تغطية خاصة – ماجدة الرومي: اطلب من ابي ان يسامحني؛ وغير وارد التعاون مع ملحم بركات مجدداً… وعلى ماذا ندمت في حياتها؟
غنت الحب والسلام،غنت الوطن والامل، بصوتها حنين لايام الزمن الجميل ورجاء وامل بلبنان في مستقبل فني زاهر كبير،حملت الفن في قلبها رسالة، ومازالت كالشمعة التي تضيء عتمة الوطن،و من غيرها انها السيدة ماجدة الرومي التي خصت اذاعة صوت لبنان وبرنامج “مثل الحلم” الذي تقدمه الاعلامية نسرين ظواهرة في لقاء حصري شامل وكأنها تتحدث للمرة الاولى.
وفي حديث من القلب الى القلب، مع الفنانة القديرة ماجدة الرومي، التي وصفت “الحلم” بـ “الامل الموجود داخل الانسان المنبثق من ايمانه بالخالق والبعد الانساني”، فكشفت عن خبايا شخصيتها التي تتسم بالانسانية وبالمحبة الكبيرة لوطنها لبنان كمواطنة لبنانية تملك الشرف وترضي ربها بتجميلها للعالم الذي تنتمي اليه كي تصل بتدرج الى الخالق باعمال الخير ونشر السلام والقيم الانسانية الموجودة داخل كل انسان النابعة من ايمان وتجارب قاسية بالاصرار على الاستمرار برفع اسم لبنان تحت اي ضغط او ظروف صعبة لعدم المساومة بسيادة هذا الوطن، كشهادة يومية لسلام لبنان، قائلة: “الذي يضيع في الارض لا يضيع في السماء”.
وعادت بها الذاكرة الى المكان الذي كبرت فيه والبيئة المحافظة التي تربت عليها مشبهةً اياه بـ “بيت الحلم”، كابنة “كفرشيما” التي ترعرعت بين اشجار اللوز والزيتون وعيون المياه وطبيعة لبنان، في بيت موسيقي ابنة الراحل “حليم الرومي” وأم تجمع على الصلاة، لافتة ان “والدها لم يأخذ قرارها بالغناء على محمل الجد ولكن الله رسم لها قدر ان تنجح في الفن وتغني الحب بالانسان الذي يعيش بداخلها”.
كما كشفت انها “لو عادت لى الوراء لكانت اكملت دراستها وصححت العديد من الاخطاء بسبب “جهلها” للمفاهيم بذلك الوقت ما جعلها تعيش تناقض كبير في حياتها ودفعها لتٌطور الانسان الذي يعيش في داخلها”.
كما كشفت انها لم تنتمِ للوسط الفني والاجواء الفنية يوماً، فمفهومها للفن ليس كما يراه فنانو اليوم، ليكون اجمل تجاربها الفنية مرتبط بلحظة خلق الشاعر لجملة تولد اغنية خالدة وهذا ما يدفعها للتعامل في البوماتها مع اسماء جديدة من جيل اليوم لتخدم الشعلة التي بدأت فيها، من كافة الدول العربية كمصر لمواكبتهم ومساعدتهم من اجل تحقيق الفرق باصرار”، وتابعت انها “ستبقى تتعامل مع الكبار الذين نجحت معهم، كالاستاذ احسان المنذر، واكدت بانها لن تتعاون مجدداً مع الموسيقار ملحم بركات، رغم احترامها الكبير له لأنها لا تعرف كيف تتعامل مع شخصيته العصبية، قائلة: “بالنسبة لي ملحم هو اجمل صوت قد مرّ على الشرق ومن اكبر الملحنين الذين عرفهم لبنان”.
وترى انها تيتمت بعد رحيل الكبير وديع الصافي، قائلة: “رحيلهم يزيدنا يتم على يتم”.
واعربت “الماجدة” عن تخوفها من مصير الفن الدارج اليوم الذي يعتمد على الشكل والمفاهيم التجارية، على عكس مسيرتها الفنية ونجاحها الذي سخرته اليوم بانضمامها الى جمعية “رسالة حياة” التي تعنى بالفقراء كعضو فاعل يجعلها تلمس الفرح وتعيش حالة استثنائية، واشارت انها بصدد التحضير للعديد من الاعمال الخيرية ستبدأ من شهر ايار كعرابة لمشروع المستشفى المختص بالمرضى الفقراء “بيت العناية الالهية” في منطقة ادما، مهمتها تكمن بالمساعدة على اتمام هذا المشروع.
