تغطية خاصة – كلوديا مارشليان: وجود الدراما اللبنانية اليوم عربياً يقتصر على ما أقوم انا به… والرقابة تتصرف بغباء

استقبل الاعلامي القدير زاهي وهبة ضمن برنامجه “بيت القصيد” الذي يعرض على قناة الميادين الكاتبة الدرامية والممثلة كلوديا مارشليان التي اكدت في بداية اللقاء ان الكتابة الدرامية مختلفة عن كتابة الشعر لانها تستمد مواضيعها من واقع الحياة وتتماشى مع نبض الشارع واكدت كلوديا انها تعتبر الكتابة مهنتها ولا تخجل من الاعتراف بذلك تماماً كما لم تخجل من القول ان التمثيل كان مهنتها كاشفة انها تكتب من نفسها للناس ولا تدّعي انها تكتب لنفسها وما لا يصل للناس لا ينجح.

واشارت كلوديا ان الصعوبة في الكتابية الدرامية تكمن في التنقل بين الشخصيات واختيار العبارات التي تعني كل شخصية فلا تتشابه وتشبه كاتبها.

وأضافت:”كل شخصية اكتبها اصدّقها وهذا امر صعب، الدور “يأكل” من نفسي ومن يومياتي وتجد نفسك تكتشف الحياة وتعيش مع كل انواع الناس في مخيلتك. وانا اغوص في شخصياتي وانظر عن قرب وبفضول الى قضاياهم في الحياة الحقيقية، وفي مهنتي يجب ان تراقب الناس وهذا عنصر اساسي”.

واعتبرت كلوديا ان النص التلفزيوني في لبنان تطوّر ولكن ينقصنا المزيد ، مؤكدة اننا لا نزال في البداية “اذا مش تحت الصفر”. ورداً على سؤال كيف تصنّف الدراما اللبنانية في الستينيات، قالت:” كانت جيدة واعتبرها مجرّد اثبات وجود لا غير، ولا اعتبرها تجربة رائعة ونحن توقفنا سنين طويلة عن الانتاج فسبقنا الاخرون الى الدراما المصرية والسورية . وحين قررنا ان نركب القطار واجهنا صعوبات كبيرة لان الممثل اللبناني غير معروف في الدول العربية ما لم يسهل عملية التسويق في البداية “.

عن تشجيع اللبنانيين للدراما اللبنانية ،اكدت كلوديا ان الجمهور اعطى فرصة للدراما اللبنانية كما يعطي اليوم فرصة للسينما اللبنانية وهو يفضّل الدراما على برامج الحوار وبرامج الهواة، فاستطاعت الدراما تسجيل نسب مشاهدة عالية.
وعرض البرنامج لقاءً مصوراً مع الممثلة تقلا شمعون التي اعتبرت كلوديا مارشليان شخصية غنيّة تجمع تناقضات كثيرة ولديها شخصية “ثورجية” نقلتها لمهنتها بداية كممثلة ولاحقاً ككاتبة، تختار دائماً الغوص في المواضيع الشائكة فتزيل الاقنعة عن شخصياتها فتساعدها لكي تتصالح مع نفسها ولا تُصدر الاحكام عليها بل تطلب منها ان تتحدث عن وجعها وتطلب وان تقول ما في داخلها. وأضافت تقلا انها امام نصّ كلوديا تجد نفسها امام شخصيات من لحم ودم تحرك الطاقات في داخلها. واعتبرتها فخراً للبنان لانها اضافت الكثير للدراما وشكرت كلوديا على الادوار التي اعطتها اياها .

وعن الانتاج المشترك، أجابت كلوديا انها سعيدة بالخلطة اللبنانية العربية لأنه بسبب الحرب كنا متقوقعين ومنغلقين على انفسنا واليوم نكتشف الاخر مضيفة ان الاعمال المشتركة مفيدة للدراما اللبنانية ، فالتصوير يتمّ في لبنان والانتاجات تُصرف في لبنان، اما فنياً فقد اصبح ممثلونا نجوماً في الدول العربية.

