رأي خاص- هيفا وهبي احرجتهم فأسكتتهم وبعض الاعلام المصري في قضية حلاوة روح…شاهد ما شفشِ حاجة‎

بعد ان اطلق الاعلامي تامر امين ضمن برنامجه، تصريحات نارية لاذعة حول فيلم “حلاوة روح” من بطولة النجمة اللبنانية هيفاء وهبي،رغم اعترافه بعدم مشاهدته ناقلاً كلام الناس وتعليقاتهم قائلا:”الفيلم يحمل العري ومشاهد جنسيّة تحرك الشهوات والمشاعر الجنسية”وتابع حديثه قائلا:”رغم قول الاعلامي خالد يوسف لي ان الفيلم لا يتضمن مشاهد جنسية ومن يعتقد ذلك فهو انسان معقّد او يعيش فراغاً ما، وجاء ليشبع هذا الفراغ، الا انه والمنتج محمد سبكي مخطآن، فالفيلم واضح من دعايته التي كتب عليها انه للكبار فقط، لتكون المفاجآة ان بطلها طفل صغير. المنطق ينتحر يا جماعة ، البرومو لوحدها مصيبة، اصدقائي الذين شاهدوا الفيلم خرجوا منه “مكسوفين” واخبروني ان هيفا وهبي “جايبة من الاخر”، اثارة وعري ومصطلحات قبيحة وايحاءات “منيلة بستين نيلة” والمخرج تعمّد الاثارة والكادرات كلها “داخلة” في البنطلون متسائلاً:”لم الرقابة اصبحت “مترحرة كده”؟

وكانت تصريحات تامر قد اثارت بلبلة في الوسطين الفني والاعلامي لما تضمنتها من اتهامات قاسية ولتأثيرها المباشر على الرأي العام الذي لم يكن قد شاهد الفيلم بعد، وقبل ان يمنع من عرضه فيما بعد في كافة الصالات، بعدما كان المنتج قد استحصل على تصريح من الرقابة على المصنفات الفنية لعرضه في مصر.

لكن المفاجأة جاءت بعد مشاهدة “تامر امين” لفيلم حلاوة روح وذلك بعد دعوة المنتج محمد سبكي له حيث عاتبه الاخير على انتقاده الفيلم قبل مشاهدته، فعلق “تامر”قائلا:” الفيلم لا يتضمن مشاهد عرّي ولا مشاهد اباحية ولا دخل له بأفلام”البورنو” كما قال البعض،الا اذا كان هناك بعض الناس الذين لمجرد تواجد اسم”هيفا” في الفيلم يربطونه مباشرة بالإباحية والعري”.وتابع تامر حديثه قائلاً:”وجود هيفا زاد من الحالة والتداعيات”.واضاف:”قصة الفيلم تنقل الواقع المصري ببشاعته وما اعطى انطباعاً لدى الناس بانه يتضمن العري، يعود للرجال الذين يلاحقون”روح”اي هيفا لإغتصابها من جهة، ومن جهة أخرى وجود الطفل الصغير الذي يمثل دور البطل في الفيلم والذي يسترق النظر على جسد هيفا ويصنع الحشيشة .فمن الطبيعي ان يعارض مجلس الامومة والطفل على هذا الامر”.وختم كلامه قائلا:”الفيلم يحمل حالة “هياج” واستثارة واغراء لكنه بعيد عن العري والإباحية”،موجّهاً التهمة الى المجلس الاعلى للثقافة والرقابة التي وافقت على اعطاء الرخصة على كل مشاهد الفيلم ومن بعدها اوقفته،مستشهدا بكلامه على الاوراق المصدقة من قبلها على كل المشاهد بدءا من البرومو الى مشاهد تجسّس الطفل وصولا الى مشهد الاغتصاب قائلا:” العتب واللوم والخطأ الاول والاخير يقع علي الرقابة التي لم تقم بدورها كما يجب منذ البداية وليس على المخرج او المنتج او الكاتب او الممثلين.”

