رأي خاص باتريسيا هاشم- دانييلا رحمة ورحلة موفّقة الى النجومية
باتريسيا هاشم: كالتلميذ المهووس بالمعرفة تدرجت دانييلا رحمة في التمثيل من صف الى صف ومن مادة الى مادة وأبت إلا أن يكون تحصيلها العلمي مثالياً. فلم تقبل بأي علامات أو شهادات انما تفوقت برتبة ممتاز جداً.
لم تتكل على جمالها ودلالها وكاريزمتها وحب الجمهور لها حتى قبل ان تقرر ان تختبر نفسها امام كاميرات اهم مخرجي الوطن العربي، انما اجتهدت، غامرت، شقت حتى تعلمت كيف تغير جلدها وهويتها فليس سهلاً ابداً على شابة عاشت في استراليا وجُبِلت في تربة الغرب فانصهرت في بيئته وحياته المختلفة، ان تتحول امام عدسات مصوري “اولاد آدم” الى شابة عربية ولدت على أرصفة الفقر والعوز وفي الكباريهات الشعبية، حتى لو كانت تودع في المسلسل آخر أحرف الابجدية بالاجنبية إلا أنها ابدعت في أداء دور مايا وكانها ولدَت من رحم الحياة ممثلة.
كثيرات من جميلات لبنان خضن تجربة التمثيل مؤخراً، حتى انهن لعبن ادوار بطولة في مسلسلات خيطت خصيصاً على مقاسهن…. حاولن جاهداً كسب ثقة الجمهورور إلا انهن اخفقن بعد ان تعلمن ان النجومية ليست بجمع ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي وليست بجمع الصحافيين على موائد الاحتفالات وليست بخبر يرسل مع كل نفَسٍ للنشر والتوزيع… انما النجومية تكمن فقط بعبارة “برافو” يقولها المشاهد العادي والناقد المتمرّس على حدّ سواء في نفس الوقت وبنفس القوة والحماس… النجومية تفرض نفسها ولا تنتظر إذناً من أحد وهي لا تشترى ولا تباع ولا تحتاج الى واسطة ولا الى وسيط. وهذا العام وبعد كل ما خاضته من تجارب ومحاولات في السنوات الماضية، يمكن اعتبار دانييلا رحمة جاهزة للنجومية ولكن النجومية الحقيقية التي لا تخفت ولا تستكين.
وأكثر ما يميز دانييلا رحمة هو تواضعها، هذه الميزة التي نفتقدها في فناني اليوم ، لم تسكر بالشهرة حتى لو “زهزهت” فهي تستعيد وعيها على الفور وتعود الى رشدها و”تشمّر عن زنودها” من اجل الدور المقبل ولا تبقى قابعة هناك في قِمم الوهم فسرعان ما تعود الى واقع النجاح تنعم وتتلذذ به ولكنها لا تبالغ في اساءة استخدامه وتبقيه هدفاً صعباً نصب عينيها وليس تحصيلا حاصلاً.
مبروك على دانييلا رحمة نجاح دور مايا الذي كرسها نجمة درامية تستحق لقبها، على امل ان تحسن الاختيار في كل مرة وان تستمر في حبها للتمثيل وعشقها للشخصيات والادوار وليس استغلال التمثيل بهدف الشهرة فقط كما تفعل بعض المتطفلات على المهنة.