رأي خاص-هل يدفع جمهور برامج الهواة ثمن خلاف الساسيم وورثة الاخوين رحباني من جهة ومحطة (ام بي سي) وغيرها من جهة اخرى؟
مؤسف حقاً ان تغيب أغنيات المثلّث المبدع ، السيدة فيروز والاخوين منصور وعاصي الرحباني عن أهمّ برامج المنوعات والهواة في لبنان والوطن العربي ومؤخراً بدا ذلك نافراً ومحبطاً في آن.
ففي حين نسمع ونستمتع بغناء أجمل اغنيات الزمن الجميل على مسارح اهمّ برامج المنوعات او الهواة، تبقى اغنيات السيدة فيروز التي كتبها عاصي ولحنها منصور في درج الشركات المنتجة لهذه البرامج ومعدّيها بسبب قرار شركة “الساسيم” العالمية منع هذه البرامج من بث اي اغنية من أرشيف الاخوين رحباني او السماح للمشتركين فيها بغنائها بعدما فوّضها للقيام بذلك ورثة الاخوين رحباني مطالبين بإسترجاع او الحصول على حقوقهم المعنوية والمادية في ظل الفلتان الحاصل في كواليس هذه البرامج.
مؤخراً، لم يمّر برنامج “ذا فويس” بدون غصة هذا العام ايضاً، حيث غابت الاغنيات العظيمة للسيدة فيروز عن مسرح هذا البرنامج الذي يحرص على امتاع المشاهدين بباقة من أجمل اغنيات الزمن الجميل لكبار نجوم الوطن العربي والتي يغنّيها مشتركين موهوبين جداً كون البرنامج يعتمد أولاً على الصوت، وبحسب معلوماتنا فإن ما يحصل يحمّل محطة mbc وسواها من المحطات العربية المسؤولية كاملة كونها لا تلتزم في معظم الاحيان بتزويد “الساسيم” بلائحة الاغنيات التي تبثّها في برامجها او تخصيص مساحة في آخر البرنامج لذكر أسماء مؤلفي ومؤدّي وملحني وموزعي هذه الاغنيات وصولاً الى عدم أحقيّة المحطات في الاستفادة منفردة من نسبة المشاهدة لهذه المحطات الغنائية على موقع “يوتيوب” دون تقاسمها مع القيّمين على هذه الاعمال الغنائية، ما يتعارض او يتنافى مع معايير او شروط الساسيم الاساسية وهي شروط عالمية ، فيدفع الجمهور العربي للأسف ثمن هذه الاجراءات الروتينية التي تتبعها عادة وبحسب الأصول كل المحطات العالمية التي تحترم الابداع بكل أوجهه والحقوق الفكرية والادبية لمبدعيها، فيّحرم المشاهد بسبب هذا التلكؤ والتقاعس من إرث فنّي ابداعي قد لا يتكرّر في تاريخ الفنّ العربي.
نحن لن نتدخّل في الشؤون الداخلية لمحطاتنا العربية لأننا ببساطة لا ندرك حجم خلافاتها او جفائها مع الساسيم ، ولكننا نأسف الا يصار الى ايجاد “فتوى” او “حلّ”ما او “مخرج”ما يناسب الطرفين يضمن ان تملأ أغنيات الاخوين رحباني من جديد مسارح كل البرامج وان تصدح أصوات اهم مشتركي هذه البرامج بأغنيات السيدة فيروز الجميلة فليس عادلاً ما يحصل حالياً ونعتبر هذا الامر –ان استمر بالحصول- قاضياً على جيل جديد من شباب عربي سيّحرم من التعرف على روائع الاخوين رحباني وسيعيش بلا ذاكرة وفية لهما فقط لأن هذه المحطات تتخلف عن دفع مستحقاتها لشركة تقوم بدورها بشكل احترافي في برنامج يكلّفها ملايين الدولارات وبالتالي لن “تغّص” بعشرات الالاف لتدفع حقوق الاغنيات التي يقوم عليها البرنامج ما يجعل الامر يبدو مقصوداً وربما متعمّداً لأنه كما هو عليه اليوم وبكل المعطيات التي لدينا،غير منطقي البتّة وبالتالي نعتبر هذا الأمر بمثابة خطوة غير مباشرة للتعتيم على تاريخ الاخوين رحباني .
كل برامج الهواة تعيش اليوم يتماً رحبانياً حقيقياً فرجاءً سارعوا الى ايجاد منفذ صغير يمرّ عبره هوى “الرحابنة” فيصل من جديد الى كل بيت، فيُنعش قلب الوطن العربي المشتاق الى اسطورة الاخوين رحباني التي سكنت حنجرة السيدة فيروز وبين اعمدة مدينة الشمس بعلبك وبين دموع المغتربين والمتورطين في حبّ هذا الوطن.
ومن ناحية أخرى، نتوجّه الى ورثة عاصي ومنصور الرحباني ونسأل ان كانوا يدركون ان هذا القرار -وان كان محقاً-سيكلفهم غالياً كون الجيل الجديد-جيل هذه البرامج- لن يتعرف بعمق على تاريخ المبدعين عاصي ومنصور الرحباني وان كانوا على استعداد لدفع التكلفة الباهظة لقرارهم هذا وتمسكهم بحقوقهم على حساب تجديد روح الاخوين رحباني بين الشباب؟