وعن مستوى الممثل اللبناني ،اكدت كلوديا ان الممثل اللبناني متشابه مع المصري والسوري وهو يقاس بموهبته. وبسبب الخبرة التي اكتسبوها في السنوات الاخيرة، اصبحوا اقوى بكثير، مُنهية بالقول ان وجود الدراما اللبنانية اليوم عربياً يقتصر على ما تقوم هي به.

وعن الانتاج المحلي، أجابت كلوديا:”نحن نواجه مشكلة اساسية اليوم ان محطاتنا المحلية تدفع القليل سعر الحلقة الواحدة، فاصبح المنتج مضطراً لانتاج المسلسل بالسعر الذي يناسب ميزانية المحطة، ما شكّل تراجعاً للدراما”.

وبمداخلة مصوّرة للمخرج فادي حداد ضمن فقرة “كلام يوصل” قال حداد:” سعيد انني تعرفت على كلوديا ونحن نحضر سوياً لفيلم لبناني .هي كاتبة ذكية بطرح المواضيع واقدّر كيف تصيب الناس بمواضيعها .اهنؤها على عملها فهي تنزل الى الشارع بحثاً عن قصص حقيقية وتقابل الناس وهذا الشيء نفتقده . ووجّه حداد سؤالاً لكلوديا حول اذا ما كانت مقابل عرض مادي مغرٍ، توافق على كتابة نص لحزب او منظمة ما، يسيء الى احزاب اخرى، فأجابت كلوديا بالنفي بحجة انها تعمل على نفسها ضد الطائفية والعنصرية وهذه الامور اكبر بكتير من الاحزاب. منهية بالقول:”انا بشوف قد ما بشع يلي عم نشوفه لازم يكون اسهل علينا نرفضها.”

وعن الاسلوب الذي تتبعه، اكدت كلوديا انها ضد اللغة الخشبية بالمسلسلات وهي تحاكي الشارع بلغته. ولا نهايات سعيدة في مسلسلاتها، بل نهايات مفتوحة على كل الاحتمالات .اما المواضيع الجريئة والصادمة التي عالجتها في مسلسل”مدام كارمن”، فالهدف منها بحسب كلوديا معرفة سبب امتهانهن للدعارى والقاء الضوء على هؤلاء بدل سجنهن .

واعتبرت كلوديا ان مسلسل “روبي” هو اول انفتاح لبناني على العالم العربي ومن ساهم بذلك هو المنتج الراحل اديب خير وشركة O3 اللذين استوقفهما تناول كلوديا موضوع مسلسل”مدام كارمن ” .

واكدت كلوديا انها لم تتوقع لأي من مسلسلاتها النجاح مسبقاً، وان اسباب نجاح مسلسل “جذور” كثيرة من ابرزها مشاركة نخبة من ابرز اسماء نجوم الدراما اللبنانية من بينها رولا حمادة، تقلا شمعون، باميلا الكك، رفيق علي احمد، فادي ابراهيم ويوسف الخال والأهم ان المنتج مفيد الرفاعي كان سخياً بالانتاج.اما “روبي” فهو مقتبس عن قصة غربية، اما التفاصيل فكانت مختلفة تماماً ارتأت كلوديا ان تشبه بيئتنا اكثر. وسبب نجاح روبي برأيها يعود الى الانتاج المهم ومشاركة سيرين عبد النور التي ابدعت في اداء دورها، وهو اول عمل لبناني خرج الى العالم العربي حيث تعرّف المشاهد غير اللبناني على مجتمعنا.

اما باسم كريستو، فاعتبر ان كلوديا حالة خاصة وهي مصدر طاقة ايجابية مع انها ليست ايجابية بارائها في معظم الاحيان وهي ثائرة على المجتمع ونقدها جارح في بعض الامور وان لديها سيئة واحدة انها متطرّفة بحبّها للناس الذين تحبهم واعتبرها احد الاسباب الرئيسية للحضور اللبناني في العالم العربي وهما يحضّران معاً لفيلم سينمائي.

