بولا يعقوبيان ، بين متعة ستوديو الفن وحزم المستقبل

كان فراقها صعباً ولو اننا سنلتقي بها من جديد على شاشة أخرى بعد مدّة ، الا اننا اعتدنا على هذه الطلّة الخارجة عن المألوف والبعيدة عن “الكادر” التي وضعتها السياسة فيه…
سنشتاق الى سلاسة تعليقاتها وجمال ابتسامتها ودفء صوتها ولو انها لن تتأخّر كثيراً علينا الا اننا احببناها أكثر طبيعية عفوية حقيقية مرتاحة مع نفسها والجمهور خارج أصول الحوارات السياسية الجدّية والقاسية وبعيداً عن مقعد بارد امام ضيف سياسي “ثقيل الدّم” ، سنشتاق حتماً الى ذاك المزيج الوردي بين ابتسامتها والزهور التي كانت تزّين طاولتها مساء كل جمعة خلال برنامج “ستوديو الفنّ” …

لا تهمّني اسباب مغادرتها للبرنامج ، ولا تهمّني اسباب “المستقبل” لاجبارها على المغادرة، ولا يهمّني “صغر” ام “سذاجة” عقل متّخذي هذا القرار المجحف بحقّ اعلامية كبيرة حرّة ، الا انني وبدون ادنى شك أعرف اننا ودّعنا بولا يعقوبيان بكل مرارة ، وكأنها سلخت عن أفئدتنا ، هي التي أمتعتنا بحضورها ولياقتها ورقّيها وثقافتها على مدى اكثر من 13 أسبوع

لكنها وقبل مغادرتها ، بحثت عن بديل لها ، عن من يستطيع ملء هذا المكان البارد الشاغر ، عن من تستطيع ابتسامته الهاء المشاهد عن حزنه لفراقها، عن من تستطيع ثقافتها وحضورها ولياقتها واخلاقها وجمالها سدّ فراغ غيابها ، فكانت أمينة بالاختيار ، واختار سيدة أخرى للاعلام ، سيدة الشاشة الصغيرة التي ملأت الدنيا وشغلتها بصوتها وطلّتها وثقافتها ، فسلّمت بولا يعقوبيان مهامها كعضو في لجنة تحكيم برنامج “ستوديو الفنّ” الى السيدة سعاد قاروط العشّي، علم من اعلام التقديم والاعلام ، فأطّلت علينا ليل السبت الماضي، الموعد الجديد لبرنامج “ستوديو الفنّ” كملكة على مسرح الهواة الاول في العالم العربي ، وجلست في كرسيها كمن يجلس على عرشه ، فتألّقت منذ اطلالتها الاولى وشاركت وعلّقت واختارت ولم يكن الامر غريباً عنها ، هي التي قدمت هذا البرنامج في العام 1973 فقالت: ” أنا سعيدة لأنني عدت إلى ستوديو الفن ورجعت عبر لجنة الحكم الكريمة. وكل ما أتمناه أن نكون على قدر كبير من الإنصاف والعدل والدقة. وأشير إلى أن سيمون أسمر استحق عن جدارة لقب صانع النجوم لأنه قدم للبنان والعالم العربي كوكبة من النجوم والفنانين.”

