تعرفوا على الطبيب المكرّم الذي دخل في غيبوبة بسبب كورونا
لمناسبة اليوم الرجل اللبناني، وفي لفتة مميزة في خضم مكافحتنا لانتشار فيروس كورونا، قررت الإعلامية ليليان أندراوس تكريس التكريم هذا العالم لرجال الصحة والأعمال الخيرية.
فبعد الرئيس كميل شمعون والعالم حسن كامل الصباح والأخوين فليقل والمحامي وديع الديماني أول نقيب والموسيقار ادورا بندلي والمغترب المهندس خوسيه العبد من المكسيك والمغترب رجل الأعمال ميشال عاقوري من السويد وجامعة هايكازيان، برعاية السيد وزير الثقافة عباس علي مرتضى، أُقميت “أريحية الرجل اللبناني 2020” هذه السنة وبسبب فيروس كورونا، عبر تطبيق ZOOM.
حضر الفعالية، ممثِلا السيد الوزير، مدير عام مديرية الآثار المهندس الدكتور سركيس خوري، الذي نقل تحيات السيد الوزير عباس علي مرتضى وأعرب عن سعادته في تكريم الرجل اللبناني وبالجهد الذي تقوم به الإعلامية ليليان أندراوس وألقى السلام على المكَّرمين فردًا فردًا، واستهل الكلام قائلاً أن بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان من كورونا، إلى اقتصادية وسياسية، سؤال يطرح نفسه: لماذا وزارة الثقافة ترعى احتفالية تكريم أعلام في مجال الطب وليست وزارة الصحة والجواب وبكل بساطة يعتمد على أنّ لبنان ومنذ زمن على اقتصاد المعرفة وهو غني بالموارد البشرية ويلعب دورًا ثقافيًا من خلال أبناء الوطن المقيم والمنتشر في العالم وهذه الدولة الصغيرة غنية، لديها تطلعات كبيرة وليس كما يقال عنها بأنها ضعيفة، وعلى حكومتنا أن تهتم بالثقافة لأننا أقوياء كما في الزراعة والصناعة، إذا أمَلُنا بالطاقة البشرية وخصوصا المغتربين كالأطباء، كما هنأ الدكتور ساسين على سلامته وحيّا روح الدكتور نبيل شرابية الذي توفي بسبب الكورونا في ايطاليا وهو أخ لزميل في وزارة الثقافة، وقال: “علينا أن نتعلم من التاريخ لأن التاريخ يعيد نفسه ولبنان تعرض ويتعرض وكما تخطى الأزمات سيتخطاها تعليقًا على السيد إميل عيسى الخوري وختم كلمته بالمباركة والتوفيق وركّز على أن ابواب وزارة الثقافة مفتوحة للجميع.
مكرمون سنة ٢٠٢٠
– الأكاديمي محمد كزما:
أول ممرض وأكاديمي في لبنان. ولد سنة 1926 وما زال على قيد الحياة ولكنه لم يتكمن من الحضور لأسباب صحية. تسلّمت الأريحية الدكتور سوزان عز الدين، عميد كلية التمريض في جامعة المقاصد التي تحدثت عن غبطة السيد محمد كزما حين تلقى الخبر وقال إنّه لم يتوقع التكريم يومًا وشكرت الدكتور عزالدين المعنيين على هذه الخطوة المشجعة والمحفزة، كما عرّفت عن المكرَّم الذي هو أول ممرض عمل في مهنة التمريض النفسي في ما كانت تسمى العصفورية عام 1947 وتابع دراسته وتخرج عام 1951 وبعدها سافر إلى إنكلترا للتخصص في تدريس التمريض النفسي وهو الأصعب في المهنة. حصل على دبلوم وعمل في مستشفيات انكلترا وتَعتبر الدكتور سوزان عز الدين ان اختيار كزما للتمريص اختيار جريء لأن في الماضي كانت النظرة الاجتماعية سلبية تجاه هذه المهنة. وبعد انجلترا، عاد إلى لبنان عام 1965 وبدأ بالتعليم. وأضافت الدكتور عزالدين أنّ السيد كزما سميّ من قادة التمريض، فهو عضو في اللجنة التاسيسية لنقابة الممرضات والممرضين عام 1967 وناضل في الدفاع والحفاظ على حقوق الممرضين، كذلك عددت مهاماته التي كان مسؤولاً عنها الطب الشرعي النفسي، كلية كفرفالوس الذي اسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1984. وبعد اقفالها بسبب الاحداث، درَّس في جامعة المقاصد لغاية الثمانين من عمره. وتنهي العميدة سوزان عز الدين كلامها بأن الطلاب والأساتذة الذين عرّفوا الأكاديمي محمد كزما هم محظوظون لأنه علّمهم شغف المهنة وكان بمثابة أب لهم، هو الذي لم يتأهل أبدًا.
– المؤرخ إبراهيم نعوم كنعان.