واعتبرت نفسها من الناس المحظوظين لانها “استطاعت بعيد الميلاد اطفاء العتمة باضاءة شمعة ونشر الفرحة في كل بيت، باصدارها البوم “نور من نور” الخاص بعيد الميلاد، الذي يعود ريعه فقط لاعمال الخير”، واشارت انها “كانت حريصة موسيقياً على تقديم بمجهودها الفردي عمل مميز في العيد المجيد، واضافت انها كتبت اغنية “مارح ازعل على شي” التي تقول كلماتها : “ما جيت صادق دموع ولا دين الظلام جيت اهدي العتمة شموع وحب وروح بسلام..” معتبرة ان هذه الاغنية تختصر عمرها الذي حمل الكثير من السلبيات ولكن بقي الامل والتفاؤل هو المسيطر الاكبر”.
كما انتقدت التلفزيون الذي قتل التواصل الانساني، قائلة: “التلفزيون هو اكبر سراق خلال فترة الستين سنة التي مرت عليّ”، معترفةً انها “لا تحب مشاهدة التلفزيون كي لا تشوه عالمها”.
واشارت الماجدة ان “الوحدة اتعبتها ولا احد يستطيع العيش بلا حب رجل ولكن الحياة تفرض نفسها لذلك يجب التعايش معها”، لافتة ان “بناتها هم حصاد الحياة، وسبب فرحها ومجدها”، كما تحدثت عن فترات اللعب مع حفيدها الذي يعيدها الى “ماغي” الطفلة قبل عام الـ16 اي قبل دخولها عالم الفن،” وتابعت ان” الشهرة تتعب الانسان خاصة اذا كان الفنان واعداً نفسه والخالق برفع راية وطنه وحريته وسيادته مهما كلف الامر”، ولكنها تنسى التعب عندما تتمشى في طبيعة “كفرشيما” -مسقط رأسها- وتشعر بجمالية الخالق التي لا زالت تبهرها، وتتأسف على احفادها لانهم لم يحتكوا بتراب الارض، قائلة: “انها خسارة لا تعوض ونحن ملكنا الحظ الاستثنائي في الدنيا اننا تربينا وكبرنا في طبيعة جميلة كلبنان قبل الحرب، كما شبهت حياتها مع حرب لبنان “بقصة طفل فتح عيناه على مدينة جمال وحب و اعياد وعطر وفرح، ولكن دخل فجـأة “غول”عليها وشوهها”، ولا تستغرب انها واجهت وتحدت كل الصعوبات بفضل توكلها على الخالق”.
ومن جهة العمل التمثيلي مع الكاتبة “كلوديا مارشيليان”، اكدت “الماجدة”، انه ليس هنالك شيء مؤكد بعد، ولكن لا يزال احدى احلامها “التمثيل”، واشارات انها اخطأت في امرين جعلاها تحزن حزن عميق لانها لم تقدم عليهما، الاول عندما عُرض عليها فيلمين مع المخرج الراحل يوسف شاهين، والثاني عندما عرض عليها التمثيل مع النجم الراحل احمد ذكي.
وقالت الماجدة ان حلمها في اقامة “فيلم” بانتاج مشترك لبناني سوري مصري عن قصة “مي زيادة” كعمل تاريخي، لانها ترى انها قادرة ان تؤدي دورها بامتياز كونها تفهم ما مرت به “مي” من آلام وتملك شعور كبير بانها ستقوم بالدور وهي مستعدة لكل الاحتمالات لانها مدركة انه مهما كان الدور ستحول السلبيات الى ايجابيات بفرح وابتسامة”.
كما اعترفت “الماجدة” انها متابعة للدراما والمسلسلات وترى “المرحلة القادمة واعدة جداً من ناحية الدراما اللبنانية”.
وفي الختام دعت الماجدة الجميع لمشاهدة ما تقوم به جمعية “رسالة حياة”، المبنية على اعمال الخير من قبل شباب في ربيع العمر.
وشكرت ربها على منحها والدين جعلاها تعرف قيمة الحياة وقرباها من قيم الرب، قائلة: “انحني امام ما قدمته لي امي هي اعظم ام في الدنيا”، وتابعت ان “والدها توفي غير راضٍ عنها وطلبت السماح منه واهدته نجاحها قائلة: “ارجو ان يسامحني ابي”.
ووجهت رسالة الى الرب برفع غضبه عن لبنان، ايماناً منها بهذا البلد، الذي سيبقى رغم كل ايادي الغدر والقتل وطناً حراً سيداً مستقلاً.