وبالعودة الى حلقة السبت الماضي، وعند سؤال مقدمة البرنامج إلسا زغيب عن اتصالات تطالب بالتوسط لمشتركين، قال سيمون أسمر:” لا أعتقد أن أحداً، من أعضاء اللجنتين الأكاديمية والإعلامية، يقبل أو يتقبل أو يسمح بأن نطلب منه التوسط لفلان أو فلان. وأنا بدوري لا يمكن أن أتوجه لأحد أعضاء اللجنتين بمثل هذا الطلب. لذا أؤكد على أن كل هذه المحاولات والإتصالات باءت بالفشل. لأن الأمور واضحة ولا يمكنني أن أغني مكان أي مشترك والجمهور يعرف ويرى – فالشمس شارقة والناس قاشعة- المسألة بين أعضاء اللجان مسألة ذوق، مثلاً أنا ورونزا لا نلتقي لناحية الذوق. أنا أصوّت تلفزيونياً أي لمجموع الصوت والشكل والحضور، وأرى النتيجة كيف ستكون بعد وقت، ورونزا تصوّت تبعاً لتقييمها للأداء الذي تراه أمامها في الحلقة. “
في هذه الحلقة كانت إعادة نظر وإعادة تقييم للمشتركين الفائزين عن كل فئة في الحلقات الثلاث الماضية من الدورة الثانية. بعض الفئات استعرضت ثلاثة مشتركين، وبعضها اثنين في فئات مثل التقليد والمونولوج والتقديم للشباب لعدم توافر المستوى الجيد، وبعضها استعرض أربعة مشتركين بعد قرار اللجنة الحكم منح فرصة أخيرة لمشتركين كانوا قد خسروا في الحلقات الثلاث الأولى، وهم في الواقع متفوقون بعلاماتهم على مشتركين فائزين في هذه الحلقات نفسها. فكانت عودة باميلا نون عن فئة الأغنية الشعبية، بعد أن كانت تبارت ضد كارولين بريص في حلقة سابقة، لتتبارى ضدها وضدّ سماح شريفه وكارن بركات. لكن تصويت الجنتين الأكاديمية والإعلامية لم يأتِ في مصلحة باميلا نون هذه المرة أيضاً. وهكذا تستمرّ المنافسة بين كل من كارولين وسماح وكارن.
كذلك في فئة الأغنية الكلاسيكية تمت استعادة مالك حسام ليعود ويخرج بتصويت اللجنتين أمام زملائه وائل هاشم، ريان أبي زيد وعقاب عبيد. أما فئة عرض الأزياء، فجرت المنافسة بين رين سلامه، فرح بيطار، ماجدة عبيد، ومنحت الفرصة لكريستين حوري التي كانت تبارت ضدّ ماجدة في حلقة سابقة. لكن كريستين تمكنت من اجتياز الإختبار، فغادرت رين بعد تصويت اللجنتين وتركيزهما على ضرورة الإلتزام بالمقاييس زالمواصفات المتعارف عليها.
في فئة الراب استعادت اللجنة لويس الذي تبارى في الحلقة السابقة ضدّ كاشي. وتباريا مع رانيا عطيه وفوزي غنطوس. فكانت المغادرة من نصيب فوزي.
أما في فئة الأغنية الطربية للبنات، فتمّت استعادة رنا الخليل لتتبارى أمام راشيل الراسي وربى المقداد. وذلك لتميزها ولمطالبة اللجنة بعودتها.
نالت المشتركات في فئة الرقص الشرقي على جملة ملاحظات قدمتها نادرة عساف. فبالنسبة إلى ماغي، اعتبرت عساف أن أداءها تحسّن تقنياً، لكنها خسرت بعضاً من الجاذبية في تعابير وجهها. ونصحت جانين باستعمال الوشاح بطريقة فنية أكثر فهو ” جزء من جسمنا ويجب أن يرقص معنا.”
أما ربى، “فللأسف لم أجد أي تحسّن. خاصة وأنني لا أحبذ الراقصة التي تغني وهي ترقص.”
وعن فئة التقديم أصرّت السيدة سعاد العشي على ” ضرورة احترام الوسيلة التي من خلالها نتواصل مع الجمهور أو بتعبير أصحّ لغتنا العربية حتى لو كانت بالعامية. فالأذن تعشق قبل العين أحياناً. كما يجب أن تكونوا جذابين شكلاً وثقافة ولباساً وذكاءاً وحضوراً. لكن في الإجمال المستوى جيد الليلة.”
كذلك في فئة الشعر، اعتبر رودي رحمه ان مستوى المشتركين في هذه الدورة أفضل من الدورة السابقة، فقصائدهم تتضمن صوراً شعرية وتخيّل وألحان.
تتالت النصائح والتعليمات من قبل اللجنة الحكم، ففي الأغنية الشعبية للشباب، اعتبرت رونزا أن صوت محمود وهبي متكامل، ووضع جان ماري رياشي شادي شعبان في دائرة الخطر. وأبدى سيمون أسمر تفاجؤه بصوت هادي ضو القوي، إضافة إلى الشكل الجميل وإطلالة على الموضة ونصحه أن يختار أغاني فرحة “لأن تعابير وجهه تميل إلى أن تظهره حزيناً.”
“ستوديو الفن” في حلقة توزيع الميداليات البرونزية السبت المقبل، 6 كانون الثاني، مباشرة بعد نشرة الأخبار، الساعة 8.45 مساءً

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com