باتريسيا هاشم: كارمن لبّس ممثلة متمردة في زمن غبي
باتريسيا هاشم: منذ أسابيع احتفلت الممثلة المخضرمة كارمن لبس بعيد ميلادها الـ57، إلا ان تقدمها في السن لم يمنعها من أن تجدد رفضها للأدوار التمثيلية المحصورة بعمر الخمسين أي أدوار الأم، وقالت حينها “وقت اللي بعرف إنو فيّ كون امرأة عاشقة، متوحّدة، مغامرة، بتلعب مصارعة، خاينة، موسيقيّة، خوتة… وحدة من النساء اللواتي نراهن كل يوم في واقعنا وقصصن غنيّة كتير ويشكلن مادّة درامية دسمة”.
كارمن سبق وأبدعت في “ابنة المعلم”، “الشحرورة”، “سرايا عابدين”، “الإخوة”، “سنعود بعد قليل”، كاراميل” والعشرات من الأعمال التي تألقت بها في مختلف أنواع الفن، فكان منها المسلسلات والافلام، إضافة إلى قائمة من الأعمال المسرحية.
ها هي تطل في شهر رمضان المبارك بثلاثة أعمال درامية وهي “بالقلب”، “هوس”، “مقابلة مع الـسيد آدم”، كما كان من المتوقع ان تشارك بعمل رابع في شهر الصوم في مسلسل “2020” إلا انه جُمّد بسبب فيروس كورونا وبالتالي خرج من المنافسة الرمضانية.
ومع تميز بطلة “ابنة المعلم” في كل الأدوار التي سبق وقدمتها حيث تركت بصمتها الباهرة في كل الشخصيات التي لعبتها، كنا نتمنى من شركات الإنتاج أن تخصص عملاً درامياً ذات فكرة مختلفة خاصة بـ كارمن لتخرجها من “ثوب الأم” وتستطيع من خلالها ان تفجر مواهبها الدرامية الإبداعية لأن لا زال بداخل هذه الممثلة اللبنانية القديرة الكثير لتقدمه قبل ان ترتدي عباءة الأمومة ولا تخلعها عنها ابداً.
في الغرب الموضوع مختلف… ترسم الأدوار وتخاط الشخصيات لتلائم نجمات في سن كارمن لبس لأن المنتجين الأجانب يقدرون خبرة هؤلاء عبر السنين ويتلمسون منهن ابداعاً وتفوقاً كلما تقدمن في الخبرة لا في السنّ…
ولو ان دور الأم دور مقدس بكل ابعاده المجتمعية والدرامية، إلا أنه من المبكر جداً “قولبة” كارمن لبس وحشرها في زاوية الأمومة التي وان كانت تليق بها اصلاً في اي مكان وزمان ولكن يفقتد منتجو وطننا العربي الى عين ابداعية ورؤى انتاجية تقدمية ليروا في لبّس اكثر من دور الأم أو دور مساعد لا نقبل ان نعتبره ثانوياً…
المنتج صادق الصباح سارع الى تبني تاريخ نجمات مصر من الزمن الجميل، نجمات الماضي القريب وليس البعيد تماماً وانتج لـ ناديا الجندي، نبيلة عبيد، سميحة أيوب وهالة فاخر مسلسلاً ذو انتاج يليق بمسيرتهن… ولو ان المسلسل تعثر ووقع وارتطم بفراغ المضمون، الا انه يبقى انتاجاً كبيراً يليق باسمهن يمكن اعتباره تكريماً كريماً لهن…
من هنا ايضاً، لا بد من ان يتحلى المنتجون بالكثير من الرؤية والحكمة والتقدير لنجمات يترنحن بين شباب ونضج الدراما فيوكلون اليهن ما يليق بنجوميتهن وليس بسنهن…
استعينوا بكتّاب مبدعين لا يخيطون قصصهم على مقاس خصر نجمات السوشال ميديا وجميلاته….استعينوا بمن يملك مضموناً يليق بكم الخبرة وليس بكم عمليات التجميل….استعينوا بمن يقدر التجاعيد ويفيها حقها وإلا سنستمر بتقديم اعمال باتت تقع وتتهاوى بسبب ضعف وعدم كفاءة حامليها…
كارمن لبس نجمة درامية لبنانية عربية قديرة لا تحتاج الى من يعطيها من المنتجين فرصة لتبقى نجمة صف اول….بل تحتاج ادوار تليق بفنها الكبير لتعطي هي فرصة للمنتجين ليستمروا في الصف الاول.