما والتراجيديا. وقد شهد اداؤه تفاعلاً كبيراً على مختلف المنصات الإلكترونية.
–كيف تقيّم هذه النقلة من الكوميديا إلى التراجيديا؟ وهل برأيك تقبّلك الجمهور بالتراجيديا بعد أن كنت نجماً من نجوم البرامج الكوميدية في لبنان؟
النقلة كانت سهلة لاني احب الدراما والتراجيديا، كما أن بداياتي كانت في الدراما ولكن الناس أحبّوني في الكوميديا وصنّفوني ضمن هذه الخانة واستمريت. ولكني كنت أشعر أن هناك شيئاً في داخلي،بالإضافة أنني أحيانا كنت أؤدّي التراجيديا في السينما والمسرح.
توقفت عن العمل لمدة سبع سنوات لاني لم اكن اريد العمل في المجال الكوميدي وبهدف الراحة أيضًا.
فأتت الفرصة في “النار بالنار” وبالتالي قبلت النص بعد قراءته وأحببته وقررت أن اؤدّي الدور بهذه الطريقة. احب الدراما أكثر من الكوميديا وعودتي كانت مشروطة بعمل درامي وهذا ما حصل بالفعل.
تبدو الأصداء إيجابية وبالتالي الناس تقبلوني في الدراما.
بالإضافة أنهم شعروا بالنقلة بين الكوميديا والدراما واني ابدعت فيها. ولكني لم أتوقع إلى هذه الدرجة.
–غبت لمدة الطويلة وكانت عودتك بمسلسل “النار بالنار” الذي أمسى حديث الناس. وخاصة دورك الذي أجمع عليه الصحافيون والنقاد الفنيون. هل تعتبر أن هذه الإشادة بدورك منحتك حقك؟
عندما قرأت النص اعجبت به كثيرا واستمتعت خلال اداء الشخصية فعندما يعمل الشخص بجهد ستكون النتيجة جيدة. كما أني لم أكن اعمل بداعي العمل فقط بل لانني أحببت الدور بمعنى أن الممثل يضطر احيانا لأداء ادورا معينة لدواعي مادية ولكن هنا يختلف الوضع فقد عملت بروحية عالية وبالكثير من الحب ووظّفت كل ما اكتسبته مذ بداية مسيرتي في مجال المسرح والتمثيل.
ومن أهم أسباب نجاح هذا المسلسل هو العمل الجماعي ابتداءا من المنتج صادق الصباح انتقالا إلى المخرج ومن ثم إلى من قدّم القهوة والشاي وكل ما من ساعد في العمل، فهم بمثابة الجنود المجهولين الذين اظهرونا بابهى صورة. توقّعت النجاح للمسلسل طبعا ولكن على المستوى الشخصي لم أكن أتوقع كل تلك الأصداء.
–كنت تحارب من خلال دورك التطرف والعنصرية بين أفراد الحي الواحد، بين لبنانيين وسوريين. هل انت في الحياة فعلا معتدل وغير متطرف؟
السبب الكبير لنجاحي بهذا العمل وبالتالي لقبولي هذا الدور يعود إلى الشبه الكبير بيني وبين الشخصية، طبعا ليس على مستوى “السُكر والقمار” بل تشبهني الشخصية بانسانيتها وهذا ما حاولت التركيز عليه. ولم احاول التغيير بطريقة الأداء لعبت الدور كطارق. من الممكن اني غيّرت بالصوت والمظهر وهذه تعتبر من احدى الأدوات التي يعمل عليها الممثل ولكنني عملت أكثر على إنسانيته وقلبه ورقّته فهو يشبهني لدرجة كبيرة. ومن يعرفني في الحياة يعرف انني انا كذلك. فقد قال لي البعض اني ابدو وكأنني طارق في شارع الحمرا وهو يتكلم مع الناس. وأشير بأن الأمر ليس بهذه السهولة، فاسهل بالنسبة لي أن اتخذ شخصية واقوم بلعب الدور على أن اقلّد نفسي.
–هل خفت من المشاركة في المسلسل كونه دقيقاً وحساساً جداً ويثير الخوف في مكان ما وخاصة أن الشارع اللبناني انقسم عند مشاهدته بين مؤيد ومعارض. لم تخيفك هذه الخطوة قبل أن تخوضها؟ هل فكرت فيها كثيرًا، أم انك قبلت بعد قراءة النص واطلاعك على الموضوع الشامل للمسلسل؟
ابدا، بل هذا ما شجّعني للقبول بطريقة أسرع. فقد شجّعني النص بالجرأة الموجودة فيه وكنت بانتظار هذا الأمر منذ زمن. كونه قد حان الأوان للتكلم بالامور كما هي وقد طرحت المشاكل بطريقة بعيدة عن الاستفزاز. كما وضعت يداي ورجلاي بماء باردة وكانت ثقتي عمياء.
ومن هنا اريد أن أهنأ الاستاذ صادق الصباح على تبنيه لهكذا نص لأن الأمر يتطلب الكثير من الجرأة.
