نادين الراسي لم تنجح بالصدفة
عندما علمت ان نادين الراسي ستحلّ ضيفة على برنامج “نتالوو” على محطّة الجديد ألغيت كل مواعيدي وارتباطاتي فكانت لي الحشرية لمشاهدة الحلقة وسماع هذه المرأة التي أعتبرها فولاذية لما حققتّه من نجاحات على الساحة الفنية في وقت قياسي
جلست اصغي بامعان فلنادين سرّ في حضورها فهي تأسرك برقي كلامها وهدوئها ولياقتها
لأكثر من مرّة في المقابلة ذكرت نادين انها محظوظة فنسبت كل النجاح الذي حقّفته حتى الآن الى الحظ والصدفة الا انني لا اوافقها الرأي أبداً فالحظ وان حالف الفنان يوماً فقد يحالفه لمرّة لاثنتين الا انه لا يرافقه على الدوام وانا وان كنت أقدّر تواضع نادين الا انني اعتبرها من أكفأ الممثلات وانشطهن واكثرهن حرفية على الساحة الفنية الآن وطبعاً أعني بين بنات جيلها فقد أثبتت انها موهوبة الى أبعد الحدود وانها صاحبة احساس عالِ وقد شرفت مهنة التمثيل بالرغم من هجوم الدخلاء عليها فحصلت على جائزة الموريكس دور لعامين على التوالي ولا استبعد حصولها عليها ايضا هذه السنة
ذكرت نادين في سياق الحلقة انها لا تقبل بعرض ان لم تشعر بالدور وان لم يلامس احساسها واعتبرت انها وان ابدعت في بعض الأدوار فذلك لأنها مرّت بمواقف مماثلة فالحياة كما قالت هي المعلّم الأكبر الا انها نفت ان تكون ليلى تشبه شخصيتها، الدور الذي تلعبه حالياً في مسلسل “عصر الحريم” الا انها وبالرغم من ذلك اعتبرت ان الدور استفزّها وكان تحديا لها واكّدت الراسي انها وان كانت مع حصول المرأة العربية على حقوقها الا انها ليست مع المساواة بين المرأة والرجل وختمت الحديث عن مسلسل عصر الحريم بالتأكيد على انه تجربة فريدة وخطرة فالوقوف اما عمالقة التمثيل اللبناني لم يكن بالشيء السهل أبداً وأثنت على وجود الممثلة هيام ابو شديد في المسلسل واعتبرت انها تلخّص كل معاني الانسانية
قالت نادين ايضاً انها ليست نادمة لأنها لم تدرس التمثيل واعتبرت ان الموهبة أهمّ بكثير وانها كانت محظوظة أيضاً بالعمل مع كبار الممثلين اللبنانيين الذين تعلّمت منهم الكثير واعتبرت ان العمل معهم كان دعماً لها
عن تجربتها مع الراحل الكبير منصور الرحباني لفتني ما ذكرته نادين عن انه كان يقول لها دائماً ” نهار يلي بدّك تطلعي عالمسرح مش معصبة ، ما تطلعي!” فهو كان يعتبر التوتّر سببا رئيساً للاحساس بالمسؤولية والابداع ، ولم تخف نادين انها لا تحب ابداً العمل في المسرح فاعتبرت العمل المسرحي منهك وصعب وهي تفضّل التلفزيون ، اولا لان انتشاره أكبر وثانياً لان العمل بالمسلسلات بالنسبة لها أسهل بكثير هي التي تتمتع بقدرة فائقة على حفظ الأدوار
ولم تستبعد نادين اعتزال التمثيل يوم تشعر بالتقصير تجاه عائلتها فمهنة التمثيل برأيها تسرق كل وقتها ولولا دعم زوجها جيسكار لها لما استطاعت التقدّم والاستمرار
تتمتّع نادين بروح مرحة جداً فقد كان اللقاء معها ممتعاً جداً ومرّ الوقت كلمح البصر لما لحديثها وكلامها من سلاسة وخفة ظلّ وأناقة
وقد علمنا ان نادين قد غادرت لبنان مطلع الأسبوع وتوجهت الى القاهرة وهي بصدد المباشرة بتصوير مسلسل مصري جديد يمتد على اربعة أشهر الى جانب الممثلة والراقصة المصرية لوسي وهو بعنوان “كلام نسوان” من إنتاج شركة بركة للانتاج الفني واخراج عمر عبد العزيز وهي سعيدة بخوض هذه التجربة اذ انه العمل العربي الاول لها والذي سيعرّف الجمهور المصري والعربي عليها ولان دورها في المسلسل هو باللهجة اللبنانية وهي فخورة جداً بذلك وهو يتكلّم عن فتاة لبنانية تسافر للعمل في مصر لتعيل عائلتها في بيروت خلال الحرب
