تيليتون سطوح بيروت ينتصر للإنسانية “كرمال كلنا نعيّد”
بكثيرٍ من الحب، العطاء، والأمل خاضت جمعية سطوح بيروت تحدّي الإنسانية للسنة الثامنة على التوالي، في تيليتون سطوح بيروت 2020، على شاشة الـ OTV . واستطاعت أن ترسم من جديد البسمة على وجوه عائلات خذلتها الحياة، عبر تجميع المبلغ المطلوب، لترسم البسمة في زمن الميلاد على وجه 11 حالة وألف عائلة محتاجة سيتم توزيع مبالغ مالية رمزية عليها خلال فترة الأعياد.
في تحدٍ كان الأصعب بين الاستحقاقات الإنسانية التي اعتادت رئيسة الجمعية الإعلامية داليا داغر أن تطلقها في موسم الأعياد في موعدٍ سنوي مع الإنسانية “كرمال كلنا نعيّد”. فصعّبت الأزمات المهمة، زادت الحِمل، وكبرت معها المسؤولية.
ثماني ساعات من كتم الأنفاس، الترقب، الحب، والخوف على مصير عائلات علّقت كل آمالها على تيليتون سطوح بيروت، آمنت خلالها داغر وفريق العمل بأن العطاء استمرارية وأن الإنسانية رسالة، فأرادوا لتيليتون سطوح بيروت أن يكون جسر عبور بين أصحاب الأيادي البيضاء والناس التي فقدت نوافذ الأمل في عتمة الحياة… وهكذا كان.
وكما في كلّ عام كان الحب أكبر من الأزمات والعطاء أكبر من الوجع، وكسبت جمعية سطوح بيروت الرهان مرة جديدة، في الحدث الإنساني الأبرز، واستطاعت على مدى أكثر من ثماني ساعات مباشرة على الهواء، أن تخرج منتصرة بدعوات كل بيت كان لها من محبته نصيب، وبقلوبٍ بيضاء لا تعترف بالاستسلام، وبأيادٍ مستعدة كما كانت دائماً لتمسح الدمعة وترسم حكاية حب لا تنتهي.
وكانت لافتة روح العطاء في تيليتون هذا العام، والتضامن والالتفاف الإنساني، مع مشاركة لافتة للأطفال الذين كسروا “القجة” وتخلوا عن مدخراتهم المالية القليلة من أجل مساعدة العائلات المحتاجة، بالإضافة إلى التبرعات العينية من حصص غذائية، وأغراض منزلية وطبية، وهدايا، وخدمات صحية من جلسات علاج فيزيائي وعلاج أسنان. وتصدّر هاشتاغ #تيليتون_سطوح_بيروت وهاشتاغ #كرمال_كلنا_نعيد مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تفاعلٍ كبير في الداخل والانتشار اللبناني.
وقد كانت بيروت حاضرة بقوة في استديو تيليتون سطوح بيروت، في رسالة حب ووفاء للمدينة المنكوبة، وأوجاع أهلها. حيث ترافق التيليتون منذ بدايته مع الرسم المباشر للوحة معبرة بريشة الفنانة جيزيل طايع غنمي، مجسدةً فيها بيروت الأمل، كما كانت العاصمة الجريحة حاضرة في الديكور الذي نفذه الفنان روي أبو عبده، تماماً كما كانت حاضرة في مقدمة داغر التي أكدت أن “بيروت هذه المدينة الحلم التي حملتها بقلبي وكنت أحلم يوماً ما أن أنفذ عملاً يحمل اسمها، وفعلت ذلك في أول برنامج إذاعي لي (من قلب بيروت) وأول برنامج تلفزيوني لي (ع سطوح بيروت) واليوم أفعل ذلك عبر هذه الجمعية”.
وأضافت داغر: “كان يسألني البعض لماذا، (انت مش بنت بيروت)، كنت أقول لهم هكذا علمني والدي، وهذا ما لمسته من حكايا أمي. بيروت التي تشبه كل اللبنانيين من كل الطوائف من مختلف البيئات، تشبه الذين ماتوا والذين غادروا والذين لا يزالون على قيد الحياة، وأخذت معها صديقتي هلا طيّاح اللي رسمت خريطة لبنان ورحلت، وأذكرها جيداً في أول مهرجان طاقة اغترابية كيف كانت توزع خريطة لبنان على الحضور وتقول لنا: (خلوه حد قلبكن)”.
