طلال الجردي يوجّه تحذيرًا لنقيب الممثلين وبماذا شبّه الدراما اللبنانية؟
يتسم مشوار النجم اللبناني طلال الجردي الممتد لأكثر من 25 عاماً في مجال التمثيل بنجاحات لافتة حققها ضمن مجموعة بارزة من الأعمال الدرامية اللبنانية والعربية.
الجردي الذي حلّ ضيفاً على برنامج “ما بتقطع” الذي تقدمه الصحافية رنا أسطيح، مساء كل جمعة، عبر منصة “هنا لبنان”، أكّد أن الألقاب لا تعنيه بشيء “فعملنا هو الذي يترك علامة فارقة في أذهان الناس وليس الاسم، فالأخير يلحق بالصورة التي يطبعها الممثل لدى الناس عبر الأعمال التي يقدمها”.
الجردي المعروف بمواقفه الوطنية ومساندته لمطالب الناس تحدّث عن نشاطته مؤخراً على السوشال ميديا رغم انه كان شبه منقطع عنها قبل ثورة 17 تشرين، فقال : “أنا أحب البلد وحريص عليه. ونشهد حاليا ظلما كبيرا بحق الناس والبلد وهذا ما دفعني الى اللجوء الى وسائل التواصل هذه. لأنني لا أمتلك أي منبر آخر لاعبّر به عن وجع الناس وعن نفسي ورأيي”.
الإنتخابات النقابية: أضع ما حصل برسم نعمة بدوي
هذا وتحدث الجردي عن الإنتخابات التي شهدتها نقابة الممثلين مؤخرًا، حيث ترشح مع عدد من الممثلين ضمن لائحة “لنقابة عصرية”، فأوضح أن “اللائحة لم تشارك في الإنتخابات بوصفها تابعة لثورة 17 تشرين. بكل بساطة نحن مجموعة ممثلين قريبون من بعضنا البعض مهنيًا وعلى الصعيد الشخصي”.
وتوضيحا للمشهد الإنتخابي النقابي الذي حدث يوم الإنتخابات، أكد الجردي أن “هذا المشهد لم تشهده النقابة من قبل. ففي السابق لم نكن نتعاطى مع بعضنا داخل النقابة من منطلق حزبي أو سياسيي. لكن فجأة انقلبت أجواء التصويت الى جو تجييش حزبي. تفاجأت جداً! رأيت كل الأساليب التي حصلت بعيني”.
وإذ حذر الجردي النقيب نعمة بدوي من سيطرة الأحزاب على النقابة، وضع أجواء التصويت وما حصل فيها برسم بدوي، وقال: “أنا اعتمد على حكمة نعمة بدوي الذي يتوجب عليه تحييد النقابة وأن يتنبه الى ما يحصل. فالأحزاب لم تجلب سوى الخراب لكل البلد والنقابات”.
فنيًا: الدراما اللبنانية تشبه الطبقة السياسية ولا جزء ثانٍ من “دور العمر”
على الصعيد الفني، رأى الجردي أن الدراما اللبنانية تعيد نفسها ولا تتحدث عن لبنان ما بعد 2019، وكل الأعمال “هي أشبه بإعادات وكلها موديل قديم لا يجسد ما يحدث بعد الثورة. البلد كله انقلب رأساً على عقب ولكن الدراما لم تواكب هذا التغيير وتجسّده”.
وقال: “بغض النظر عن الثورة الواقع اللبناني تبدل. الدراما اللبنانية تشبه الطبقة السياسية، فهي مثلها غائبة عن الواقع وكأنها لا تدري بما يحصل في البلد”.
وعن مشاركته في عمل تاريخي ضخم في مصر، كشف أنه عمل “يتحدث عن بدايات القرن الماضي ويتناول حقبة حكم العثمانيين في المنطقة”. وكشف أنه يجسد “شخصية لبنانية في ذلك الوقت وهي شخصية لبنانية عروبية لعبت وساهمت بالثورة العربية حينها”.
الجردي الذي شارك بأعمال فنية في مصر أبرزها مع الزعيم عادل إمام، رأى أن “الحرب الرقابية في مصر اثارت ولاتزال امتعاض الكثير من المنتجين” وقال: “انا ضد الرقابة بالمطلق”.
وعن حذف الرقابة لبعض المشاهد لشخصية دور رجل الأمن الفاسد الذي جسده في مسلسل “أولاد آدم”، قال الجردي: “الدولة حذفت وأنا رفعت الصوت حينها على قدر استطاعتي ففي النهاية أنا لست رب العمل والعمل له منتج وهناك نوع من الادبيات في العمل”.
وأكد رفضه للرقابة أكان على السينما أو المسرح، “بكل بساطة من لا يعجبه عمل فني معين لا يذهب لحضوره”.
وأعلن الجردي أنه لا يوجد، حتى الساعة، جزء ثانٍ من مسلسل “دور العمر” الذي عرض على منصة “شاهد”، وأعرب عن سعادته بالعمل مع المخرج سعيد الماروق وقال: “عمله في الدراما جيد جدا ونظرتً لمعترفتي به اعتقد ان الأعمال اللاحقة لسعيد ماروق ستكون أكثر عظمة بعد”. وكشف عن إحتمال مشاركته في عمل جديد على منصة “شاهد” قريبًا.
لبنانيا: أجهل اسباب صمت الشعب اللبناني والسياسيون ماضون في تفقيره
الى ذلك، أعرب الجردي عن حزنه للمشهد الحياتي اللبناني على كل الأصعدة، موضحا أن “ترشحه الى الانتخابات النيابية خارج الحسابات حاليا، وقال ساخراً: “لماذا اترشح جميعنا نعيش وكأن كل الامور تسير على ما يرام الناس موجودة في كل مكان وحركة السير عادية وكاننا نعيش في استقرار ولا يوجد أي انزعاج من الوضع الحاصل في لبنان!”.
وأضاف: “أجهل اسباب صمت الشعب اللبناني. “هناك سر موجود في كل بيت لبناني وأنا أجهله”. هناك فقر ليس ظاهرا. والطبقة السياسسة ماضية بتفقير الشعب قدر المستطاع حتى يظل الشعب تحت سيطرتها”.
وفي فقرة بتقطع/ ما بتقطع أكّد الجردي أن “التوريث السياسي بيقطع بلبنان ولكنه مرفوض بالنسبة لي”. ووجد أن ترشح المشاهير الى الانتخابات في لبنان بيقطع. أما عن المجموعات الثورية التي تتحدث اليوم باسم ثورة 17 تشرين، فقال: ” مش كلا بتقطع” ورأى أن الازمة الحالية في لبنان معقدة “وما بتقطع” وأن البلد بحاجة لوقت طويل للتعافي مما يمرّ به من أزمات على مختلف الصعد.