خاص- قصي خولي… عشرين على عشرين في الإبداع
منذ إطلالتِهِ الاولى حتى اليوم، عشرونَ سنة، كان خلالها الهاوي المُشَبَّع بموهبته الفذة، تدرج في سنينِ فنِهِ فكان ذاك الفنان المُتَلَوِنَ بشتّى ألوان الإبداع.
قصي الخولي، ومنذ إطلالتِه الاولى في “ذاكرة صعبة” وهو الأصعبَ في ترك ذاكرةِ كل من يتابعه، عرف تمامًا معنى ان تكون ممثلاً يرسم طريقاً لا تنهيهِ السنينَ ولا توقفه الصعاب، طريقاً خلالها، يجعل من كل خطوة يخطوها فرصة للتقدم والمضي قدمًا.
سنوات جعلت منه الممثل الذهبي، الذي يضفي بلمعانه موهبةً تزيد حضورَهُ قوةً وعنفوانًا.
الكوميدي؟ نعم نافس فكان الرابح الأكبر وصاحب الضحكات كلها.
الرومنسي؟ نعم هو الحبيب الذي يعرف تمامًا نهنهة القلوب.
الشرير؟ نعم فهو الأكثر شرًا والأقصى قلبًا والأقوى عنفًا.
الأرستقراطي؟ السياسي؟ تاجر المخدرات؟ الفقير؟ الرجل الاصيل؟ نعم ونعم ونعم فهو عرف كيف يحيك الدور ثوبا يلبسه بإتقان.
فهو الخديوي إسماعيل، رضا الحر، عبود الشامي، هارون الرشيد، غمار الغانم، جابر، الريس صافي، شخصيات وشخصيات خطفت منا القلبَ دون إستئذان، أداء ساحر بألوان قوسِ قزحِ موهبةً أنعم الله بها عليه.
فلكل شخصية إطارها الذي يزينه بتفاعلات أحاسيس وأفعال نادرة مميزة ولا تجدها سوى فيه ومن خلاله.
فنان من الطراز الرفيع، إتخذ له مكانةً فنية مليئة بالإحترام والحب، فالكل يتفق عليه موهبةً منافسة، صديقاً صدوقاً وإنساناً صادقاً لا يكف عن ذر شحناته التي يطال خلالها كل من حوله ليجعلَ من حضورِهِ الحضورَ الضروري.
أداؤه إختزل الجنسيات بجنسية واحدة، فهو إبن الدراما، الجنسية العربية التي لا إنتماء لديها، سوى وطن القلب وأرض الأحاسيس.
الريس صافي، في مسلسل “عشرين عشرين” جمع الأمة العربية دون إستثناء، جعلها واحدة، تشاركه قصة حب، قصة رجل جمع التناقضات كلها بشخصية لن تستطيع الإستمتاع بها إلا من خلاله هو، قصي الخولي حصرًا.
إستطاع قصي خولي أن يكون نجم رمضان بإمتياز وأن يقدّم أفضل أدواره، حيث ظهر حقيقيًا راسمًا بمهارة شخصية صافي الديب الذي نقلها من الورق الى الشاشة بإبداع من الفها الى يائها.