وعن اخر اعمالها كشفت كلوديا انه يتم حالياً تصوير مسلسل “فرصة ثانية” في دبي مع مجموعة من اهم الممثلين اللبنانيين سيعرض في شهر ايار-مايو المقبل وهو مؤلف من 120 حلقة . وتستعد لتصوير فيلماً سينمائياً مع المخرج فادي حداد يلقي الضوء على عناصر الدفاع المدني الذين -حين يتعرضون لأي اصابة- يُرمون على الطريق وفي سياق القصة عالجت كلوديا كيف ان هناك من يتطوع لينقذ الناس في لبنان وآخرون يتطوعون ليفجروا انفسهم. بالاضافة الى سيرة ذاتية للكبير الراحل وديع الصافي حيث كتبت القصة قبل وفاته وكان من المتوقع ان يلعب الصافي مشاهدا في الفيلم الا انه رحل قبل التصوير واملت كلوديا ان يجدوا ممثلاً غير معروف ولكن كفوء يؤدي الدور بأمانة وهنا تكمن المشكلة، وقالت كلوديا:” اغرتني شخصية وديع الصافي وهي شخصية عظيمة تشبه نفسها قدّمت كثيراً للبنان وهذا العمل كان تحدياً بالنسبة لي وتبنيت فقط من حياته الصوت العملاق والدور الذي لعبه في المهرجانات اللبنانية وفيلم آخر مع المخرج باسم كريستو بعنوان “بالصدفة” الذي يتحدّث عن الشارع اللبناني الذي يعيش بالصدفة وهواول فيلم من كتابتها اما فيلم “وصار انساناً” فقد توقف العمل عليه في الوقت الحالي.

ونفت كلوديا ما كتب عن لسانها انها صرّحت يوماً ان الله نجاها من كتابة سيرة الشحرورة جازمة ان كارول لعبت دورا رائعاً ولكن تمثيل دور شخصية لا تزال على قيد الحياة امر صعب جداً.

وعن مشاركتها في اعتصام جمعية “كفى” رفضاً للعنف الاسري ومطالبة بقانون يحميها. أجابت كلوديا:”مصيبة! الذي يحصل مخيف. المشكلة اننا نريد محاكمة للمجرمين وحماية المرأة من الرجل.و المشكلة تكمن في القانون الذي يحرم الأم من اولادها معتبرة ان الظلم الذي يمارس على المرأة لا يجوز”. وضم زاهي صوته الى صوت المطالبين بحقوق المرأة طالباً من كلوديا كتابة مسلسل بهذا الشأن .

وعن عودتها الى التمثيل، اكّدت كلوديا ان الكتابة سرقت كل الوقت وهي متفرغة لها حالياً.

اما من هم احبّ الممثلين على قلبها، عددت كلوديا يوسف الخال، يوسف حداد ،فادي ابراهيم ،مجدي مشموشي، تقلا شمعون رولا حمادة ،كارمن لبس، ديامان بو عبود، باميلا الكك، سيرين عبد النور، نادين الراسي، ورد الخال ونادين نسيب نجيم.

اما عن تجربتها كمديرة لأكاديمية “ستاراكاديمي” قالت كلوديا: اضاف لي كثيراً، تجربة تفيدني ككاتبة وكإنسانة ، 16 شاب وصبية اخبروني عن مشاكلهم وهي تشبه سنهم ومجتمعاتهم .كنت مهتمة بالحوار الذي يدور بيننا على الشاشة والتطور الذي حصل لهؤلاء الشباب. هناك تخمة في برامج الهواة ولكن “ستاراكاديمي” مختلف لانه اكاديمية تستقبل شباب “خام” يجتهدون ليستمروا في البرنامج.

وانهت كلوديا مقابلتها بالتصريح ان الفاشلين وقحون ويحاربون الناجحين فيشتمونهم.واضافت كلوديا:” انا لا اتوقف عند هؤلاء ولا اردّ واحترم الرأي الاخر وانا ضد الرقابة ووزارة الاعلام وهي عائق امام الابداع وهناك غباء بالتعاطي غير مسموح.”

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com