“ثورة النساك” للأب فادي تابت مسرحية على صعيد الوطن
أطلق الأب فادي تابت مسرحيته الجديدة اهذه السنة “ثورة النساك” فغص مسرح جورج الخامس بالحضور لمشاهدة المسرحية الحدث لهذه السنة . أهل يعقل لرجل صلاة أن يثور وكيف تكون ثورة النساك هذه أسئلة حملها المشاهد قبل أن يتضح له ما أراد الأب فادي تابت الرسالة التي أراد ان ينقلها إلينا عن ثورة الحب التي هزت وما زالت تهز مضاجع قوات الظلام وسلطات هذا العالم .حملت مسرحية ثورة النساك التاريخ مسكوباً بقصة مليئة بالمفاجآت والأحداث والرسائل إلى مجتمعنا فكأنَّ التاريخ يعيد نفسه وصليب المسيحيين ما زال محمولاً على كتف كا من آمن بذاك الإله إله المحبة والسلام في عالم كثر الحقد والإجرام وسيطر القتل وإلغاء الآخر.
في هذه الأجواء الملبدة بغيوم الخوف جاءت مسرحية الأب تابت لتؤكد بأن المسيحية ولدت من رحم الإضطهاد ولا تخيفها قوات الظلام.
ساعتان من الوقت أمضاها المشاهد مستمتعاً بالموسيقى والرقص والألوان والإضاءة والأحداث المتسارعة وقدرة الممثلين على الإقناع في أدوارهم التي لبسوها ببراعة فأبدع الأب فادي تابت بدور السلطان سيف الدين قلاوون المملوكي بإدائه المميز والكاريزما اقوية التي يتميز بها من خلال الحضور والإحتراف في الأداء فاستطاع هو الكاهن أن يقنعنا بدوره القاسي الذي لا يشبهه في أرض الواقع جسده ببراعة على خشبة المسرح فأسر المشاهد وقطع انفاسه في اللحظة التي أمر فيها بالقضاء على النساك.
ولم يكن اداء كل من الممثلين القديرين اسعد رشدان وبول سليمان اقل إحترافاً، فلعب بول دور البطريرك لوقا لبنهراني البطريرك الثائر على المماليك ولعب أسعد رشدان دور البطريرك ارميا الدملصاوي رجل الصلاة والمحبة فأبدع كل منهما بدوره وأدائه.وتميزت الممثلة انطوانيت عقيقي فلعبت دور صبحى امرأة ذو شخصية قوية من فعاليات طرابلس تطمح أن توصل ابنها إلى مركز وجاه حتى وإن كان على حساب الكنيسة فسعت إلى خلق مكيدة مع إبنها الياس الزايك ابن صبحى ضد البطريرك لوقا البنهراني وسلماه إلى السلطان سيف الدين قلاوون وقبضا ثمن فعلتهما فكانا كيوضاس لبذي سلم ربه من اجل الفضة .
اما الممثل وجيه صقر فلعب دور برنس كونتيه جبيل الصليبي داعم المطران المحارب ارميا وهو من سعى لتعيينه بطريركاً من قبل الصليبيين فأجاد بدوره مع مستشاره نويل زيادة الذي لعب دور غيوم رئيس فرسان الهيكل الخائن .وتميز طوني مهنا وميشال اضباشي وعبدو سقيم كل بدوره وكذلك الياس الزايك ونيكول عازوري الوجه الجديد الواعد. وأما الدور الذي لعبه النساك فكان دور المحبة في عاصفة الإضطهاد وكانت أضواء مناسكهم تنير عتمة الظلم والقهر الذي فرضها السلطان قلاوون فكلما ارتفعت أصوات الحقد والقتل جابهها النساك بصمت القداسة والشهادة حتى الإستشهاد.