رأي خاص- الى اليسا بعد تصريحها غير البريء ضد ميريام فارس: الحياة كذبة كبيرة ان لم نجمع حولنا أحبة وليس أعداء

باتريسيا هاشم: غريب أمر النجمة اللبنانية اليسا فهي بحجة الشفافية والصراحة والشجاعة والجرأة تخسر كل يوم من شعبيتها كون الناس ملّوا من الطاقة السلبية التي تبثّها ومن الخلافات التي تفتعلها ومن سوء ظنها وسوء نواياها وسوء تقديرها لزملائها وسوء تعبيرها وكأن الحياة وكل مصائبها لم تعلّمها شيئاً ولم تعلّم بها.

قبل تحديد المشكلة التي اردت الاشارة إليها اليوم، ارغب في التعبير عن غضبي تجاه بعض نجوم ومشاهير لبنان. فهم يشبهون رجال السياسة في بلدي الى حدّ بعيد، اما فاسدين او مُفسِدين او مفتعلي فساد وبشاعة. يؤلمني الحقد والكراهية والغيرة بين نجوم لبنان، في الغناء والتمثيل والاخراج والتلحين والاعلام حتى اصغر مهنة وهواية… وكأن لعنة حلّت على هذا البلد. فإن لم تندلع حرب بين احزابه او على الجبهة مع اعدائه، تندلع حرب بين فنانيه ونجومه ومشاهيره. وما اسهل الفتنة المفتعلة بينهم، فشرارة تغريدة واحدة كفيلة بحرق كل السفن والموانىء…

اراقب نجوم الوطن العربي من نافذة موقعي “بصراحة” وبالتحديد نجوم مصر الحبيبة والخليج العربي الغالي واشعر بالغيرة من غيرة نجومهم على بعض وليس من بعض. ألفةٌ واحترام وتشجيع وحفاوة وتصفيق وتهنئة وموّدة مقابل ضغينة وغيرة وحقد وأذيّة وقطع ارزاق وحروب الكترونية لا تنتهي بين نجوم لبنان وكأن كل ما مررنا به من حروب مأساوية وحروب اقتصادية واجتماعية وطائفية لا تكفي… جاءت الحروب ببن النجوم لتكمل مشهد “البشاعة” و “خيبة الأمل”. واني اسأل نفسي اليوم، ان لم توحّدنا كل الحروب العبثيّة وكل التضحيات وكل الشهداء والأحبة الذين خسرناهم حتى اليوم، حتى اننا خسرنا وطناً مؤخراً بسبب احقادنا وانانيتنا وفسادنا، ان لم يوحّدنا كل ذلك ولم يجمعنا على حب بلدنا وابناء بلدنا، فمتى نفعل؟

وكأن الجبهات والمتاريس بين الاحزاب والتيارات السياسية لا تكفي، وضع المشاهير المتاريس بين بعضهم في حرب الغاء وتصفية معنوية لبعضهم مقزّزة وبشعة.

متى تتعلمون احترام نجاحات غيركم وتحترمون آرائهم واصطفافاتهم ومواقفهم؟ فالحرية ليست حكراً على احد حتى لو كان الآخر مختلفاً وفي المقلب الآخر… حتى لو كنتم تعتقدون انه مخطىء او مضلّل…اتركوا الناس في حالهم والتفتوا الى انفسكم. انجحوا وتمنوا النجاح لغيركم…تفوّقوا واسمحوا لسواكم ان يتفوّق ايضاً… كونوا جميلين وقدّروا الجمال في الآخرين… فالحياة تساع للجميع والساحة الفنية اللبنانية تحتاج الى كل ناجح ومتفوّق وجميل لنعيد السحر والتألّق والبريق الى هذا البلد المتهالك وننهض به معاً…

وبالعودة الى الفنانة اليسا، بعد كل الخلافات مع زملاء وزميلات لها بالاضافة الى خلافاتها مع ملحنين وموزّعين وشعراء واعلاميين نذكر منهم نجوى كرم، نوال الزغبي، نانسي عجرم، جان ماري رياشي، مروان خوري، وائل كفوري، فارس اسكندر، كارول سماحة وغيرهم، مرّت سنوات على قضيّة زميلتها ميريام فارس وتصريحها الشهير في المغرب حول مصر. وبغض النظر عن المحِقّ او المظلوم، وإن كان التصريح مجتزءاً او كاملاً، فقد دفعت ميريام ثمن تصريحها وسعت لتصحّح علاقتها بالشعب المصري الذي عبّرت عن حبّها له في اكثر من مناسبة وعمل فنّي ورمّمت ما كُسِر وتستمر في ترميمه. فالعودة عن الخطأ فضيلة الشرفاء والاستمرار بجلدها لا ينفع احداً الا الفنانة اليسا التي حكَّت جرح القضية من جديد خلال مقابلة لها ضمن برنامج”مراحل” لهدف غير بريء وفي توقيت خبيث غير مبرّر فإعداد الحلقات يكون دائماً بالتنسيق بين الضيوف وفريق الاعداد، فلمَ رغبت اليسا الآن بنبش القبور؟

اليسا التي هاجمت مواطنتها ميريام فارس وصفتها بـ”١٠٠ وجه”، مشيرة إلى أنها لا تعرفها شخصياً ولا يوجد خلاف معها، قائلة دافعت عنها في السابق بعد تصريحات عن ارتفاع أجرها على مصر.

بدورها ردّت ميريام بطريقة غير مباشرة على تصريح اليسا فغرّدت لأحد المتابعين المهاجمين لـ إليسا على تويتر وقالت باللهجة المحكيّة: “بليز ما حدا يرد. نحنا بشهر رمضان شهر المحبة والتسامح وبنفس الوقت عم نعيش أسبوع آلام المسيح! مش حرزانة”.

فنحن في موقع “بصراحة” لا ننسى كيف قامت اليسا بالاعجاب بتغريدة تحاملت على ميريام بعد مؤتمرها الشهير وكانها دعمت آراء من فتحوا باب جهنّم عليها، فكانت في العلن تعبّر عن دعمها لإبنة بلدها وتقوم بتحريض المصريين من تحت الطاولة، ما دفع بميريام باتهام اليسا بإزدواجية الوجه حيث اعتبرت نفسها محقّة باتهامها….

وجاء نبش الماضي في مقابلة اليسا الاخيرة بمثابة صفعة حقودة لتذكير الجمهور المصري بتصريح ميريام في عقر دار جمهور ميريام  السعودي الذي احتفى بها مؤخراً من خلال ثلاث حفلات ناجحة في السعودية، فهل اعتقدت اليسا انها الفرصة الذهبية لتحريض الجمهورين السعودي والمصري على ميريام وضرب عصفورين بحجر واحد؟

الشجاعة والصراحة لا تعنيان الأذيّة وربما تختلط هذه الحقيقة على اليسا وجمهورها وبعض الاعلاميين من “الزقّيفة” الذين يخدعون اليسا بمواقفهم المهلّلة في كل المناسبات، فربما عليها هي ايضاً ان تتقبل صراحة وجرأة الاقلام التي تتجرأ ان تواجهها بحقيقتها احياناً…

المحبة جبّارة يا سادة والاقوى هو الذي يتقن فعل المحبة وأضعف الضعفاء من يعتقد انه يكبر وينجح اكثر ان تسلّق على كرامات الناس او نقاط ضعفهم. والاقوى على الاطلاق هو الذي تعلّمه مصائبه واحزانه وانكساراته وهزائمه ان الحياة كذبة كبيرة ان لم نجمع حولنا أحبّة وليس اعداء…

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com