رأي خاص- هشام حدّاد حرتقجي…وأكتر

استطاع الاعلامي هشام حداد ان يحقق نجاحاً كبيراً وبسرعة قياسية حيث برز اسمه في عدد من البرامج التي حققت نسبة مشاهدة عالية ليتحول الى شخص مثير للجدل خاصة مع انطلاق برنامجه الشهير “لول” الذي عرض عبر شاشة Otv وكان اولى تجاربه في تقديم البرامج، والذي شكّل نقلة نوعية للبرامج الفكاهية على الشاشات ما دفع بعض شركات الانتاج لتقديم برامج مشابهة في التوقيت نفسه على قنوات منافسة. ولو ان هشام نادم ضمنياً على تقديم هذا البرنامج وقد صرّح بذلك في اكثر من لقاء صحافي او تلفزيوني، الا ان البرنامج دون ادنى شك كان سبب شهرته الواسعة والباب العريض الذي دخل منه الى عالم الاعلام الملتزم والى التمثيل .

ولا شك في ان “حداد” نجح مرة اخرى كمقدم برامج بارع من خلال برنامجه الجديد “حرتقجي” الذي نجح باستضافة عدد كبير من الاشخاص المثيرين للجدل وحقّق نسبة مشاهدة عالية وهذا ما يلاحظ على مواقع التواصل الاجتماعي خلال عرض الحلقة حيث ينهال وابل من التعليقات على مضمون الحلقة ولو اننا نتحفّظ على بعض الاسماء التي استضافها في برنامجه والتي ستبقى نقطة سوداء في تاريخه، الا انه لا يمكننا ان ننكر ان هشام خلق خطاً اعلامياً خاصاً به أعجب البعض واستفزّ البعض الاخر فتعرّض الى هجوم عنيف من قبل بعض الاقلام الخشبية التي لا يستهويها التغيير ومن بعض الاقلام الحاقدة التي لم تتقبل هشام فقط لأنه على شاشة ذات ميول سياسية معينة خاصة وان معظم ضيوفه من التيار الوطني الحر او من احزاب سياسية مقربة منه مع العلم ان هشام يحاول دائماً دعوة ضيوف من احزاب وتيارات وانتماءات اخرى الا انهم لم يتجرأوا على مجاراته والاطلالة عبر الشاشة البرتقالية.

ومما لا شك فيه ان “حداد” نجح كمقدم في ادارة حلقاته حيث تميّز بالذكاء الحاد وسرعة البديهة وخفة الظلّ وفي مناقشة ادق التفاصيل مع ضيوفه ما ينمّ عن ثقافة عالية وإلمام بمختلف المواضيع الفنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وهذا ما بدا واضحاً في الحلقات المباشرة على الهواء والتي تحتاج الى شخصية قوية تمتلك الهواء وتجذب المشاهدين، الا انه احياناً لا يتمتع بالموضوعية الاعلامية الكاملة فينصاع الى عواطفه وينحاز اليها وربما يجب الا نلومه على ذلك فالبرنامج يقتضي “الحرتقة” وهي تعتمد اولاً على ابداء الرأي بتهكّم وسخرية ومواجهة مباشرة تخلّف معارك ضارية مع المعنيين فهو لا يقدّم برنامجاً حوارياً وليس مطلوب منه ان يكون محامي الشيطان بل “الشيطان” بعينه.

كما يخوض “حداد” تجربة مسرحية جديدة بعد ان أصبح ركناً اساسياً في مسرحية “كوميدي نايت” لماريو باسيل والمسرحية الجديدة بعنوان “ميشال وسمير.. سمير وميشال” مع المخرج جو قديح ليضيفها الى سجل تجاربه المسرحية التي استطاع بفترة زمنية قصيرة جداً ان يقف الى جانب اهم الاسماء على مسرح الشونسونييه.

هشام حداد موهبة اعلامية عصرية لا تنتمي الى اي مدرسة تقليدية وما ليس تقليدياً لا يعني بالضرورة انه ليس جيداً، وهو ان اتفقتَ معه بالسياسة او اختلفت يبقى من أكثر مقدمي البرامج اثارة للجدل وللمتابعة وهو اثبت انه اهل لثقة المشاهد الذي يعوّل كثيراً على هشام ليكون لسان حاله لأنه يجرؤ على قول ما لا يجرؤ على قوله الاخرون شرط ان يستمر في احترام منبر برنامجه وعقول المشاهدين الى اي فئة انتموا.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com