ولد عام 1887 وتوفي عام 1984 عن عمر 29 سنة. كان مديرًا عامًا لجمعيات خيرية في متصرفية جبل لبنان. تسلّم الأريحية حفيده السيد إميل عيسى الخوري الذي شكر الإعلامية ليليان أندراوس على هذا التكريم الغير متوقع وتحدث بفخر عن جده وعن خدماته التطوعية والذي عرّض نفسه لحبل المشنقة أيام المجاعة الكبرى عام 1916 حين كان لبنان تحت نيري العثماني والحلفاء وكان يحمل في الليل أكياس الطحين ويوزعها على المحتاجين في القرى. كما ذكر ان جده هو الوحيد من وثق بالصور هذه الحقبة التي التقطها بكاميرته سرًا. ويضيف السيد أميل عيس الخوري أن في ذكرى المئوية للمجاعة قدّموا ارثه في الجامعة اليسوعية وعلق علينا ان نتعلم من التاريخ فلا أحد يحب لبنان والخلاص فقط بيد اولاده، كما تمنى على وزارتي التربية والثقافة ان يحافظوا على هذا الإرث لأنه ذاكرة وطن.
– المكرم الثالث الدكتور أنطوان ساسين:
حائز على دبلوم في الطب عام 1986 ودبلوم في جراحة المسالك البولية في بروكسل عام 1993.
الزمالة في الولايات المتحدة الأمريكية. رئيس خدمة المسالك البولية.. رئيس خدمة القطب الحشوي في Chirec SAR . صاحب أكثر من 75 منشورة علمية عديدة للأعمال والعروض التقديمية في المؤتمرات الدولية، مشرف على جائزة MSD العلمية لأبحاث سرطان البروستاتا ومكرّس لتطوير الجراحة الروبوتية والجراحة الباطنية المتقدمة. أُصيب الدكتور أنطوان ساسين بفيروس كورونا ودخل في غيبوبة مدة شهر ونصف. من بلجيكا شكر الدكتور ساسين هذه اللفتة كما شكر كل من وقف إلى جانبه خلال أزمته واصابته بالكورونا والى كل من صلى له من كل أنحاء العالم قال الدكتور أنه كان يحمل رقم 1، أول اصابة وسريره رقم 1 في بروكسيل، كما أصيب مع زميل له وممرض من طبيب لم يكن يعرف بمرضه. كل محاولات زملائه الأطباء والأدوية التي أُعطيت له، حتى الدواء الذي استُقطب من أميركا بطلبٍ من الدولة البلجيكية لم يعطِ نتائجَ إيجابية ويعترف الدكتور أنطوان ساسين وبكل فخر، أن المعجزة الإلهية وحدها هي التي أعادته إلى الحياة. ويذكر أيضًا أن عينيه اغرورقت بالدموع حين فتحها ورأى الأهل الأحباء من حواليه بعد الغيبوبة .
– المكرم الرابع البروفسور حسين جلوس:
استاذ جراحة الكلية والمسالك البولية في جامعة بافيا ايطاليا ورئيس قسم جراحة الكلية والمسالك البولية في مستشفيات بافيا ايطاليا ورئيس الجمعية الثقافية الإجتماعية اللبنانية ايطاليا وعضو في عدة جمعيات علمية ايطالية وأوروبية. مؤلف عدة كتب بالايطالية في جراحة الكلية والمسالك البولية. له العديد من المنشورات العلمية من ايطاليا. تمنى البروفيسور جلوس السلامة للدكتور ساسين وشكر الإعلامية ليليان أندراوس على اللفتة المميزة وأراد التركيز على اللبناني المغترب وإنجازاته على جميع المستويات والاختصاصات الفكرية الطبية الثقافية الفنية والسياسية في كل أقطار العالم وأضاف أن اللبناني أينما تواجد، يصل إلى أهم المراكز بشطارته والتزامه معتمدًا على جذوره وباسم لبنان في أي مجتمع وهو قائد وقدير وناجح ليس لأنه “مهضوم” وجميل ويتكلم عدة لغات بل لأنه مثابر ويخدم المجتمع حيث يعيش باسم لبنان وتمنى المضي قدمًا والمثابرة في تحقيق الرسالة وختم الدكتور حسين جلوس بتوجيه الشكر إلى زوجته وأولاده الذين ساندوه في هذه المرحلة الصعبة وكل المراحل.
تخللّت الاحتفالية كلمة الدكتور صلاح عصفور ليؤكد على أهمية المساواة بين الرجل والمرأة والتكامل فيما بينهما وعلى كيفية تربية الصبي ليواجه الحياة باتزان نفسي من دون أعباء. وأيضًا مداخلة البروفسور جيروم تيلانسيخ مبتكر يوم الرجل العالمي الذي هنأ المكرمين وجميع الأطباء والممرضين والمسعفين والباحثين في المختبرات متمنيًا أن يجدوا علاجاً للكورونا.
في النهاية، قدّم الأريحية وعن بعد، مدير عام مديرية الآثار ممثلاً وزير الثقافة الدكتور المهندس سركيس خوري، وشارك في الفعالية، الفنانة التشكيلية باسكال مسعود والمعالجة النفسية كارولينا طبال والآنسة أروى عصفور وسيلفانا اندراوس.
تجدر الإشارة إلى أن يوم الرجل اللبناني في 8 حزيران الذي أطلقته الإعلامية ليليان أندراوس عام 2017، أطلقت معه “اريحية الرجل اللبناني والعربي” التي تكرّم من خلالها رجال اعلام من لبنان والاغتراب. نفذت ZOOM شركة CGR CREATIVITY.