رأي خاص- اعلان فيلم (بي بي) لم يفِهِ حقّه، ماغي ابو غصن انتِ أو لا أحد ودموع يوسف الخال غالية جداً
لا شك في ان اعلان الفيلم السينمائي bébé لا يفي الفيلم حقّه وعندما رافقت ولديّ الى السينما بعد اصرارهما على مشاهدته كنت أعتقد ان الفيلم كوميدي وخفيف وانه موجّه فقط الى الاطفال. أقلّه هذا ما روّج له اعلان الفيلم.
دخلت الى صالة السينما ومعي افكار مسبقة ان الفيلم عبارة عن ساعة ونصف من التسلية والضحك ولم يخطر على بالي أبداً ان يروي الفيلم قصّة مؤثرة جداً وانه خلال الساعة والنصف هذه ستختلط علي كل المشاعر، فتضحك وانت تبكي او تبكي من شدّة الضحك، حالتان لا ثالث لهما .بل أكثر من ذلك أنا أعتبر ان الاعلان أساء الى الفيلم الذي تضمّن طبعاً بالاضافة الى المشاهد والمواقف المضحكة قصّة ربما خيالية الا انها تعصر القلب وتهزّ الكيان وتحّرك كل انواع المشاعر الصادقة التي تتعاطف مع حالة bébé اي ماغي ابو غصن ومع حنان ودموع المحامي زياد اي الممثل يوسف الخال.
من لم يشاهد الفيلم بعد ، أدعوه الى مشاهدته لكي لا يفوّت عليه هذه القصّة الغريبة ولكن المؤثرة جداً حيث تحملك ماغي ابو غصن الى عالم الصغار ببراءة وطيبة وبمحبة كبيرة ، ويتعاطف المشاهد مع حالتها لدرجة انه يفرح ويبكي معها، فتارة تسمع في الصالة رنين الضحكات وبعض لحظات يسود الصمت فتسمع التنهيدات وترى محارماً تمسح الدموع بخجل، لأنه من المفترض الاّ يبكي الكبار في فيلم للصغار، الاّ ان ما لا تعرفوه ان الفيلم يصلح لأن يكون فيلماً للكبار ممن يريدون ان يعودوا صغاراً….
لن اروي القصة لكي لا “احرقها” ولكني اكتفي بالقول ان فيلم bébé فيلم عاطفي بامتياز لأنه يستفز كل مشاعرك الانسانية ولأنه يترك لديك أثراً طيباً بعد مشاهدته، فتخرج من صالة السينما بايجابية كبيرة . ولا شك في ان اختيار كل الممثلين كان موفقاً جداً باستثناء يوسف الخال الذي لم يكن موفقاً فحسب بل كان أساسياً .ولم يكن الفيلم ليخترق كل قلوب المشاهدين لولا هذه النَظارات العميقة والعابرة للمشاعر والتي وحده يوسف الخال يتقن توجيهها ، فهو ربما لم يتفلسف كثيراً في الدور ولم يعرض عضلاته في الاداء ولكنه دون ادنى شك نجح في حبس الانفاس طوال الفيلم واستفزّ الدموع التي أبَتْ الاّ ان تشاركه مشاعره الصادقة وحنانه الذي فاض في اكثر من موقف ومشهد، فيؤكّد يوسف الخال مرّة جديدة انه الرقم الصعب على كل الشاشات، الصغيرة والكبيرة، الفضية والذهبية ، في كل زمان ومكان، لأنه ببساطة ممثل حقيقي حسّاس ونادر.
اما هي، فطفلةٌ كبيرة… وإن أمعنت التفكير بمن يصلح لأداء هذا الدور غيرها، تعود و”سلتك فاضية” ، لأن ببساطة اداءها في الفيلم فاق كل التصورات وكل التوقعات واقسم انني كدت أصدّق انها طفلة صغيرة، ابنة الثامنة فقط، وكنت طوال الفيلم أحدّق في وجهها خائفة من ان تخونها عيناها ، كون العينان وحدهما مرآة الحقيقة وهما تختزنان الطفولة والبراءة وهما ميزان الحقيقة او الادعاء، وأي “زلّة” عين قد تفضح أمرها فتخسر الشخصية هويتها، فلا يصدّقها المشاهد ولا تكتمل عناصر القصّة ويلقى الفيلم حتفه منذ اللحظة الاولى لا محالة…
الا ان ماغي ابو غصن عرفت كيف تستعيد طفولتها باحتراف كبير، وان تستعين بالطفل الذي يسكنها والذي على الارجح لم يفارقها ابداً. فمن لم يحافظ على الطفل في داخله مستحيل ان يتقن أداء هذا الدور الصعب ان لم يكن تعجيزياً، وماغي ابدعت في ادائه بكل تفاصيله ،بكل عفويته وصدقه، فصدّقناها وتعاطفنا معها وشاركناها لحظات الفرح والألم وخرجنا من صالة السينما ونحن سعيدون لأن نهاية الفيلم كانت مرضية، فارتحنا وإطمأن قلبنا وبالنا على bébé . لهذه الدرجة صدقناها ولهذه الدرجة نجح الفيلم في استدراجنا الى طفولة نحتاج جميعاً لعيشها من جديد علنا نسترجع شيئاً من براءة ومحبة وصدق bébé .
وأعلنت شركت Eagle Film المُنتجة لفيلم bébé للمخرج إيلي حبيب بألامس بأنّ الفيلم في الـ Weekend الأول له، أي خلال أربعة أيام فقط، حقّق إقبالاً فاق كل التوقعات، حيث استطاع الفيلم الذي يلعب دور البطولة المُطلقة فيه كل من ماغي بو غصن ويوسف الخال، أن يجمع أكثر من ٢٠ ألفَ مُشاهد، تركوا منازلهم واتجهوا إلى صالات السينما اللبنانية التي تعرض الفيلم.
الأصداء أكثر من إيجابية، و bébé هو أول فيلم لبنانيّ يُحقق هذا الرقم العالي جداً، في الأيام الأولى لعرضه، ما يؤهله ليحتل المرتبة الأولى كأكثر فيلم لبناني يجذب عدد مشاهدين في عطلة أسبوعه الأول، وهذا ليس حكراً على أفلام هذه السنة فقط، بل تدلّ الأرقام، التي حققتها الأيام الأولى للفيلم، على تفوّقه على كل الأفلام التي صدرت بتاريخ السينما اللبنانية من حيث الأرقام التي حققتها في أيامها الأولى.
نذكر أنّ (بيبي) بطولة يوسف الخال، ماغي بو غسن، سلطان ديب، جيسي عبدو، بيار شمسيان، بيار جمجيان، تيتا لطيفة، سعد القادري، عبير عون وغيرهم، كتابة كلود صليبا وإخراج إيلي حبيب.