وختمت داغر: “ما قبل الانفجار ليس كما بعده، كورونا والضحايا، والجرحى، والأزمة الاقتصادية، وحتى الصوت المدوّي الذي بات رفيق يومياتنا، ومشاهد الدمار والوجع، والمشردين، والأطفال الذين حملوا رفيقهم على الأكف، كلها سترافقنا إلى الأبد… لكن رغم كل ذلك بيروت التي دمرت بالزلازل، وأولادها أطلقوا النار على بعضهم البعض، والتي لا نعرف بعد من فجرها ومن أراد تفجير الوطن بأكمله، سوف تقف من جديد بهمة اللبنانيين أنفسهم الذين لا يوفرون فرصة للوقوف إلى جانب بعضهم البعض، لأنهم يعلمون جيداً أن هذا البلد نعمتنا ونقمتنا بنفس الوقت، ولأن إصرارنا على الحياة أكبر من كل التحديات، ولذلك كلنا أمل أن نترك بصمة في هذه الحياة، بصمة إنسانية تشبه بجمالها بيروت”.
وتداور على دعم الإنسانية في الاستديو وتلقي اتصالات المتبرعين، وجوه سياسية واجتماعية وفنية وإعلامية، سنذكرها حسب مرورها في فقرات التيليتون: الشاعر نزار فرنسيس، الفنان نادر خوري، صاحب موقع VDL الإعلامي جورج غرة، الإعلاميين: جورج عقل، هلا المر، إيلي حوشان، نورا خوري، راشيل كرم، والصحافي رامي نعيم. الصحافية حنان مرهج، الإعلامية غدي فرنسيس، الرياضي المحترف سيلفيو شيحا، رجل الأعمال جان كاود غصن، المحامية جويل شكر، الإعلامية هدى شديد. نائبة رئيس التيار للشؤون الإدارية مارتين نجم، الفنانة غيتا حرب، الإعلاميات: كارين سلامة، ريميال نعمة، يمنى شري، الصحافي غسان جواد، الـ INFLUENCER غنى غندور، والنائب طارق المرعبي. الوزير السابق غسان حاصباني، وزير الصناعة عماد حب الله، النائب إدي معلوف، المديرة التنفيذية لمينتور العربية ثريا اسماعيل، رئيس بلدية رحبة عكار فادي بربر، والوزيرة السابقة ندى بستاني. الإعلامية نبيلة عواد، رئيس بلدية بلاط عبدو عتيّق، الممثلة فيفيان أنطونيوس، المهندسة هنادي حداد، الـ Blogger فريد حبيش، النائب سيمون أبي راميا، والفنان الكوميدي جاد بو كرم. مدير عام Statistics Lebanon ربيع الهبر، السيدة روزان الشاعر، الإعلامي الدكتور جمال فياض، النائب جورج عقيص، الوزير السابق فادي جريصاتي، الإعلامية ريمي درباس، مسؤول لجنة الانتشار في التيار الوطني الحر إيلي حنا وسيدة الأعمال جوانا فرح.
كما استقبلت داغر في الاستديو عدد من الضيوف الداعمين لتيليتون سطوح بيروت، منهم الأب زياد حداد، الدكتور أنطوان معلوف، الممرضة باميلا زينون، الممثلة فيفيان أنطونيوس، الدكتور طارق صادق، الفنانة غرايس أشقر، والمغوار المتقاعد مارون يمين. ورافق التيليتون أناشيد الميلاد بصوت نادر خوري وغيتا حرب، ورافقهما على البيانو الفنان جورج عودة.
وتخلّل التيليتون مداخلات داعمة لجهود الجمعية عبر سكايب، من الخبير الاقتصادي الدكتور حسن خليل، منسق كولكو كندا في التيار الوطني الحر فواز بدور، رجل الأعمال شارلي حنا، الدكتور روي مطران والمحامي جوزيف بولس.
وختمت داغر التيليتون بالتوجه بالشكر إلى كل من مدّ اليد لمساعدة العائلات المحتاجة في زمن الميلاد والمحبة، شاكرةً عطاءات أهل الخير التي لم تخذل يوماً جمعية سطوح بيروت للعام الثامن على التوالي، وعلى وجه الخصوص الانتشار اللبناني الذي كان حاضراً بقوّةِ محبته وتضامنه وتكاتف لجمع المساعدات من كل أقطار العالم كما في كل استحقاق إنساني.