رأي خاص – أدهم نابلسي دخل الى (هيك منغني) فناناً وخرج منه نجماً… وهل تفوّق على حسين الديك؟
لم تكن حلقة الامس من برنامج “هيك منغنّي” الذي تقدمه النجمة مايا دياب على شاشة mtv عادية . ورغم ان الموسم الرابع يتعرّض لأكبر هجوم اعلامي عليه تارة بحجة انه لم يعد يستقطب المشاهدين كونهم منقسمين بين البرنامج الاول على الشاشات اللبنانية “غنيلي تغنيلك” الذي يقدّمه الفنان علي الديك والذي يعرض على قناة “الجديد” وبين برنامج “شكلك مش غريب” الذي يضمّ الديفا هيفا وهبي بين اعضاء لجنة تحكيمه، وتارة لأنه لم يعد يستقطب النجوم الذين سبقوا وحلّوا ضيوفاً عليه.
الا ان حلقة الامس كانت الردّ المباشر على جميع هؤلاء حيث تأكّد للجميع ان نجاح برنامج “هيك منغنّي” هو نفسه، الا انه كما دائماً مرتبط بشكل وثيق بضيوفه، لأن البرنامج يقتصر على نجمين فقط وبالتالي ان لم يعجبا المشاهدين سيضطر هؤلاء الى تغيير المحطة .وهذه اصلاً هي حال جميع البرامج على كافة الشاشات العربية. و يُعتبر ان البرنامج قد سقط فعلاً حين يستضيف اهمّ النجوم ولا يشاهده احد. وهذه ليست الحال في برنامج”هيك منغني” والدليل على ذلك ان الجمهور بالامس لم يكن وفياً لعلي الديك ولم يشاهد حلقته كاملة، لأنه كان منشغلاً بشقيقه حسين الديك في برنامج “هيك منغنّي” .وحسين الديك المرشح هذا العام لجائزة “الموركس دور” والذي سيحصل عليها، سرق متابعي شقيقه الذين استمتعوا بالامس بحلقة نارية كانت مزيجاً استثنائياً من الرومنسي والشعبي، بحيث حلّ نجم برنامج “اكس فاكتور” أدهم نابلسي ضيفاً ثانياً على مايا دياب، فدخل الى برنامج “هيك منغنّي” خرّيج برنامج للهواة وخرج منه نجماً….
عندما تابعنا “برومو” حلقة الامس من برنامج “هيك منغني”، اعتقدنا ان مايا ربما استضافت ادهم نابلسي في هذه الحلقة لأن اي فنان آخر ربما تخوّف من مواجهة حسين الديك في الحلقة، كون الاخير “يبتلع” كل من يقف امامه، ليس لأن ما يقدمه من فنّ قيّم أكثر بل على العكس، ولكن لأن طبيعة شخصيته وطريقة ادائه ونوعية اغنياته تفرض عصباً غير اعتيادياً وقوة حضور على المسرح قد تُربك اي نجم آخر في مواجهته، فكان ربما أدهم نابلسي هو الضحية كونه فناناً هاوياً وليس لديه بعد ما يخسره، ويكون البرنامج قد اعطاه فرصة عمره في الظهور في واحد من اهم البرامج الفنية على شاشة “ام تي في” ، الا ان الرياح اتت كما لم تشتهِ السفن ، واستطاع هذا الشاب الوسيم ان يسرق كل الوهج وكل الاضواء وكل الاعجاب وكل التنهدات وكل الذهول وكل الصدمة لدى جمهور عبّر بالامس على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعجاب منقطع النظير بأدهم، وما كان صادماً بالفعل ان الاكثرية لم يتعرفوا على ادهم واعتقدوه موهبة جديدة ولم يتذكروا حتى مشاركته في برنامج “اكس فاكتور ” الموسم الاول، ما يعني ان حلقة “هيك منغني” بالامس كانت بالفعل بدايته الفعلية ، وانا اجزم ان ادهم نابلسي بعد “هيك منغني” ليس نفسه أدهم قبله ، لذا على هذا الشاب الموهوب جداً والمبدع رغم صغر سنه وخبرته، ان يُكثر من اطلالاته التلفزيونية لكي يعرّف كل الجمهور اللبناني والعربي عليه، لأن هذه الموهبة ربما لن تتكرر قريباً في الوطن العربي ، وهو يملك صوتاً نادراً عابر للقلوب والنفوس وهو ممتلىء احساساً فظيعاً يخدّر كل حواسك وانت تستمع اليه، الا ان هذه الموهبة تحتاج الى راعٍ فنّان يقدّر هذه الموهبة ويتبنّاها ويضع ادهم حيث يجب ان يكون، فنشهد على ولادة نجم كبير في الوطن العربي ينضم الى صفوف نجوم الصف الاول.
وبالعودة الى الحلقة وبالرغم من ان حسين الديك احدث عاصفة وانفجاراً بشرياً في استوديو برنامج”هيك منغني”، وبالرغم من حنكته وخبرته وقدرته على اشعال الجمهور والمشاهدين، لان اغنياته ولونه الغنائي هما المفضّلين عند أكبر شريحة من اللبنانيين، الا ان ادهم نابلسي استطاع برومنسيته النادرة -واصرّ على كلمة نادرة- ان يستدرج الى احساسه وصوته وشغفه في الغناء ألوف المشاهدين الذين انقسموا بينه وبين حسين، حيث انتهت الحلقة بالتعادل الايجابي بينهما واستطاع ادهم نابلسي صاحب الاغنية الواحدة وخبرة عام واحد ان يخرج متعادلاً في النجومية مع حسين الديك، الا انه تفوق عليه على مواقع التواصل الاجتماعي حيث غصت الاخيرة بالتعليقات الايجابية الداعمة لأدهم، والتي عبرت عن فخرها واعجابها وانحيازها لهذا الصوت النادر .
حلقة “هيك منغنّي” بالامس اعادت البرنامج الى سكته الصحيحة ، شرط ان ينجح فريق الاعداد دوماً في اختيار الضيوف بالرغم من ندرة المواهب الحقيقية ، الاّ ان نجاح حلقة الامس المدّوي يحتّم عليهم مضاعفة العمل من اجل تقديم حلقة جديدة بنفس السحر والقوة .
ويبقى ان نهنىء مايا على اضافة بعد الرونق والاثارة والشغب والحياة الى الحلقات والمخرج كميل طانيوس الذي ورّط نفسه في النجاح ، عن أي ورطة نتحدث؟ تقرأون في مقال لاحق.