اذا احد ابرز اعلاميي مصر لعن “الفيلم وابو الفيلم” قبل ان يشاهده واعتمد على آراء اصدقائه الذين شاهدوه ليبني عليها نقداً اعلامياً بهذه القسوة وهذه المبالغة . وان كان هذا الاعلامي، المُؤتمن على المُشاهد المصري وعلى فكره وعقله، يعتمد هذه الطريقة في كل مرة يبدي رأيه فيها بأمور حياتية واجتماعية وانسانية وسياسية وفنية معينة ، فعلى المشاهد وعلى الاعلام السلام …

تامر أمين مثال صارخ على بعض “الافتراء” الاعلامي الواقع اليوم ليس فقط في مصر انما في كل الدول العربية مع احترامنا الكامل للاقلام النظيفة والمحترمة والمنزهة عن اي عيب ، وبعض اعلامنا العربي للأسف يتحول مؤخراً اما الى منبر لتصفية الحسابات، اما لحياكة المؤامرات والاكاذيب المُضلّلة اما للابتزاز. اعلام غير مسؤول لا يقدّر بالظبط مكانته ودوره وتأثيره على الراي العام ، اعلام يقول “أي شيء” في “اي وقت” ، بعيداً كل البعد عن حسّ المسؤولية الذي يجب ان يتحلى به الاعلامي النظيف والمهني والمحترف. وتامر أمين لم يكن الاعلامي الوحيد الذي تحامل على الفيلم وهشّمه وفتح النار عليه قبل ان يشاهده ، فمعظم من هم في الوسطين الاعلامي والفني في مصر خرجوا الى الاعلام يتبجحون ويصرحون امام الكاميرات حيث نصّبوا انفسهم اولياء على الشعب المصري قبل ان يشاهدوا الفيلم، ولم يضعوا نصب عينيهم سوى اللبنانية هيفا وهبي، تارة لعنوا اصلها وفصلها ومجتمعها وبيئتها وبلدها لبنان الذي يصدّر العري والفسق، وتارة لعنوا جمالها وسحرها وجماهيريتها وشهرتها بسبب غيرتهم منها، ولكن في كلتا الحالتين هم لعنوا في المقام الأول بعض الاعلام المصري الذي يراشق الناس بالحجارة وبيته من الزجاج.

فهيفا وهبي لم تمثل دور فتاة لبنانية في بيئة لبنانية، بل نقلت واقع الشارع المصري وفظاعة ما يحدث فيه وهي ابدعت في لعب الدور بشفافية وصدق كبيرين وهذا ما كتبه لها علي الجندي المصري  والذي انتجه المنتج محمد السبكي المصري وشاركها فيه ممثلون مصريون، وتناسيتم انكم انتم من صدّر هذه الافلام وأفظع منها الى كافة الدول العربية التي عاشت تحت سطوة افلام العري والرقص والاغتصاب والجنس والعنف والمخدرات، فهل نطلق النار على كل المنتجين والمخرجين والممثلين المصريين الذي شاركوا فيها ؟ ام نسلّم جدلاً ان هذه “سينما” وهي تعتمد اولاً وآخراً على الخيال والمبالغة في تظهير واقع ما ورسمه درامياً احياناً وأحياناً أخرى معالجته بشكل كاريكاتوري من اجل جذب المشاهد وتحفيزه على زيارة صالات السينما ومشاهدة الفيلم؟  والسينما تختلف عن الدراما او المسلسلات التلفزيونية، فيحق للاولى ما لا يحقّ للثانية، انطلاقاً من مبدأ ان الدراما لا تستأذن المشاهد وهي تدخل بيته عنوة اما السينما فهو يذهب اليها بملء ارادته .

تامر امين كان المثال الصارخ عن الافتراء الذي لحق بفيلم “حلاوة روح” وبالنجمة اللبنانية هيفا وهبي وعن الحرب المنظمة التي شنّت عليها في مصر وتراجعه عن اتهاماته ايضاً مثال صارخ عن ان الحق “ملك” وهو كالشمس لا يمكن ان تحجبها غيوم الاحقاد والغيرة والعنصرية.

وان كانت بعض الشعوب والمجتمعات تعيش ازدواجية بين حقيقة ما تمارس وحقيقة ما تدّعي وهي ترفض واقعها وتخجل به، فيجب الاّ تُحمّل ممثلة ابدعت في تجسيد دورها ذنب ما يحصل فيها، فيمكنكم ان تحطّموا كل يوم كل مرآة تعكس قباحة واقعكم ولكن هذا لن يغيّر او يبدّل في حقيقة انه قبيح…

شاهدوا الفيديو

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com