خاص- عجز الفنانين السوريين في غربتهم… زلزال على اعلى مقاييس رختر

لا زال البث المباشر الموحّد للقنوات التركية والذي قاده نجوم الدراما في تركيا يُسيطر على الاحداث في الساعات الماضية، خاصة بعدما اجتمع كل النجوم الاتراك المحبوبين وتلقوا الاتصالات لجمع التبرّعات للمتضرّرين جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط الجاري.

وقد وضع النجوم الاتراك المنافسة أو أي خلاف بينهم جانبًا وتوحدوا لهدف انساني واستطاعوا جمع اكثر من ٦ مليار دولار ببضع ساعات فقط، فضلاً عن أن النجوم الاتراك لم يتركوا الميدان منذ وقوع الزلزال،.حيث وقفوا الى جانب اهلهم لمساعدتهم على قدر الامكان لتخطي ولو قليلا هذه الكارثة الانسانية الكبيرة والتي راح ضحيتها اكثر من ٣٦ الف قتيل تركي واكثر من ١٠٠ الف جريح.

تصرّف النجوم الاتراك حاز منذ اللحظة الاولى لوقوع الزلزال على اعجاب رواد الانترنت الذين راحوا يتداولون صورهم وفيديوهاتهم اثناء المساعدة في تعبئة المواد المرسلة للمتضرّرين او لناحية التبرعات المادية بمبالغ ضخمة.

من هنا، راح رواد مواقع التواصل يقارنون تصرفات النجوم الاتراك في مواجهة تصرّفات النجوم السوريين الذين اجتمعوا على “المصيبة” نفسها لأن الزلزال ضرب سوريا ايضا واوقع اكثر من ٥ آلاف قتيل وآلاف الجرحى ودمارًا كبيرًا.

وعلى الرغم من المصيبة الكبيرة لكن تصرفات النجوم السوريين وخاصة الـ “صف اول” لم ترقَ للجمهور الذين اعتبروا ان مبادرات السوريبن ليست بحجم الألم الكبير والكارثة التي وقعت متذ السادس من شباط الجاري.

فالنجوم السوريون بقيوا في مواقعهم وفي منازلهم او البلدان المتواجدين فيها. منهم من استمروا بتصوير اعمالهم واتخذوا من حساباتهم منبراً لتكثيف جمع التبرعات من خلال اما وضع روابط موثوقة للتبرّع  اما بنشر الصور المأساوية لتسليط الضوء على الكارثة والمطالبة برفع العقوبات ومساعدة السوريين.

لكن لا بد من الاشارة الى ان عدداً خجولاً من الفنانين السوريين استطاعوا ان يكسروا الجمود وحاجز الخوف وان يتواجدوا في الميدان الى جانب المنكوبين ابرزهم الفنانين شكران مرتجى، باسم ياخور، ومصطفى الخاني والشيف عمر المشهور على مواقع التواصل الاجتماعي الذي قام بعمل جبار وربما يكون بحجم المأساة.

ايضا لا بد من الاشارة الى تبرّع عدد من الفنانين السوريين لنقابة الفنانين السوريين بمبالغ مالية كالفنانين ناصيف زيتون وسلاف فواخرجي وبسام كوسا والفنان جورج وسوف الذي رفض الافصاح عن هذا الامر كذلك عدد آخر من الفنانين .

اذًا لا شك في ان الوضع السياسي المتأزم في سوريا انعكس سلباً على مبادرات النجوم السوريين الذين احتاروا بشأن كيفية التعامل مع الموضوع خاصة ان الزلزال وقع ضمن مناطق منها تابعة للنظام ومنها تابعة للمعارضة وهذا ما ساهم بعدم معالجة الأزمة بطريقة ترقى لمستوى المأساة رغم ان الأزمة انسانية بحتة ويجب ان توحّد الشعب السوري رغم كل الاختلافات، الا ان ذلك للأسف لم يحصل رغم النكبة والمعاناة. وبذلك يكون دور النجوم السوريين قد اقتصر  في معظم محطات الاغاثة على العمل الافتراضي وليس الميداني حيث بقي الشعب السوري وحيداً يواجه مصيبته ويلملم جراحه بنفسه.

ربما تجوز المقارنة بين النجوم الاتراك والسوريين لناحية نوعية المأساة وفداحتها وقساوتها وهول الخسائر البشرية والمادية ولكن لا تجوز المقارنة ان اعتبرنا ان الفنانين السوريين لم يحذوا حذو زملائهم الاتراك فتداعوا الى الساحات للوقوف الى جانب اهلهم في مناطق الزلزال او شاركوا مع هيئة الاغاثة لتقديم المساعدة على الأرض او جمعوا التبرعات الهائلة في بث مباشر موحّد على القنوات السورية فذلك للأسف لم يحصل لإعتبارات كثيرة تعنيهم. ولكن على الرغم من ذلك نسأل اليوم،إن تعذّر فعلاً الوصول الى المنكوبين السوريين في سوريا لأسباب قاهرة، فسوريّو تركيا كانوا يستحقون لفتة من نجومهم ومبادرات عينية على الارض. الا ان ذلك لم يحصل ايضاَ ربما لعدم رغبة الفنانين بالتفرقة بين ابناء البلد الواحد.

في كل الاحوال نحن لسنا هنا لنُدين الفنانين السوريين فهم ادرى بظروفهم وامكاناتهم وبواقع بلدهم، الا اننا لا نرى فائدة من المقارنة بينهم وبين زملائهم الاتراك كون النجوم الاتراك يعيشون في كنف بلد وحّدهم ولم يفرّقهم، جمعهم على حب الوطن والشعب ولم يحكم عليهم بالغربة، مدّ جذورهم في ارضهم ولم يهجّرهم … لذا ولد عجز الفنانين السوريين من رحم الغربة فوجدوا أنفسهم مكبّلي الأيدي وربما ذلك أصعب واقسى انواع الألم ربما بحجم زلزال في اعلى درجاته.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com