–شكلت انت وساشا دحدوح ثنائية جميلة. فهل تتصور أن هناك إمكانية لاستثمار هذه الثنائية بكادر كوميدي؟
الموضوع يعود للكتاب وشركات الإنتاج وانا ليس لدي أي مشكلة بالموضوع. كما أنني اهنأ ساشا على العمل الذي قامت به فقد فاجئتني وقد تبيّن أن في داخلها ممثلة خطيرة جدًا.
كما تكوّن نوع من الكاريزما بيننا والفضل يعود للمخرج الذي جمعنا قبل المباشرة بالعمل إلى طاولة للتحضير للشخصيات والمشاهد وقرأنا أمامه مرارا وقد قمنا بجلسات لمدة عشرين يوما وهذا الأمر ساهم وأسّس، كون المخرج سينمائياً ولديه عين سينمائية فهو من ساهم بخلق هذه الصلة بيننا.
–تعرضت خلال التصوير لحادث. كيف اثّر عليك وهل مازالت اثاره ظاهرة. وبماذا تطمئن محبيك؟
تعرّضت لحادث في بداية التصوير وخضعت لصورة في المستشفى ليتبين أن هناك تمزق بالرباط الصليبي والغضروف في رِجلي وقد طلب مني الطبيب أن اخذ فترة استراحة لقدمي وكان الأمر يتطلب الخضوع لعملية جراحية.
فطلبت من محمد حمود ألا يخبر أحداً وبأن الموضوع ليس سوى بعض الرضوض لأن الفريق يعمل والناس ينتظرون ولا يمكنني أن اتوقّف عن العمل لمدة ٢٥ يوماً.
محمد حمود ساندي ولم يتركني للحظة فمهما شكرته لا استطيع أن افيه حقه ولكنه كشف الأمر بعد نشره الصورة.
لم يخبروا الفريق بحقيقة ما حصل فعلياً، ضغطت على نفسي ووضعت في البداية رباطاً كان ظاهراً وكان المخرج يحاول أن ياخذني دون تبيان قدمي وعندما كنت اريد المشي في بعض المشاهد وضعت رباطاً ٱخرًا تحت البنطال.
لم اتمكن من أن أتوقّف عن العمل وخاصة أن وجودي هو بشكل يومي ومستمر في مكان التصوير. فكنت أخضع للراحة بين المشهد والٱخر. والشباب هناك قدموا جميعهم المساعدة. والان انا اعلاج رجلي واتناول دواءاً يحنوي على الكولاجين ويلزمها عملية صغيرة.واكملت باقي العمل قد بشكل طبيعي.
–هل تابعت مسلسل غير “النار بالنار”؟ من لفتك من الممثلين ؟ واي مسلسل برايك قد عُمل عليه بطريقة جيدة؟
الأعمال الرمضانية هذه السنة بالإجمال كانت قوية وكذلك المنافسة.
لفتني مسلسل “الزند” والوحش تيم حسن وكل الممثلين بالإضافة أن القصة الرائعة والأداء والتصوير فيها كذلك. كما احببت مسلسل “العربجي” واداء باسم ياخور، فضلاً عن مسلسل “وأخيرًا” وأداء قصي خولي.
–هل من مشاريع جديدة في الفترة المقبلة؟
في فترة غيابي،ابتعدت عن التلفزيون ولكنني لم اتوقف عن العمل المسرحي والسينما. فكل سنة كان لدي عملاً مسرحيًا من النوع الأكاديمي والثقافي وبين فترة وأخرى اشارك بأعمال على مسرح المدينة.
هذه الأعمال ليست ذو منفعة كبيرة على المستوى المادي ولكنها بمثابة إرضاء لشغف الممثل في داخلي.
اشتاق جدًا للمسرح، وكان من الفروض ان أقوم بعمل خلال هذه السنة. ٱخر عمل كان “لو يرجع رمضان زمان” على مسرح المدينة وقبله ” Room 202″ مع روان حلاوي التي أشيد بذكائها فهي كاتبة وقد ادينا العمل سويًا وتشاركنا أيضا الاخراج وقد شكّل العمل حالة عند الجمهور. انا لا اتوقف عن العمل المسرحي.
بالإضافة أن لدي بعض المساهمات في الافلام منها فيلم “أرزة” الذي سيطلق قريبًا، بالإضافة إلى فيلم لشيرين خالد من بطولة ندى ابو فرحات أخرجته عبر تطبيق الزوم خلال تواجدها في اميركا.
كما أنني في طور التحضير لأكثر من مسرحية وبين يدي حوالي ٤ نصوص، أحاول العمل عليها وكل ذلك حسب الأوضاع في البلد.
شعرت بأن هذه العودة كانت جيدة لي بعد غياب والناس يطلبون مني أن لا أتوقف. واسعى إلى العمل في المجال الدرامي في هذه الفترة على أن يكون العمل المقبل يوازي قوة العمل الأخير وغير مقبول العودة للوراء وعلي الدخول الى هذا الخط.