رأي خاص- رسالة مفتوحة الى الاعلامي زافين قيومجيان وتلفزيون المستقبل
رسالة الى صديقي الاعلامي زافين قيومجيان،
ان كنت تعتقد ان الحلقة الشهيرة الذي تتباهى بها اليوم والتي خدمت برنامج “عالأكيد” وأمنّت له بعض الشهرة لبنانياً وعربياً هي الحلّ لتبرئتك من اتّهام اللبنانيين لك بتخييب آمالهم فأنت مخطىء! فلا رفس شاب لوالدته على الهواء ولا اهانتها وشتمها وسبّها قد يساهمون في تمويه حقيقة انك لم تكن وفياً لجمهور”سيرة وانفتحت” وتلهيّت خلال السنوات الاخيرة بملاحقة شيك بلا رصيد من هنا ودعاوى عالقة بين اروقة المحاكم من هناك مخلّفاً وراءك “سيرة” مغلقة لا يجرؤ سواك على فتحها ومخلفاً عقولاً استنفذت “الزوّادة” الفكرية التي ساهمتَ انت في تراكماتها خلال ثلاثة عشر عاماً من البرنامج حيث حرصت ان تحولها الى بنك للمعلومات بعدما تحدثت في كل القضايا الفنية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية،الجنسية، السيكولوجية والحياتية فكان برنامج “سيرة وانفتحت” نافذة على الحقيقة وباباً على المعرفة وكنت انت صديق هموم كل اللبنانيين، حاكيتها بلغتك، تفهمتها بحكمتك وعالجتها بموضوعيتك .
وسأكرر لك ما كتبته عن تخليك عن برنامج “سيرة وانفتحت” منذ سنتين من اجل برنامج “عالأكيد”، بأن الفرق بين زافين الذي اعرفه وزافين الذي يعرفه مشاهدو برنامج “عالأكيد” 13 عاماً من الابداع والحنكة والدهاء والذكاء و13 عاماً من الخبرة في تقليب الرأي العام على الظلم واليأس والاستسلام و13 عاماً من الخبرة في محاورة اخطر وأهم الشخصيات اللبنانية والعربية وفي كافة المجالات و13 عاماً نت الخبرة في محاكاة العقل والمساهمة في تطويره وتفعيله .
من وجّه الرأي العام خلال اكثر من 13 عاماً ومن كان مبادراً الى تحفيز اللبنانيين على اكثر من قضية واكثر من رسالة واكثر من دور؟ ومن كان عموداً فقرياً في احداث الانقلابات الفكرية وتوريط الجمهور في القضايا الاجتماعية والانسانية الأهم في هذا الشرق الرازح تحت اثقال التناحرات السياسية؟ ومن كان مبادراً الى احداث صدمات ايجابية حثّت الناس على استعادة ادوارهم الانسانية بالدرجة الاولى؟ طبعاً كان زافين قيومجيان،عين وأذن واوتار وعصب الشعب اللبناني الذي تحدث باسمهم ودافع عنهم ونقل بأمانة قضاياهم .
في السياسة كان رائداً ، في الثقافة كان علاّمة ، في المجتمع كان ثائراً ، في الفنّ كان موّجِهاً وكان الصورة المشرقة والمشرّفة للبنان على كل المنابر العربية والعالمية التي اعتلاها بصفته سيد برنامج “سيرة وانفتحت”، سيد الحوارات الهادفة والمثقِفة وسيد التوعية الاجتماعية في غياب تام للاعلام الوطني التوجيهي ولدور الوزارات المعنيّة . هذا هو زافين الذي تعرّفت عليه، وعالأكيد ليس من اشاهده اليوم في برنامج “عالأكيد” .
تلفزيون “المستقبل” مطالب اليوم قبل الغد باعادة “سيرة وانفتحت” الى الحياة فهو كان نبض الشارع والاخير يعيش اليوم ضياعاً كبيراً وهو يتيم لم يجد محطة او برنامجاً او اعلامياً يستحق ان يتبناه فهل تعيدون “سيرة وانفتحت” الى الشاشة فيصبح للبنانيين من جديد متنفساً لهم بعدما عجزت كل البرامج من التحدث بلغتهم باحتراف كبير ومهنية استثنائية يتميز بها هذا “العنيد” زافين قيومجيان والمحطة التي تصمّ اذانها عن سماع مطالبة الناس بعودة البرنامج الاقوى الى هواء.